الهمّ في الإسلام - مفهوم التغافل
ـ التغافل عن الأمر الخطير معناه التعامل معه كأنه لعب ولهو وهزل وغير جاد وكأنه لا قيمة له ولا أهمية : {إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ ، وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ}، {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إلا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ ، لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ}.
ـ التغافل عن الأمر الخطير معناه التعامل معه كأنه لعب ولهو وهزل وغير جاد وكأنه لا قيمة له ولا أهمية : {إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ ، وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ}، {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إلا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ ، لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ}.
ـ عدم التصور معناه إفراغ الكلمة من محتواها ، فتصبح عديمة القيمة ، فالغافل عن الله أو الذي ينسى الله يعيش كأنه يجهل وجود الله وعظمته كأنه لم يسمع عن كلمة ( الله ) ، حيث حدث إفراغ لكلمة ( الله ) من محتواها الحقيقي فتصبح كأنها عديمة الأهمية وعديمة التأثير ، فالكلمة التي لا يشعر الإنسان بما فيها من نفع أو ضرر أو أهمية تصبح كأنها كلمة لا تنفع ولا تضر، والإنسان لا يشعر ولا يتأثر بما لا ينفع ولا يضر وليس ذو قيمة أو أهمية .
ـ وكذلك فالغافل عن الآخرة أو الذي ينسى الآخرة يعيش كأنه يجهل وجود الآخرة وخطورة ما فيها من نفع أو ضرر كأنه لا يعرف شيئا اسمه ( الآخرة ) حيث حدث إفراغ لكلمة ( الآخرة ) من محتواها الحقيقي فتصبح كأنها عديمة الأهمية وعديمة التأثير ، فالكلمة التي لا يشعر الإنسان بما فيها من نفع أو ضرر أو أهمية تصبح كأنها كلمة لا تنفع ولا تضر ، والإنسان لا يشعر ولا يتأثر بما لا ينفع ولا يضر وليس ذو قيمة أو أهمية.
ـ فالغافل عن الآخرة يتعامل مع كلمة ( الآخرة ) كأنها تتحدث عن بشر غير موجودون على الأرض وأن هؤلاء البشر سوف يذهبون لعالم آخر غير الأرض ، إذن فالقضية لا تخصه هو ولا تعنيه ولا تضره ولا تنفعه فلا يشعر بقيمتها ، ولا مانع من أن يوافق عليها فلا يستشعر خطورتها لأنها لا تخصه ، وعندئذ تكون موافقة كاذبة وليست حقيقية.
ـ والغافل إذا نظر إلى السماء لا يتعجب من مدى اتساعها وسر وجودها فلا يشعر أن لذلك قيمة ، وعندما ينظر إلى نفسه لا يتعجب من سر وجوده وحقيقة مصيره وهدفه فلا يشعر أن لذلك قيمة ، فهو يتناسى كل شيء فهو يعيش كأنه ليس له ربا وكأنه لن يموت وكأنه لا آخرة ، ويتجاهل أن هناك رقيب وعتيد وأن الله يراه رغم علمه بذلك ، وكذلك يتجاهل آيات السماء والأرض والنظر فيها فيتناسى هذه الأمور كأن لم تكن ، وكأن أحدا لم يذكرها له ، وكأنه لم يسمع عن شيء اسمه الآخرة أو الموت ، رغم اقتناعه التام بالآخرة وبأنه سيموت ، لكنه اقتناع كاذب ، ويتعامل مع آيات الله كأنه لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم.
ـ فاليقين بشيء بغير تصور خطورته هو يقين هزلي غير حقيقي وجاد وفعلي يصدر من إنسان يلعب ويلهو كالأطفال ولذلك يقول تعالى : {إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ ، وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ}، {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إلا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ ، لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ}، فهو يتعامل مع المعلومة كأنها تخاطب بشرا آخرين في كوكب آخر ليسوا على الأرض فلا يخصه الأمر ، كأن الكلام ليس موجها له ، أو كأن هذا الكلام باللغة الإنجليزية وهو لا يعرف غير العربية فبالنسبة له كأنه طلاسم .
ـ فلا يتحقق اليقين الحقيقي بالآخرة حتى تكون الآخرة حقيقة واقعة في ذهن المؤمن وبالتالي تؤثر على مشاعره وهمومه وتفكيره وأمانيه لأنها الخطر المترقب والحياة المنتظرة ، ولا يتحقق اليقين الحقيقي بوجود الله حتى يكون وجود من له القوة والهيمنة والسيطرة على الإنسان والكون حقيقة واقعة في ذهن المؤمن وبالتالي يعيش في إطار أنه مستعبد يعيش تحت سيطرة صاحب هذا الكون راضيا بأن عليه أن يعيش عيشة الذل والخضوع والاستسلام للجبار المتكبر.
حسني البشبيشي
باحث إسلامي
- المصدر: