الهاربون من الأضحية

منذ 2014-10-04

الأضحية سُنَّة مؤكدة، وهي عمل عظيم وقربة جليلة، لا تُفعَل إلا مرة واحدة في السنة، فلذلك تتوق قلوب الصالحين للتقرُّب إلى الله بها. وفي الجانب الآخر نرى من يُكثِر الأسئلة ويحاول أن يتهرَّب منها بحجة سكنه مع والده أو سكن والده معه، أو أن أسعار الأضاحي مرتفعة أو أنها ليست واجبة وإنما سُنَّة..!

بسم الله الرحمن الرحيم

الأضحية سُنَّة مؤكدة، وهي عمل عظيم وقربة جليلة، لا تُفعَل إلا مرة واحدة في السنة، فلذلك تتوق قلوب الصالحين للتقرُّب إلى الله بها.

وفي الجانب الآخر نرى من يُكثِر الأسئلة ويحاول أن يتهرَّب منها بحجة سكنه مع والده أو سكن والده معه، أو أن أسعار الأضاحي مرتفعة أو أنها ليست واجبة وإنما سُنَّة..!

فالسؤال الذي يحتاج إلى إجابة:

هل نتردَّد هذا التردُّد في شراء بعض الكماليات؟

أَوَ عند قدوم ضيف عزيز؟

قال تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج:32].

فقد تكون العبادة سُنَّة وليست واجبة؛ لكن هذا لا يُقلِّل من عِظم أمرها وعلو شأنها؛ فمن لم يضحِ هذا العام في وقت الأضحية عليه أن ينتظر عامًا كاملًا ليعود وقتها مرة أخرى، ولا ينسى قبل أن يفعل ذلك أن ملك الموت قد يكون على موعد معه قبل العودة إلى هذه الأزمنة الفاضلة مرةً أخرى.

ورحم الله عبدًا استشعر عظم أمر الأضحية وأقبل على التقرُّب إلى الله بها منشرح الصدر راجيًا للأجر، باحِثًا عن الأكمل والأفضل من الأنواع، ليس همَّه مجرّد الإجزاء بل همَّه رضى الواحد الاحد، وقد ضحّى نبيكم صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين.

وإذا لم يستطع أن يضحي لقلة ذات اليد؛ فلا يحرم نفسه من النية الصالحة بأن ينوي أنه لو كان يستطيع لفعل.
فربنا أرحم من أن يُكلِّف عبدًا بما لا يستطيع، وربنا أكرم فيلحق صاحب النية بصاحب العمل فهم في الأجر سواء.

اللهم تقبَّل من الحجاج حجهم ويسِّر لهم إتمام نسكهم وتقبَّل من أهل الأمصار صومهم وذكرهم وأضاحيهم يا جواد يا كريم.


مصلح بن زويد العتيبي