من هو محمد رسول الله - (1) تعريف بمحمد رسول الله

منذ 2014-11-15

يتسائل الكثيرون في أيامنا هذه عن الرسول صلي الله عليه وسلم، من هو بالضبط؟ إلى ما كان يدعو؟ لما يحبه الكثير من الناس ولا يفعل البعض منهم؟ هل كرس حياته من أجل الدعوة؟ هل كان رجلا مقدسًا؟ هل كان رسولًا من عند الله؟ ما هي حقيقة هذا الرجل؟ أحكم بنفسك!

محمد بن عبد الله بن عبد المطلب صلى الله عليه وسلم، ولد سنة 570م وتوفي سنة 633م.

كل ما سيتم سرده ضمن هذه المقالة تم نقله من كتب، مخطوطات ونصوص معتمدة بالإضافة إلى روايات نقلت عن أشخاص شهدوا الأحداث بالفعل. المراجع التي تم الاعتماد عليها كثيرة جدًا لا يتسع لنا ذكرها هنا، حفظت على مر العصور دون أي تحريف من قبل كل من المسلمين وغير المسلمين.

يتسائل الكثيرون في أيامنا هذه عن الرسول صلي الله عليه وسلم، من هو بالضبط؟ إلى ما كان يدعو؟ لما يحبه الكثير من الناس ولا يفعل البعض منهم؟ هل كرس حياته من أجل الدعوة؟ هل كان رجلا مقدسًا؟ هل كان رسولًا من عند الله؟ ما هي حقيقة هذا الرجل؟ أحكم بنفسك!

سنسرد ضمن النقاط التالية الحقائق التي رواها الآلاف من الناس، منهم من عاصر الرسول محمد صلي الله عليه وسلم وعرفه شخصيًا.

يعود نسبه إلى سادة مكة وأعرق قبائلها، اسمه "محمد" مشتق من المصدر "حَمْدْ"، والناس منذ زمانه وحتى هذه اللحظة وإلى أن يرث الله الارض ومن عليها يصلون عليه مرات عديدة في اليوم واليلة -صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم-.

لم يمارس أبدًا عادات القبيلة في عبادة الأصنام والأوثان أو الآلهة التي كانوا يصنعونها بأيديهم. كان يؤمن بأن الإله المعبود هو إله واحد ويجب أن يعبد لوحده دون أي شريك. كان يجل ويوقر اسم الله ولم يتخذه ابدًا هزوًا أو سخريًا ولم يستخدمه لأغراض أو مصالح لا جدوى منها.

كان يحتقر العبادات الخاطئة وكل ما يترتب عليها من سلوكيات  ومعاملات منحطة.
التزم بتطبيق جميع التعاليم الدينية "تعاليم الله الواحد" كما فعل الانبياء من قبله.

لم يزن قط. وكان ينصح الآخرين بعدم ارتكاب هذا الفعل المشين. 
كان يحرم الربى كما فعل من قبله المسيح عليه السلام بقرون. 
لم يقامر قط ولم يسمح بهذا الفعل.
لم يشرب الخمر، مع انها كانت عادة جاهلية منتشرة بين الناس آنذاك.
لم يغتب أحدًا أبدًا وكان يعرض عما يسمعه من غيبة ونميمة.
كان دائم الصوم تقربًا من الله تعالى وإعراضًا عن الشهوات من حوله.
قال بأن المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام هو معجزة الله في خلقه، وبأن أمه العذراء من بين أفضل خلق الله تعالى. أكد عليه الصلاة والسلام حتى ليهود المدينة بان عيسى عليه السلام هو المسيح الذي ذكر في التوراة. وقال بأن المعجزات التي جاء بها عيسى عليه السلام (من إبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى) هي من عند الله. كما أعلن بوضوح بأن عيسى عليه السلام لم يمت، بل إن الله رفعه إلى السماء. وقد تنبه صلي الله عليه وسلم بوحي من الله، بأن المسيح سيعود آخرالأيام ليقود المؤمنين الى النصر على أعداء الحق ويقتل المسيح الدجال.

