قصيدة : محمد في فؤاد الغار يرتجف
قصيدة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم
مـحـمـد فـــي فــؤاد الـغـار يـرتـجفُ
فــي كـفّه الـدهر والـتاريخ والـصحفُ
مُـزَمّـل فـي رداء الـطهر قـد صَـعَدت
أنـفـاسه فــي ربــوع الـكـون تـأتلفُ
مـن الـصفا مـن سـماء الـبيت جـلَّله
نـــوراً مـــن الله لا صــوفُ ولاخـصـفُ
فأشرقت بسمات الوحي وانقشعت
تـيجان مـن قـتلوا الأحرار واعتسفوا
وَحُــرّرت مــن بــلال الـحـقّ مـهـجتَه
وضــلّ مــا نـسـج الـباغون واقـترفوا
أنـــا الـجـزيرة فــي عـيـني عـبـاقرة
الـفـجرُ والـفـتح والـرضوان والـشرف
أنــــا الــجـزيـرة بــيــت الله قـبـلـتها
وفــي حـمـى عـرفـاتٍ دهـرنـا يـقف
جـبريل يـروي لـنا الآيـات فـي حُـللٍ
مـنث الـقداسات والأمـلاك قـد دلفوا
وقـاتـلت مـعـنا الأمــلاك فــي أُحُــدٍ
تحت العجاجة ما حادوا وما انكشفوا
ذابــــت عــيـون وأســمـاعُ وأفــئـدةُ
حُـبّـاً لـمـن نـوره فـي الـغار مـكتنفُ
اقـــرأ فــأنـت أبـــو الـتـعـليم رائــده
مـن بـحر عـلمك كـلُّ الـجيل يـغترفُ
إن لــم تَـصُـغ مـنـك أقــلامٌ مـعارفها
فــالـزور ديـدنـهـا والـظـلـم والـصـلفُ
تـأريـخنا أنـت أمـهرناك فـي أنـفسنا
نـمضي عـلى قـبساتٍ منك أو نقفُ
عـلـى جـماجمنا خُـض كـل مـلحمةٍ
أغـلى الـرؤس التي في الله تقتطف
فـي كـفك الـشهم من حبل الهدى
عـلـى الـصراط وفـي أرواحـنا طـرفُ
فـكن شـهيداً على بيع النفوس فما
تـحـوي الـظمائر مـنا فـوق مـا نـصفُ
عائض بن عبد الله القرني
حاصل على شهادة الدكتوراة من جامعة الإمام الإسلامية
- التصنيف: