(13) إمكانات الدجال التي تسبب الفتنة

منذ 2014-10-05

يدعي الدجال الألوهية، ويعطى من الإمكانات أمورًا مذهلة تفتن الناس فتنة عظيمة،

تابع العلامات الكبرى

- إمكانات الدجال التي تسبب الفتنة:

يدعي الدجال الألوهية، ويعطى من الإمكانات أمورًا مذهلة تفتن الناس فتنة عظيمة، ومن ذلك:


- سرعة انتقاله في الأرض:

ففي حديث النواس بن سمعان في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن إسراع الدجال في الأرض، فقال: «كالغيث استدبرته الريح..». وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أنه سيجول في أقطار الأرض ولا يترك بلداً إلا دخله إلا مكة والمدينة، ففي حديث أنس في الصحيحين: «ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة».

 

- جنته وناره:

ومما يفتن الدجال به الخلق أن معه ما يشبه الجنة والنار، أو معه ما يشبه نهراً من ماء، ونهراً من نار، وواقع الأمر ليس كما يبدو للناس، فإن الذي يرونه ناراً إنما هو ماء بارد، وحقيقة الذي يرونه ماء بارداً نار.
ففي صحيح مسلم عن حذيفة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «معه (أي الدجال) جنة ونار، فناره جنة، وجنته نار» (رواه مسلم).

وعن حذيفة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «معه (أي الدجال) جنة ونار، فناره جنة، وجنته نار» (رواه مسلم).

وومما يفتن الدجال به الخلق أن معه ما يشبه الجنة والنار، أو معه ما يشبه نهراً من ماء، ونهراً من نار، وواقع الأمر ليس كما يبدو للناس، فإن الذي يرونه ناراً إنما هو ماء بارد، وحقيقة الذي يرونه ماء بارداً نار.

وواضح من النصوص أن الناس لا يدركون ما مع الدجال حقيقة، وأن ما يرونه لا يمثل الحقيقة بل يخالفها.

 

- استعانته بالشياطين:

لا شك أن للدجال استعانة بالشياطين، ومن المعلوم أن الشياطين لا تخدم إلا من يكون في غاية الإفك والضلال، والعبودية لغير الله، عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وإن من فتنته أن يقول للأعرابي: أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك، أتشهد أني ربك؟ فيقول: نعم، فيتمثل له شيطان في صورة أبيه وأمه، فيقولان: يا بني اتبعه، فإنه ربك» (صحيح الجامع).

 

- استجابة الجماد والحيوان لأمره:

ومن فتنته التي يمتحن الله بها عباده أنه يأمر السماء فتمطر، والأرض فتنبت، ويدعو البهائم فتتبعه، ويأمر الخرائب أن تخرج كنوزها المدفونة فتستجيب.

عن النواس بن سمعان، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فيأتي على القوم فيدعوهم، فيؤمنون به، ويستجيبون له، فيأمر السماء فتمطر، والأرض فتنبت، فَتَرُوحُ عليهم سارحتُهُم، أطول ما كانت ذرىً، وأسبغه ضروعاً، وأمده خواصر، ثم يأتي القوم، فيدعوهم، فيردون عليه قوله، فينصرف عنهم، فيصبحون ممحلين، ليس بأيديهم شيء من أموالهم، ويمر بالخربة فيقول لها: أخرجي كنوزك، فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل».

 

- قتله ذلك الشاب ثم إحياؤه إياه:

فتنته أنه يقتل ذلك المؤمن فيما يظهر للناس ثم يدعي أنه أحياه، عن أبي سعيد قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً طويلاً عن الدجال، فكان فيما يحدثنا أنه قال: «يأتي الدجال -وهو مُحَرَّم عليه أن يدخل نقاب المدينة- فينزل بعض السِّباخ التي تلي المدينة، فيخرج إليه يومئذ رجل هو خَيْرُ الناس، أو من خَيْر الناس، فيقول: أشهد أنك الدّجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه، فيقول الدّجال، أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته، هل تشكون في الأمر؟ فيقولون: لا، فيقتله، ثم يحييه، فيقول: والله ما كنت فيك أشد بصيرة مني اليوم، فيريد الدّجال أن يقتله، فلا يسلّط عليه» (رواه البخاري).

ورواه مسلم عن أبي سعيد الخدري أيضاً بلفظ: «يخرج الدجال، فيتوجه قِبَله رجل من المؤمنين، فتلقاه المسالح (الخفراء الذين يحملون السلاح): مسالح الدجال، فيقولون له: أين تَعْمِد؟ فيقول: أعَمِد إلى هذا الذي خرج. قال: فيقول له: أو ما تؤمن بربنا؟ فيقول: ما بربنا خفاء، فيقولون: اقتلوه، فيقول بعضهم لبعض: أليس قد نهاكم أن تقتلوا أحداً دونه؟ قال: فينطلقون به إلى الدجال، فإذا رآه المؤمن، قال: يا أيها الناس! هذا المسيح الدّجال الذي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فيأمر به الدّجال فيشبح (يُمد على بطنه)، فيقول: خذوه وشجوه، فيوسع ظهره وبطنه ضرباً، قال: فيقول: أو ما تؤمن بي؟ قال: فيقول: أنت المسيح الكذَّاب، قال: فيؤمر به فيؤشر بالمنشار من مفرقه حتى يفرق بين رجليه. قال: ثم يمشي الدجال بين القطعتين، ثم يقول له: قم، فيستوي قائماً، قال: ثم يقول له: أتؤمن بي؟ فيقول: ما ازددت فيك إلا بصيرة. قال: ثم يقول: يا أيها الناس! إنه لا يفعل بعدي بأحد من الناس. قال: فيأخذه الدجال ليذبحه، فيجعل ما بين رقبته إلى ترقوته نحاساً، فلا يستطيع إليه سبيلاً. قال: فيأخذ بيديه ورجليه، فيقذف به، فيحسب الناس أنما قذفه إلى النار، وإنما ألقي في الجنة. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا أعظمُ الناس شهادة عند ربِّ العالمين».

 

(من كتاب: القيامة الصغرى)

عمر سليمان الأشقر

الشيخ الدكتور عمر بن سليمان بن عبد الله الأشقر أحد أعلام فلسطين البارزين وأحد مؤسسي هيئه علماء فلسطين بالخارج.