عندما يستدل ذو النفسية الإجرامية والطبيعة الدموية - بكتاب الله!
لواءٌ وخبيرٌ عسكريٌ من خبراء كامب ديفيد يستدل بقوله تعالى: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ}.. فيقول مستبيحًا لدماء الأبرياء تبعًا لأهوائه: "أنها دليل على ضرب الجميع حتى لو كان فيهم أبرياء، وسيقع عليهم ضرر، مفيش مشكلة، حتى لو فيه ناس هتتظلِم"...! هكذا قال..!
لواءٌ وخبيرٌ عسكريٌ من خبراء كامب ديفيد يستدل بقوله تعالى: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ} [الأنفال من الآية:58].
فيقول مستبيحًا لدماء الأبرياء تبعًا لأهوائه: "أنها دليل على ضرب الجميع حتى لو كان فيهم أبرياء، وسيقع عليهم ضرر، مفيش مشكلة، حتى لو فيه ناس هتتظلِم"...! هكذا قال..!
هذا في الحقيقة تفسير الجهلة وتأويل المجرمين الذين تهفوا نفوسهم للدماء، ولا تطيب لهم حياة إلا على أشلاء الأبرياء، فهي نفوس محبة للظلم، فتجعل من هواها دليلًا ومرجعًا ومُفسِّرًا لكلام رب العالمين.
أما حقيقة قوله تعالى فهو: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ}، يا محمد، من عدو لك بينك وبينه عهد وعقد، أن ينكث عهده، وينقض عقده، ويغدر بك وذلك هو "الخيانة" والغدر {فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ}، يقول: فناجزهم بالحرب، وأعلِمهم قبل حربك إياهم أنك قد فسخت العهد بينك وبينهم.
وهذا هو المراد بقوله تعالى: {عَلَى سَوَاءٍ} أي: حتى يستوي عِلمك وعِلمهم بأن كل فريق منكم حرب لصاحبه لا سِلم.
لا أن المراد قتل الجميع.. البريء وغير البريء.
وإنما المراد بـ{عَلَى سَوَاءٍ}: أعلِمهم قبل حربك إياهم أنك قد فسخت العهد بينك وبينهم، حتى تصير أنت وهم على سواءٍ في العلم بأنك لهم محارب، فيأخذوا للحرب آلتها.
نعم حتى يأخذوا للحرب آلتها، ولا يكون في الأمر غدر، لذلك عقب سبحانه وتعالى الآية بـ: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ}، الغادرين بمن كان منه في أمانٍ وعهدٍ بينه وبينه أن يغدر به فيحاربه، قبل إعلامه إياه أنه له حرب. فالغدر ممنوع حتى لو كان في حق الكافرين.
فمعنى الآية في وادٍ، وما يجول بنفسية وعقل اللواء الخبير -من إجرامٍ وعدوانٍ- في وادٍ آخر...!
- التصنيف: