(9) العلامات الصغرى التي لم تقع بعد (3/3)
ومنها: خروج المهدي،
تابع العلامات الصغرى التي لم تقع بعد
- خروُج المَهدي:
ثبت في الأحاديث الصحيحة أن الله تبارك وتعالى يبعث في آخر الزمان خليفة يكون حكماً عدلاً، يلي أمر هذه الأمة من آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم من سلالة فاطمة، يوافق اسمه اسم الرسول صلى الله عليه وسلم، واسم أبيه اسم أبي الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد وصفته الأحاديث بأنه أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض عدلاً، بعد أن ملئت جوراً وظلماً.
عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «
».وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «
» (رواه أبو داود).وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «
» (صحيح الجامع).
قال فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز حفظه الله ما ملخصه: "أمر المهدي معلوم، والأحاديث فيه مستفيضة، بل متواترة متعاضدة، وقد حكى غير واحد من أهل العلم تواترها، وتواترها معنوي، لكثرة طرقها، واختلاف مخارجها وصحابتها، ورواتها وألفاظها، فهي بحق تدل على أن هذا الشخص الموعود به أمره ثابت وخروجه حق، وهو محمد بن عبد الله العلوي الحسني من ذرية الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، وهذا الإمام من رحمة الله عز وجل بالأمة في آخر الزمان، يخرج فيقيم العدل والحق، ويمنع الظلم والجور، وينشر الله به لواء الخير على الأمة عدلاً وهداية وتوفيقاً وإرشاداً للناس.
وقد اطلعت على كثير من أحاديثه فرأيتها كما قال الشوكاني وغيره، وكما قال ابن القيم وغيره: فيها الصحيح، وفيها الحسن، وفيها الضعيف المنجبر، وفيها أخبار موضوعة... والحق أن الجمهور من أهل العلم -بل هو كالاتفاق- على ثبوت أمر المهدي، وأنه حق، وأنه سيخرج في آخر الزمان، أما من شذ عن أهل العلم في هذا الباب فلا يلتفت إلى كلامه في ذلك".
وقد أحصى فضيلة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد عدد الصحابة الذين رووا أحاديث المهدي فبلغوا ستة وعشرين صحابياً، وأحصى كتب السنة التي أخرجت هذه الأحاديث، فبلغت ستة وثلاثين كتاباً.
وعقيدة أهل السنة والجماعة موافقة لما سقناه من الأحاديث الصحيحة، وأن المهدي حاكم صالح راشد يبعثه الله مجدداً لهذا الدين ويعلي الله هذا الدين على يديه.
أما عقيدة الشيعة الإمامية الذين فيعتقدون أن المهدي هو آخر أئمتهم، وهو الإمام الثاني عشر المدعو بمحمد بن الحسن العسكري وهو عندهم من ولد الحسين بن علي، لا من ولد الحسن، وهم يعتقدون أنه دخل سرداب سامراء منذ أكثر من ألف ومائة سنة وعمره خمس سنوات، ويعتقدون أنه حاضر في الأمصار، غائب عن الأبصار، وهو المهدي الذي ينتظرون عودته، وكلامهم هذا لم يقم عليه دليل ولا برهان من عقل أو نقل، وهو مخالف لسنة الله في البشر، ومخالف لمنطق العقول، ثم ما الداعي للغيبة إذا كان حياً، بل كان الواجب عليه أن يخرج ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.
- وقت خروجه:
يقول فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله: "قال ابن كثير في الفتن والملاحم: أظنه يكون عند نزول المسيح، والحديث الذي رواه الحارث بن أبي أسامة يرشد إلى هذا، ويدل عليه، لأنه قال: أميرهم المهدي، فهو يرشد إلى أنه يكون عند نزول عيسى ابن مريم، كما يرشد إليه بعض روايات مسلم، وبعض الروايات الأخرى، ولكن ليست بالصريحة، فهذا هو الأقوم والأظهر، ولكنه ليس بالأمر القطعي".
- هل المهدي هو الخليفة الذي يحثو المال حثوًا؟؟
وقد ورد في الأحاديث ذكر خليفة يكثر الخير في زمانه حتى إنه يحثو المال حثوًا، ولا يعده عدًا، فهل هو المهدي أو غيره؟ الله أعلم بحقيقة ذلك. روى مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «
».
(من كتاب: القيامة الصغرى)
عمر سليمان الأشقر
الشيخ الدكتور عمر بن سليمان بن عبد الله الأشقر أحد أعلام فلسطين البارزين وأحد مؤسسي هيئه علماء فلسطين بالخارج.
- التصنيف:
- المصدر: