التصدِّي للزحف الأسود
منذ 2008-07-31
ورد من كلام النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «النجوم أمنة السماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون» [رواه مسلم]....
الحمد لله الذي بعث محمداً في أصحابه الكرام البررة، وفيه وفيهم أنزل: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الفتح: 29].
اللهم صلِّ وسلِّم وبارك عليه وعلى أهل بيته وأصحابه أجمعين.
"ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة وما منَّ الله عليهم به من الفضائل علم يقينا أنهم خير الخلق بعد الأنبياء لا كان ولا يكون مثلهم، وأنهم الصفوة من قرون هذه الأمة التي هي خير الأمم وأكرمها على الله" [من كلام ابن تيمية رحمه الله].
وقد امتلأ الكتاب العزيز بمدح أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، كما قد ورد في تفضيلهم ورفع قدرهم من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وعلماء أمته بعده نصوصٌ كثيرةٌ جدا، فمن ذلك:
قوله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 100].
فأخبر الله عز وجل أنه رضي عنهم، وأعدَّ لهم جنات الخلد، ورضى الله عن العبد أعلى المقامات وأشرف الدرجات.
وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119].
قال ابن القيم: "قال غير واحد من السلف: هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، ولا ريب أنهم أئمة الصادقين، وكلُّ صادق بعدهم فبهم يأتمُّ في صدقه، بل حقيقة صدقه أتباعه لهم و كونه معهم".
ومما ورد من كلام النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «النجوم أمنة السماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون» [رواه مسلم].
قال الإمام النووي رحمه الله في شرحه لقوله صلى الله عليه وسلم: «وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون» معناه من ظهور البدع، والحوادث في الدين والفتن فيه، وطلوع قرن الشيطان، وظهور الروم وغيرهم عليهم، وانتهاك مكة والمدينة وغير ذلك، وهذه من معجزاته صلى الله عليه وسلم.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا أصحابى، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مدّ أحدهم ولا نصيفه» [رواه البخاري].
وعن عمران بن حصين رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يكون بعدهم قوم يشهدون ولايستشهدون ويخونون ولا يؤتمنون وينذرون ولا يوفون وتظهر فيهم السمن» [متفق عليه].
وعن عبد الله بن مغفل المزني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الله الله في أصحابي، الله الله في أصحابي، لا تتخذوهم غرضا بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله تبارك وتعالى، ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه» [رواه أحمد والترمذي].
قال المناوي رحمه الله تعالى: "«الله الله في حق أصحابي» أي اتقوا الله فيهم ولا تلمزوهم بسوء، أو اذكروا الله فيهم وفي تعظيمهم وتوقيرهم، وكرره إيذانا بمزيد الحث على الكف عن التعرض لهم بمنقّص، «لا تتخذوهم غرضا» هدفا ترموهم بقبيح الكلام كما يرمى الهدف بالسهام هوتشبيه بليغ، «بعدي» أي بعد وفاتي" [ا.هـ من فيض القدير شرح الجامع الصغير 2/98].
وعن على رضي الله عنه قال: "لقد رأيت أصحاب محمد فما أرى أحداً يشبههم منكم، لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً، وقد باتوا سجداً وقياماً، يراوحون بين جباهم، ويقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم، كان بين أعينهم ركب المعزى من طول سجودهم، إذا ذكر الله هملت أعينهم حتى ابتل جيوبهم، ومادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف خوفاً من العقاب ورجاء للثواب".
ومن المشهور قول ابن مسعود رضي الله عنه: "من كان مستنا فليستنن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، أولئك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبر هذه الأمة قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلفا، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه، ولحمل دينه، فاعرفوا لهم حقهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم" [رواه احمد وغيره].
وقال ابن مسعود رضي الله عنه أيضا: "إنَّ اللهَ نظرَ في قلوبِ العباد، فوجدَ قلبَ محمدٍ خير قلوب العباد، فبعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فاختارهم لصحبة نبيه و نصرة دينه، فما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، وما رآه المسلمون قبيحاً فهو عند الله قبيح".
وقال ابن عمر رضي الله عنهما: "لا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلمقام أحدهم ساعة خير من عمل أحدكم عُمره" [رواه أحمد وابن ماجة وغيرهما].
وقال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: "إذا رأيت رجلا يذكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوء فاتهمه على الإسلام" [شرح أصول الاعتقاد للالكائي 7/1252 الصارم المسلول 3/1058]
وقال رحمه الله تعالى: "لا يجوزلأحد أن يذكر شيئا من مساويهم، ولا يطعن على أحد منهم بعيب ولا نقص، فمن فعل ذلك فقد وجب على السلطان تأديبه وعقوبته، ليس له أن يعفو عنه، بل يعاقبه ويستتيبه، فإن تاب قبل منه، وإن ثبت أعاد عليه العقوبة، وخلده الحبس حتى يموت أو يراجع" [الصارم المسلول 3/1057].
وقال أبو زرعة رحمه الله تعالى: "إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق؛ وذلك أن الرسول حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن، والسنة أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليُبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة" [تاريخ بغداد 38/132].
وقال الإمام السرخي الحنفي رحمه الله: "فمن طعن فيهم فهو ملحد منابد للإسلام، دواؤه السيف إن لم يتب" [أصول السرخسي 2/134].
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: "ومن أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما وصفهم الله به في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [الحشر: 10]، وطاعة النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: «لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل احد ذهبا ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه»".
وقال أيضا: "«ولا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة» كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، بل لقد رضي الله عنهم ورضوا عنه، وكانوا أكثر من ألف وأربعمائة، ويشهدون بالجنة لمن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم كالعشرة، ويقرون بما تواتر به النقل عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وغيره من أن خير هذه الأمة بعد نبيها أبوبكر ثم عمر ويثلثون بعثمان ويربعون بعلي رضي الله عنهم كما دلت عليه الآثار، وكما أجمع الصحابة على تقديم عثمان في البيعة، ويؤمنون أنَّ الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبوبكر ثم عمر ثم عثمان".
ويحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم غدير خُم: «أذكركم الله في أهل بيتي».
وقال: «والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي»، وقال: «إن الله اصطفى بني إسماعيل، واصطفى من بني اسماعيل كنانة، واصطفى من كنانة قريشا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم، ويتولون أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين، ويؤمنون بأنهن أزواجه في الآخرة».
ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة وما منَّ الله عليهم به من الفضائل علم يقينا أنهم خير الخلق بعد الأنبياء، لا كان ولا يكون مثلهم، وأنهم الصفوة من قرون هذه الأمة التي هي خير الأمم وأكرمها على الله". أ.هـ
فهؤلاء الصحابة الكرام هم صفوة الخلق بعد النبيين، وهم من شيَّد الله بهم أركان الدين، ونشروا دين المسلمين بحفظ الوحيين وتبليغهما، ونشروا الرسالة المحمدية في أقاصي الأرض، فلولا هم بعد الله، لأندرست معالم الإسلام، فلهم الفضل بعد الله على جميع الأنام.
وليس تولِّيهم ومحبّتهم من أصل دين المسلمين فحسب، بل إنَّ ذلك هو أساس حفظ الشريعة الإلهيِّة، والرسالة المحمدية؛ لأن الطعن فيهم، يعني عدم الثقة بما نقلوه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك يشمل القرآن والسنة كلها.
ولهذا السرِّ دأب الزنادقة وأعداء الدين على الطعن في الصحابة وغرضهم هو إسقاط الثقة بكل مارووه؛ ليتهاوى الدين كلُّه.
وفي هذا الزمن الذي احتلت فيه الجيوش الصليبية بلاد الإسلام وهيمنت على مقدارت الأمُّة وخضع لها الحكام ظهر قرن فئة ضالة، تدّعي حبَّ أهلِ البيت، وأهل بيت النبوة منهم براء، وقد اجتمعت في هذه الفئة كلُّ الضلالات، واقترنت بها كلُّ الجهالات، فأخذت تزحف على أمَّة الإسلام، تنشر ضلالاتها الصفراء، وأحقاد نفوسها المريضة الشوهاء بما ورثوه عن الملعون ابن السوداء.
وهذه الفئة تركز على ترويج الطعن في الصحابة، ونشر التشكيك في الوثوق بنقلهم الدين.
فهذا هو شعارهم الأكبر، ودينهم الأخطر، ولهذا لما زار الشيخ موسى جار الله بلاد الرافضة في إيران والعراق، وحضر مجالسها، وحلقات دروسها، في كلِّ محافلها، لاحظ بوضوح قيام دعوتهم على هذا الناحية، أعني هدم، وإلغاء، وإسقاط كلَّ من كان حول النبي صلى الله عليه وسلم، فقال رحمه الله: "كان أول شيء سمعته، وأنكرته هو لعن الصديق والفاروق وأمهات المؤمنين السيدة عائشة والسيدة حفصة، ولعن العصر الأول كافة، وكنت أسمع هذا في كل خطبة، وفي كل حفلة ومجلس في البداية والنهاية، وأقرأه في ديابيج الكتب والرسائل وفي أوعية الزيارات كلها.. إلخ" [الوشيعة في نقد عقائد الشيعة، ص:27].
ومن الملاحظ أن في نفوس هؤلاء حقدا لا يوصف على قريش خاصّة، نسب النبي صلى الله عليه وسلم حتى قال قائل منهم: "إنَّ محمدا صلى الله عليه وسلم حاشاه عليه الصلاة والسلام، ولعن الله من لمز مقام النبوة "كزهرة وسط مزبلة". وهو يقصد بذلك قريش كلَّها، وعلى رأسهم خيرة الصحابة، ثم حقدهم بعد قريش ينصب على العرب أيضا.
ولا ريب أنَّ هدفهم طمس معالم الإسلام، تمهيدا لغزو صفوي، سوَّلت لهم عقولهم المأفونة أنه قد أزف وقته، ودنا زمنه، وغرتهم شياطينهم أنَّ مهديهم سيظهر وشيكا فيكون خاصة أتباعه من العجم، ويكون أكثر من يصطلي حر سيفه من العرب، كما يروون في كتبهم المليئة بالافتراءات والأكاذيب.
حتى حُدثت عن رجل صالح أفغاني أنه استمع لمتحدثين من هذه الفئة جالسيْن في ساحة الحرم في حضرة بيت الله المعظم، يتحدَّثان بالفارسية، ويظنُّان هذا السامع منهم، وهو يتكلَّم لسانهم، لكنَّه من أهل التوحيد والسنة، فسمع أحدهم يقول للآخر: "ألم تر كيف أخذت إيران جنوب العراق فعادت إلينا، وسنأخذ العراق كلَّه؟"، فردَّ على الآخر: "لن يوقفنا شيء حتى نأخذ ما تحت قدميك".
وهيهات لهم، ولكنهم تلاعب الشيطان بعقولهم، {يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً} [النساء: 120].
غير أنهم يسعون في كثير من البلاد، لاسيما في سوريا وفلسطين والأردن والخليج ومصر والسودان والمغرب العربي لترويج زندقتهم.
وهم يشترون الفقراء بالمال ليلبسوا شعار الرفض، كما يستأجرون بعض الإعلاميين الذين يبيعون دينهم بعرض من الدنيا؛ ليروجوا بإسم السنة وأهل السنة بريئون من كل من يطعن في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم التشنيع على سيرة الصحابة الكرام.
وينفقون على هذا المشروع الخبيث أموال طائلة حتى إنَّ الحكومة الإيرانية رصدت ميزانية ضخمة جداً؛ لتبليغ التشيع وإرسال مبلغين والفعاليات المذهبية لعام 1387هـ - التقويم الإيراني يبدأ من مقتل علي بن أبي طالب - بلغت قيمتها 215.620 مليار تومان إيراني (حوالي 2.3 مليار دولار)، بزيادة قدرها سبعة أضعاف ميزانية العام الماضي 1386ه ش، بل إن خمس عائدات النفط الإيرانية تنفق على نشر الرفض في العالم.
ولا ريب أن هذا الخطر الأسود الزاحف أعظم من كلِّ خطر، وشره أعظم من كلِّ شر، ذلك أن مذهبهم قائم على:
1- تحريف القرآن لإبطاله.
2- الطعن في الصحابة لإسقاط السنّة، وطيِّ بساط الشريعة المحمدية.
3- الطعن في بيت النبوة بالإفتراء على أمهات المؤمنين كما افترت اليهود على مريم عليها السلام، وقصدهم الطعن الخفي في النبي صلى الله عليه وسلم.
4- نشر الشرك والخرافة في أمِّة التوحيد.
5- تشويه كلِّ التاريخ الإسلامي، وإلغاءه، وتحريفه، وإسقاط ثقة المسلمين بتاريخهم وحضارتهم؛ تمهيدا لمحوها من الوجود.
ولاريب أنَّه من أعظم الفرائض الدينية على أمة الإسلام بقيادة العلماء فضح هذه المؤامرة والتصدِّي لها وردِّها على أعقابها وإطفاء نار بغيها حماية للملَّة وحفظا للشريعة.
ونقترح - فضلا عن تكثيف النشاط الدعوي للرد على الرافضة - تأسيس وسائل إعلامية عامة مختصة بمتابعة نشاطهم في نشر ضلالاتهم في بلاد الإسلام أولاً بأوَّل؛ لتفضح كلِّ التفاصيل من أقصى شرق العالم الإسلام إلى أزقة فقراء الجزائر؛ ليطلع علماء المسلمين على هذا الزحف الأسود، وليهبُّوا هبَّة رجل واحد؛ لقطع رأس الحية قبل أن تبيض وتفرخ فتنها في أمِّة محمد صلى الله عليه وسلم.
والله وحده هو حسبنا عليه توكلنا وعليه فليتوكل المتوكلون.
المصدر: موقع الشيخ حامد العلي
حامد بن عبد الله العلي
أستاذ للثقافة الإسلامية في كلية التربية الأساسية في الكويت،وخطيب مسجد ضاحية الصباحية
- التصنيف: