في التعليم الإلكتروني (2): ضوابط مهمة في تعليم العلوم الشرعية وتعلمها

منذ 2014-12-15

مواجهة المشكلات التي تنبع من استعمالها في مجال التعليم الشرعي(2)، والسعي إلى وضع حلول لها، وخصوصاً أن أمتنا في بدء الطريق لتطوير التعليم في هذا المجال(3)، لنصل إلى تكييف تلك الوسائل لتخدم العلوم الشرعية.

القضية الثانية: ضوابط مهمة من وجهة نظري في تعلم العلوم الشرعية وتعليمها عبر الوسائل الإلكترونية:

تطوير استعمال الوسائل الحديثة(1) في تعليم العلوم الشرعية وتعلمها، يعتمد على:

- استيعاب الباحثين وخصوصاً المتخصصين في العلوم الشرعية والتربوية - للتطور التقني في مجال الوسائل الإلكترونية الحديثة.

- مواجهة المشكلات التي تنبع من استعمالها في مجال التعليم الشرعي(2)، والسعي إلى وضع حلول لها، وخصوصاً أن أمتنا في بدء الطريق لتطوير التعليم في هذا المجال(3)، لنصل إلى تكييف تلك الوسائل لتخدم العلوم الشرعية.

- تشجيع البحوث والدراسات التي تهدف إلى التوفيق بين طبيعة العلوم الشرعية وخصائص الوسائل الإلكترونية، ووضع الضوابط التي تكفل سلامة المضمون وصحة المنهج. وفي هذا فوائد كثيرة، منها تقديم التصور الصحيح للشركات المتخصصة لإنتاج البرمجيات التي تناسب المادة الدينية والعلوم الشرعية، ومنها تقديم التصور الصحيح للمعلم في اختيار الوسيلة الإلكترونية المناسبة، وكيفية استعمالها(4).

 إن الباحثين والدارسين في هذا المجال عليهم معوّل كبير لدراسة هذه الوسائل الإلكترونية الحديثة، وتقديم البحوث النافعة للأمة في مجال تطبيقها في تعليم العلوم الشرعية

ومن ثم فإن الباحثين والدارسين في هذا المجال عليهم معوّل كبير لدراسة هذه الوسائل الإلكترونية الحديثة، وتقديم البحوث النافعة للأمة في مجال تطبيقها في تعليم العلوم الشرعية، سواء في المراحل المدرسية أو في المرحلة الجامعية أو في التعلم عن بعد.

 وسوف أشير هنا إلى أمثلة لبعض الضوابط العامة المهمة في رأيي - والتي ينبغي لنا مراعاتها في تعليم العلوم الشرعية وتعلمها عبر الوسائل الإلكترونية:

 أولاً: ضوابط تتعلق بطالب العلم الذي يبحث عن تعلم العلوم الشرعية عبر الوسائل الإلكترونية:

ومن أهم هذه الضوابط: تحري مصادر العلم الشرعي الموثوقة:

فالعلوم الشرعية يُشترط في نقلها عدالة الناقلين، مع اختصاص رواية الحديث الشريف بشروط خاصة معروفة، فلا يؤخذ العلم الشرعي عن كافر أو مبتدع أو فاسق أو مجهول الحال، سواء في مجال رواية الحديث والقراءات، أو في مجال الفقه وما يشبهه من العلوم الشرعية، أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن ابن سيرين قال: "لم يكونوا يسألون عن الإسناد، فلما وقعت الفتنة قالوا: سموا لنا رجالكم، فيـُنظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم، ويُنظر إلى أهل البدعة فلا يؤخذ حديثهم"(5). وقال الطيبي: "المأخوذ عنه العدول الثقات المتقون"(6).

 أما العلوم الطبيعية، كالطب والهندسة والكيمياء واللغات وغيرها من العلوم الطبيعية، فمجال التعلم فيها من غير المسلم - إذا كان ثقة في مجاله مأموناً - مجال واسع مفتوح، وقد جعل الرسول - صلى الله عليه وسلم - فداء الأسرى من الكفار أن يعلّم الواحد منهم عشرة من أبناء المسلمين الكتابة والقراءة.

 ومن ثم لا يصح - في تعلّم العلوم الشرعية - الاعتماد على وسائط إلكترونية تعليمية تضعها شركات غير مسلمة إلا إذا كان دورها قاصراً على الجانب التقني أو الفني.

ولا يصح السعي لزيادة الثقافة الفقهية والعلوم الشرعية من مواقع ذات توجهات غير صحيحة أو تعصبية أو تابعة لمذاهب مبتدعة وتيارات ضالة، وهي كثيرة كمواقع الشيعة، ومواقع الصوفية، وغيرها.

 ولا يصح كذلك التوجه نحو الجامعات والمعاهد التي تنشئها جهات غير مسلمة أو مجهولة الحال لتعلم العلوم الشرعية وأخذ الدرجات العلمية منها؛ لأنها لا يتوافر فيها شرط العدالة، ومن حيث الواقع يغلب على تلك الجهات محاربة الإسلام بصورة أو بأخرى؛ كأن يكون هدفها نشر مفهومات منحرفة عن الإسلام تخدم سياساتها، أو تخريج أجيال ذات فكر مضلل، تساعد تلك الجهات أو الدول غير المسلمة في محاربة الإسلام الصحيح.

 ولا يصح التلقي عبر الشبكة العالمية الإنترنت من جامعات ومعاهد إلكترونية من أشخاص لا يُعرف حالهم، أو دراسة العلوم الشرعية من مناهج غير موثقة من جهة إسلامية معتمدة معروفة لدى المسلمين.

ولا يصح أن يتجه طالب العلم المبتدئ إلى بحار الشبكة العالمية الإنترنت يجوب بين الغث والسمين قبل أن تتكون لديه ملكة التمييز الشرعي، ويكون لديه منهج واضح يؤهله للاطلاع على التيارات والأفكار والفرق الأخرى.

 ولا يصح أن يجمع المبتدئ من شبكة الإنترنت كل ما يراه من كتب إلكترونية شرعية ومواد وبحوث، ويعتمد عليها إلا بعد أن يطمئن إلى مصدرها، ثم يتأكد أهي نسخ معتمدة مدققة يوثق بها، أم من جمع الهواة وغيرهم، فإذا كان مجال النشر الورقي، من كتب ورسائل، يقع فيه كثير من التجاوزات العلمية والأخطاء، وتنتشر فيه الطبعات التجارية غير المحققة ولا المدققة، وهو مجال لا يتيسر لكل أحد الخوض فيه لتكاليفه المالية وغيره، فما ظنكم بالنشر الإلكتروني الذي يستطيع من خلاله كل من تروق له فكرة أن ينشرها صحيحة كانت أم باطلة!

ومجال النشر الإلكتروني سهل إلى الدرجة التي صار الأمر فيها بلا ضابط ولا رابط، فكل من أراد نشر شيء وضعه في صورة كتاب ونشره عبر الشبكة، وطالب العلم الناشئ إذا لم يكن على منهج سليم في تلقي العلم الشرعي أو لم يكن له شيخ يوجهه، أو معلم ناصح يرشده؛ فقد يخبط خبط عشواء بين مواقع لا تلتزم بالمنهج العلمي الصحيح، أو تخلط الحق بالباطل، ومثال ذلك مواقع خاصة بعلامات الساعة، لا يُعرف من هم أصحاب كثير منها، ولا تتبع منهجاً صحيحاً، وتدمج الآراء الشخصية بالعبارات العلمية، والخرافات بالأحاديث، وتنزل النصوص تنزيلاً مباشراً على الأحداث دون علم ولا دليل.

وهنا تبرز أهمية أن يكون للجهات الشرعية الموثوقة، والعلماء الأعلام، والدعاة الثقات، مواقع على شبكة الإنترنت يسهل رجوع طلاب العلم والباحثين إليها.

ثانياً: ضوابط تتعلق بالجهات التي تعتمد على الوسائل الإلكترونية والتعليم الإلكتروني:

1 - ألا تكون هناك مبالغة في استعمال الوسيلة على حساب الملكات المطلوب تنميتها في طالب العلوم الشرعية:

إذ لا ينبغي لنا الاندفاع في استعمال الوسائل الإلكترونية بضغط مواكبة التقدم الغربي دون حساب لخطوات هذا الاستعمال ودراسة لمتطلبات تطبيقه، يقول الدكتور نبيل علي: (يحتاج استخدام الكمبيوتر في مجال التعليم إلى عملية تجديد شاملة تتضمن تأهيل المدرسين، وإعداد المناهج، واستحداث المنهجيات والأساليب، وتطوير الإدارة المدرسية. إن إدخال الكمبيوتر للمدارس دون توفر الحد الأدنى من البيئة التحتية اللازمة، ودون أن تسبقه عمليات التجريب والتحليل الدقيق يعد مجازفة حقيقية...)(7).

يحتاج المتخصص في العلوم الشرعية إلى عدد من الملكات والمهارات؛ حتى يكون مؤهلاً وجديراً بتخصصه، ومن هذه الملكات على سبيل المثال: ملكة الحفظ، والتصور الذهني المجرد، والقدرة على البحث، والحوار والمناقشة، ويحتاج إلى تعود الصبر على القراءة، والصبر على الكتابة بالقلم، وتعود البحث في الكتب الورقية والمكتبات.

وكثيراً ما يؤخذ على التعليم التقليدي القديم أنه لا ينمي مثل تلك الملكات؛ لأنه يعتمد على التلقين وسلبية موقف المتعلم، وهذا المأخذ قد يقع في الوسائل الإلكترونية الحديثة، حيث سيتحول دور المتعلم عند التركيز عليها والإكثار من استعمالها في الموقف التعليمي إلى دور سلبي يعتمد على التلقي فقط، ولا تتوافر له الفرصة لتنمية الملكات المذكورة أو غيرها.

وهنا لا بد من التنبه إلى أن استعمال الحاسوب، بما له من قوة جذب وتأثير، وتطبيقاته المتنوعة والتمرس عليها؛ يُكسب مهارات متعلقة بالحاسوب نفسه، ولكنه في الوقت نفسه ليس لزاماً أن يُكسب المتعلم مهارات عقلية وفكرية، إلا إذا كانت المهارات العقلية والفكرية مدرجة في البرنامج التعليمي المعروض عبر الحاسوب، بحيث يتخطى الموقفُ التعليمي تأثير دور الحاسوب، ويركز على المهارات العقلية والفكرية فعلاً.

وكما هو معروف في علم النفس البيولوجي أن الذاكرة نوعان؛ ذاكرة للمعلومات مثل معلومات التلاوة، وذاكرة للإجراءات مثل كيفية تحريك جهاز النطق كاللسان لتطبيق أحكام التلاوة، فإذا تدرب الطالب مثلاً على التعامل مع الحاسوب، واستطاع بمهارة أن يتجاوب مع وسيلة التعليم المستعملة في الحاسوب، فهذا لا يعني أنه اكتسب مهارة تطبيق أحكام التجويد في تلاوته، مثله مثل التعليم النظري تماماً، إلا إذا كان التطبيق هدفاً في تعليم المادة، ووُظفت الوسيلة توظيفاً هادفاً يحدد دورها في خدمة الأهداف التعليمية.

ومن الملكات المهمة المطلوب تنميتها في المتخصص في العلوم الشرعية: قدرة التصور الذهني المجرد دون استعمال وسائل مساعدة، والتركيز على الوسائل الإلكترونية التي تعتمد على المؤثرات الصوتية والمرئية؛ قد يؤدي إلى ضمور هذه الملكة، يقول الدكتور نبيل علي: "يسيء البعض لدينا فهم ما يتردد عن ثقافة الصورة على أساس أنها تعني عدم حاجتنا إلى التعامل مع النصوص، وهو مفهوم خاطئ، فما زالت النصوص وستظل أداة فعالة للمعرفة الجادة خاصة في مجال العلوم الإنسانية التي يسودها طابع السرد. إن النصوص ما زالت هي الوسيلة الفعالة لتناول الأفكار المجردة، إلى الحد الذي جعل البعض يردد الشعار المعكوس: الكلمة خير من ألف صورة"(8).

ومن الملكات التي تنبغي تنميتها في طالب العلم الحفظ، فهو يحتاج إلى قدر غير قليل من المحفوظات الشرعية من نصوص القرآن الكريم، والأحاديث النبوية، وأقوال الصحابة والتابعين، وأقوال العلماء ومذاهبهم، وغير ذلك مما هو معروف، ولا يتصور أن يعتمد المتخصص على الحاسوب المحمول لاسترجاع مثل هذا القدر من الأساسيات المهمة في تكوين شخصيته العلمية، قال الإمام الشافعي:

علمي معي حيثما يممت ينفعني *** قلبي وعاء له لا بطن صندوق

إن كنت في البيت كان العلم فيه معي *** أو كنت في السوق كان العلم في السوق

ومن المهارات المهمة كذلك مهارة البحث في المراجع والموسوعات المطبوعة، فالاعتماد على البحث السريع الذي توفره تقنية الحاسوب، مع ما لها من فوائد جمة للباحثين، لها سلبياتها في طالب العلم لا سيما المبتدئ، فقد تقلل من همة الطالب في طلب العلم من مظانه الأساسية، والبحث في المكتبات، وقراءة المطبوعات، والصبر على الاطلاع المتأني فيها، وبذل الجهد في قراءتها وتصفحها، وفي ذلك فائدة تربوية مهمة، وهي تقدير قيمة العلم، ومعرفة قدر العلماء، وثبات ما توصل إليه في قلبه ورسوخه، وهذا لا يوفره الحاسوب، فهو يخرج نتائج البحث للطالب من مجموعة كبيرة من الكتب والموسوعات بسرعة مذهلة، وقد يستخرج من ذلك أقوالاً للعلماء لا تظهر في سياقها الكامل فيخطئ الطالب في فهمها، وقد يستدل بقول عالم في ذلك وهو لم يقرأ ولو مقدمة كتابه.

يقول الدكتور علاء زايد: "ومن الناس من بهرتهم النتائج الهائلة التي أمكن الوصول إليها عن طريق الوسائل التعليمية، ونادوا بأن الوسائل التعليمية تغني عن الكتاب وتحل محله، وهذا الرأي متطرف للغاية، وفيه تحمس ضار؛ إذ إنه رأي لا تؤيده الحقائق، فالقراءة ستظل ركناً أساسياً من أركان التربية السليمة، وما الوسائل التعليمية إلا مجموعة من طرق التدريس المختلفة العديدة، يستخدمها المدرس لأغراض مختلفة، من أهمها أن تعينه على توضيح ما في الكتاب... "(9).

2 - أن يكون هناك منهج تربوي يتعلمه الطالب المبتدئ لاستعمال الوسائل الإلكترونية:

فالإمكانيات التي توفرها الوسائل الإلكترونية الحديثة، والتي تزداد يوماً بعد يوم، وخصوصاً مع الانفتاح في استعمال الشبكة، وسهولة الدخول في الإنترنت، تضع طالب العلم أمام قدر عظيم من المعلومات والثقافات، كما تفتح عليه أبواباً من تيارات الضلالة والفساد؛ مما يستوجب إعداد منهج تربوي مخصص يرشد المبتدئ إلى الطريقة الشرعية الصحيحة في استعمال تلك التقنيات، ولا سيما في مجال تخصصه في العلوم الشرعية، ويوفر له الحصانة العقدية والفكرية والثقافية.

إن نقاء الهوية الخاصة للأمة أمر ضروري لسلامة كيانها وحمايتها من العطب، على أن أية أمة... لا تقدر على منع التفاعل الحضاري، وليس الحل هنا كما يراه بعضهم أن نفتح الأبواب على مصاريعها، تهب علينا منها رياح الأفكار من كل حدب وصوب... ولكن الحل في منهج يحفظ لنا خصوصيتنا، ولا يقف دون مشاركتنا في حركة التفاعل... وهذا ما يقدمه لنا العلامة ابن زهر الحفيد من خلال واقعة عجيبة وطريفة... فقد كان يدرّس الطب لبعض طلابه، فجاؤوه يوماً بكتاب في المنطق يريدون أن يعلمهم إياه، فـ "رمى به ناحية ثم نهض إليهم حافياً ليضربهم، وانهزموا قدامه، وتبعهم يعدوا على حالته تلك وهو يبالغ في شتمهم، وهم يتعادون قدّامه، إلى أن رجع عنهم عن مسافة بعيدة، فبقوا منقطعين عنه أياماً لا يجسرون أن يأتوا إليه. ثم إنهم توسلوا إلى أن حضروا عنده، واعتذروا بأن ذلك - الكتاب - لم يكن لهم... وقبل معذرتهم، واستمروا في قراءتهم عليه صناعة الطب، وبعد مدة مديدة أمرهم أن يجيدوا حفظ القرآن، وأن يشتغلوا بقراءة التفسير والحديث والفقه، وأن يواظبوا على مراعاة العلوم الشرعية والاقتدار بها، فلما امتثلوا وأتقنوا معرفة ما أشار به عليهم، وصارت مراعاة الأمور الشرعية سجية وعادة قد ألفوها؛ كانوا يوماً عنده وإذا به قد أخرج لهم الكتاب الذي كان رآه معهم في المنطق، وقال لهم: الآن صلحتم لأن تقرؤوا هذا الكتاب وأمثاله عليّ"(- طبقات الأطباء 3 / 112، 113-)(10).

وقد يكون من الخطأ في بعض المواد والعلوم الشرعية اطلاع الطالب المبتدئ على كتب معينة في تخصصه قبل إتمامه لكتاب معين في منهجه المقرر، وهذه الوسائل الحديثة دون وجود ضوابط تربوية تحكم التدرج المنهجي للعملية التعليمية لدى المبتدئين؛ (يمكن أن تشتت عقل الطفل العربي في مواجهة وابل المعلومات المصوب إليه، ويفقده بالتالي القدرة على استخلاص المغزى الكامن وراءه، حيث يمكن أن تضيع المعرفة في خضم المعلومات، وكما قيل نحن نشكو الجوع المعرفي، ونحن غرقى في بحور المعلومات)(11).

- يتبع -

 ---------------------------

(1) لا جدال في أن للوسائل الإلكترونية الحديثة إيجابيات كثيرة في مجال التعليم والتعلم، حيث توفر تكنولوجيا الرقمنة تطبيقات كثيرة، منها تقديم المادة التعليمية في صورة مزيج تفاعلي بين النص والصوت والأشكال الثابتة والصور المتحركة، ومنها تطبيقات النص التشعبي حيث يتمكن الطالب من التنقل عبر الروابط السريعة إلى مواضع أخرى داخل النص وخارجه، ومنها التشعب الوسائطي، حيث يتم التشعب بجميع أنواع الوسائط لا بالنص فقط. انظر: تحديات في عصر المعلومات، الدكتور نبيل علي، ص 187 192.

 (2) يقول الدكتور محمد عبد القادر أحمد: (انتشار الوسائل في دروس التربية الدينية صادفته عقبات؛ هي: هناك حذر عند بعض المعلمين في تناول الوسائل التعليمية في دروس التربية الدينية.. وموقف الإسلام من ذلك...، استخدام الوسائل في الأمور الغيبية أمر يصعب تحقيقه، مجال الوسائل التعليمية بالصورة العلمية الصحيحة مجال جديد...، وعلى هذا فإن هناك جيشاً كبيراً من المعلمين في الميدان لم يحصلوا على هذه الدراسات، وهم لذلك إما محجمون عن استخدام الوسائل التعليمية، وإما أنهم يستخدمونها استخداماً غير صحيح)، انظر: الجديد في تعليم التربية الإسلامية، د. محمد عبد القادر، ص 98، 99.

ويذكر الدكتور نبيل علي من أسباب إشكالية العلاقة بين الطفل العربي وتكنولوجيا المعلومات: (ندرة البحوث العربية في مجال دراسة العلاقة التي تربط الطفل العربي بالعلم والتكنولوجيا. أما البحوث المتعلقة بعلاقة الطفل العربي بلغته الأم وتراثه العربي والإسلامي؛ فما زالت تفتقد إلى التأصيل النظري والتجريب العلمي) تحديات عصر المعلومات، ص 179.