كما أمر صلي الله عليه وسلم بدفع الزكاة للفقراء، وكان الحامي والمدافع عن الأرامل واليتامى وأبناء السبيل.
وأمر بلم شمل الأسرة الواحدة وتقديس الروابط الاسرية، كما أعاد بناء العلاقات ما بين أفراد العائلة. حث اتباعه على الارتباط بالنساء عن طريق الزواج الشرعي وحرم الزنى. أكد عليه أفضل الصلاة والسلام على إعطاء النساء حقوقهن من مهر وإرث وأموال.

كل سلوكياته النبيلة من صبر وتواضع وغيرهما أدت الى إعتراف الجميع ممن عرفوه بخلقه الحميد والذي لا مثيل له بين البشر.

أ‌. لم يكذب محمد صلي الله عليه وسلم قط، لم يخن العهود ولم يشهد الزور أبدًا. كان معروفًا من قبل جميع القبائل في مكة واشتهر بالصادق الأمين.

ب‌. لم يزن صلي الله عليه وسلم أبدًا، ولم تكن لديه علاقات خارج إطار الزواج، ولم يتقبل تلك الأفعال مع إنها كانت عادات منتشرة في ذلك الوقت.

ت‌. لم يرتبط بأي إمرأة إلا في إطار الزواج الشرعي، وبوجود شهود حسب القانون.

ث‌. علاقته بالسيدة عائشة رضي الله عنها كانت علاقة زواج شرعي عرفنا تفاصيله من الأحاديث التي روتها السيدة عائشة، كأسمى علاقة بين رجل وإمرأة مليئة بالحب والاحترام. تعتبر السيدة عائشة إحدى أفضل من روى الأحاديث عن الرسول صلي الله عليه وسلم، ولم تكن يومًا إلا زوجة لرسول الله، لم تكن على علاقة بأي رجل آخر غير الرسول ولم تقل عنه صلي الله عليه وسلم أي موقف سلبي أبدًا.

ج‌. حرم صلي الله عليه وسلم القتل حتى يتبين من حكم الله في الموقف. أما تعاليم الله بهذا الخصوص: فقد أحل الله قتل كل من يتعرض للمسلمين وللإسلام بقتال ولكن مع المحافظة على الحدود التي بينها الله تعالى بخصوص هذا الأمر.

ح‌. لقد حرم الإسلام قتل النفس البريئة.

خ‌. لم تحدث أبدًا أية إبادة جماعية لليهود. لقد طلب لهم الرسول الكريم العفو، وأمن لهم الحمايه حتى بعد أن نقضوا عهودهم معه صلي الله عليه وسلم عدة مرات. ولم يتصد لهم الرسول إلا بعد أن اتضح له بإنهم خانوه وأرادوا أن يوقعوا به وبالمسلمين. والقصاص لم يطبق إلا على الذين ثبتت خيانتهم لله ولرسوله الكريم.

د‌. اشتهرت القبائل آنذاك بتملك الخدم والعبيد إلى أن جاء الإسلام ليأمر بتحرير الرقاب. وقد قام الرسول بتحرير الكثير من الرقاب وأمر جميع اتباعه القيام بذلك. حتى أنه صلي الله عليه وسلم حرر خادمه والذي كان بمثابة الإبن له: زيد بن حارثة، وقام أبو بكر الصديق رضي الله عنه بشراء بلال الحبشي -أول مؤذن في الإسلام- فقط من أجل تحريره.

ذ‌. أما بالنسبة للذين كانوا يحاولون النيل من الرسول وقتله، وأشهر حادثة هي التي حدثت عندما نام سيدنا علي كرم الله وجهه في فراش رسول الله ليلة خروجه إلى المدينة مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فلم يأمر الرسول أحدًا أبدًا بمعاقبة المتورطين بمثل هذه الأفعال. وأكبر دليل على ذلك عندما دخل الرسول وأتباعه فاتحين مكة كانت أولى أوامره لأتباعه عدم إيذاء أيا ممن كانوا يؤذونه وصحابته صلي الله عليه وسلم. تلك هي إحدى مشاهد العفو والسماح في حياة رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم.

