من كان على طريقهم لحق بهم

منذ 2014-09-27

لن يفهم العاذلون طبيعة تعلق قلوب أهل الحديث بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فحبهم لهم بالغ أقصى المراتب بعد حب الله ورسوله، فحبهم عندهم دين وإيمان، والنأي عن منهجهم حمق وهذيان..

كثيرًا ما يعير السالكون منهج السلف، من التكلف في اتباعهم والوقوف عند معالم سبيلهم وما عليهم في ذلك من شيء، وهم على قول الشاعر:

فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم *** إن التشبه بالكرام فلاح


لن يفهم العاذلون طبيعة تعلق قلوب أهل الحديث بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فحبهم لهم بالغ أقصى المراتب بعد حب الله ورسوله، فحبهم عندهم دين وإيمان، والنأي عن منهجهم حمق وهذيان..

قالوا : "مهما فعلتم ما بلغتم ما فعلوا".
قلنا لهم: "إي والله لن ندرك ما أدركوا، ولكننا لاحقون بهم لا محالة إن نحن صدقنا السير في مسلكهم، ولزمنا المتابعة في مهيعهم.، فهم من آثار النبي محمد صلى الله عليه وسلم صحبوه، فمستهم أنفاسه ولامستهم نفحاته، جاوروه فبارك الله فيهم مباركته في ما حول المسجد الأقصى.. فصرنا نتتبعهم تتبع محب ليلى لجدران حيها..!".
 

أمر على الديار ديار ليلى**** أقبل ذا الجدار وذا الجدار
وما حب الديار شغفن قلبي*** ولكن حب من سكن الديار


سنلزم طريقهم بإذن الله وإن طال الطريق وعز الصديق.. وشعارنا "إن كنا على الطريق؛ فما أسرع لحوقنا بالقوم"

روى الدينوري في المجالسة (جواهر العلم) (1) عن أحمد بن يونس قال:
"كان فتى يجالس الثوري ولا يتكلم، فأحب سفيان أن يتكلم ليسمع كلامه، فمر به يومًا، فقال له: يا فتى! إن من كان قبلنا مروا على الخيل وبقينا على حُمُر دبرة" (2)، فقال له الفتى: "يا أبا عبد الله! إن كنا على الطريق؛ فما أسرع لحوقنا بالقوم! لن نبغي في سفرنا عن طريقهم سبيلاً ولو كان الزاد في الجراب قليلاً".
دمتم في رعاية الله.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) رقم (586) بتحقيق مشهور حسن سلمان
(2) جمع حمار، ويظهر أن معنى دبرة أي تكون في مؤخرة الركب لبطئها والله أعلم!


طارق الحمودي 

المصدر: صفحة الكاتب على الفيس بوك