(3) بدأ الاهتمام في هذا المجال منذ فترة ليست بعيدة، فقد عقد على المستوى الرسمي العربي المؤتمر الدولي الأول للحاسبات والتكنولوجيا المتطورة في التعليم وتنمية الموارد البشرية في عصر المعلومات، بالقاهرة، من 18 20 مارس عام 1996م، نظمته وزارتا التربية والتعليم المصرية والبحث العلمي، بالتعاون مع اليونسكو وجهات أخرى، قدمت موضوعات بحثية متعددة، من أهمها - فيما يتعلق بموضوعنا -: تعليم اللغة العربية باستخدام الحاسب، التعليم عن بعد والتدريب، استخدام الوسائط المتعددة في التعليم، التعليم الذاتي للأطفال باستخدام الكمبيوتر. انظر: مجلة مرشد الكمبيوتر، ص 52، عدد 82، مايو 1996م.

كما عقد في الرياض في الفترة بين 10 13 من ذي القعدة / 4 7 فبراير 2001م، المؤتمر الوطني السادس عشر للحاسب الآلي، بعنوان (الحاسب والتعليم) قُدمت فيه 41 ورقة بحث، تضمنت البحوث المقدمة موضوعات الحاسوب والتعليم، والشبكات، وأمن المعلومات، ومشكلات الحاسوب والتعليم، والتي كان من أهمها: عدم تجاوب الكثير من المدرسين مع الأسلوب الجديد في التعليم، والنظر إليه بأنه جهد إضافي ليس له ما يقابله مادياً. عدم توفر برمجيات عربية أو مواقع عربية تخدم المناهج الدراسية، وصعوبة الاعتماد على البرامج المتوفرة تجارياً.

كما قدمت بعض نماذج للتعليم الإلكتروني في البلدان العربية والإسلامية؛ من أهمها التجربة الماليزية، وهي تجربة مخضرمة ناضجة، اعتمدت على الإبداع المحلي، حيث تم إنشاء البرامج محلياً، وتطورت بعد ذلك ليتم تأليف المناهج بما يتناسب مع تطور تقنيات الحاسوب؛ ضمن مشروع المدرسة الذكيةsmart school، وقد بلغ عدد هذا النوع في ماليزيا 90 مدرسة. وهناك مشروع كبير في المملكة العربية السعودية لإنشاء شبكة تربط الجهات التعليمية، لربط حوالي 10000 آلاف مدرسة ترتبط بمليون حاسوب في شبكة محلية، ويستفيد الطلاب من تصفح المواقع التعليمية المتضمنة للمناهج التعليمية والكتب الإلكترونية، وتقديم المناهج باستخدام الوسائط المتعددة. انظر: مجلةPC Magazineالطبعة العربية، العدد الرابع أبريل 2001م، ص 8.

(4) من قواعد اختيار الوسائل التعليمية: تحديد الهدف، مراعاة التناسب بين الوسيلة وقدرات الدارسين، سلامة المضمون من الأخطاء العلمية والفنية، القصد في الوقت حتى يتسنى للمعلم ممارسة الجوانب التربوية للموضوع. انظر: الوسائل التعليمية بين النظرية والتطبيق، الدكتور علاء زايد، ص 108 111.

(5) أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه.

(6) فيض القدير، للمناوي، حديث رقم 5716.

(7) تحديات عصر المعلومات، الدكتور نبيل علي، ص 187.

(8) تحديات عصر المعلومات، مرجع سابق، ص 200.

(9) الوسائل التعليمية بين النظرية والتطبيق، الدكتور علاء زايد، ص 18، 19.

(10) ابن زهر الطبيب شخصيته وموقفه من التحصين الثقافي، بقلم نبيل فولي، مجلة الوعي الإسلامي، العدد 364، 1416هـ.

(11) تحديات عصر المعلومات، د. نبيل علي، ص 200.