ر‌. لم يسمح للمسلمين بالقتال في السنوات الثلاثة عشر الأولى من الدعوة. الأمر لم يكن متعلق بمقدرتهم على القتال لأنهم كانوا متمرسين على ذلك بسبب طبيعة الحياة التي كانوا يعيشونها والنزاعات التي طال أمدها بين القبائل، ولكن الأمر الإلهي بالقتال لم يكن قد نزل بعد. أما بعد أن شرع الله تعالى القتال شرع معه الواجبات والحقوق المترتبة على ذلك وبين حدود الله فيه. كانت الأوامر الإلهية بخصوص موضوع القتال واضحة وصريحة بالنسبة لمن سيُقاتل وكيف ومتى وما الحدود الواجب عدم تخطيها.

ز‌. يمنع الإسلام من تدمير البنية الأساسية منعًا باتًا، إلا إذا أمر الله بذلك وفقًا لمواقف معينة.

س‌. بينما كان لأعداء الإسلام يسعون إلى إيذاء الرسول بشتى الوسائل وشتمه، كان صلي الله عليه وسلم يدعو لهم بالهداية. وخير دليل على ذلك رحلته صلي الله عليه وسلم إلى الطائف، والتي أُذي فيها رسول الله إيذاءً شديدًا ابتداءً من رفض مقابلته من قبل أعيان القبائل، وانتهاءً بضربه وقذفه بالحجارة من قبل الأطفال الذين خرجوا خلفه، حتى أدمت قدماه الشريفتان صلى الله عليه وسلم. وعندما نزل جبريل عليه السلام لينتقم له من أعداءه وعرض عليه أن يأمر ملك الجبال ليطبقها عليهم، رفض صلي الله عليه وسلم ذلك ودعا لهم بالهداية وقال: «عسى أن يخرج من أصلابهم من يؤمن بالله». كل ما أراده الرسول الكريم هو توصيل الرسالة، ولم يهتم بنفسه وبمدى الضرر الذي أصابه.

ش‌. وقد قال الرسول صلي الله عليه وسلم بأن كل مولود يولد على الفطرة (على الإسلام: والإسلام يعني الخضوع الكامل لله واتباع أوامره)، ولكن تأثره  بالمجتمع الذي يعيش فيه والتربية التي يتلقاها تغير ما بداخله من فطرة سليمة.

ص‌. علم الرسول الكريم صحابته والمسلمين جميعًا أن يعبدوا الإله الواحد إله آدم ونوح وإبراهيم ويعقوب وموسى وداوود وسليمان وعيسى عليهم السلام جميعًا، وأن يؤمنوا بهم جميعًا رسل وأنبياء وعبيد لله الواحد. كما أكد على احترام وتقديس جميع الأنبياء دون التفريق بينهم.

ض‌. كما قال بإن أصول التوراة والزبور والإنجيل هي من نفس المصدر الذي أتى منه القرآن، ألا وهو الله.

ط‌. تنبأ الرسول بوحي من الله بالكثير من الاحداث وتمت بالفعل، كما أخبر عن أحداث ستحصل بالمستقبل وحدثت كذلك.

ظ‌. لقد جاء في القرآن قصة غرق فرعون عندما لحق بنبي الله موسى عليه السلام وهو خارج من مصر{ٱلْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ ءَايَةًۭ​} [يونس من الآية:92]، وجاء العالم الفرنسي موريس بوكاي في كتابه (الإنجيل، القرآن والعلم) ليؤكد هذه الحقيقة التي أذهلت العالم عندما توصل من خلال التحاليل التي أجراها على مومياء "فرعون" بأن عليها آثار ملح باقية بسبب غرقه في البحر، وهذا ما ذكره الله تعالى في القرآن منذ أكثر من 1400 سنة.

ع‌. أن أحداث قصة غرق فرعون كانت قبل بعثة الرسول صلي الله عليه وسلم بآلاف السنين وذكرت في القرآن الكريم ولم تظهر هذه الحقيقة للعالم إلا منذ عقود قليلة أي بعد أكثر من 1400 سنة على نزول القرآن. فكيف للرسول أن يعلم هذا لو لم يكن القرآن كلام الله الواحد الأحد. 

المصدر: موقع الكلم الطيب.
 
المقال التالي
(3) معاملات محمد رسول الله