لماذا نتعلم أشراط الساعة وعلامات الفتن
منذ 2003-08-03
عرفنا فى الدرس السابق معنى الفتن عموما وما يتعلق بمعناها فى هذه
السلسلة من الدروس على الخصوص وهى ما يكون من البلايا والأمور العظام
فى أخر الزمان وبين يدى الساعة مما يعد بمثابة الإختبار والإبتلاء
الذى يتميز عنده الصادق المصدق بالحق من المنافق المذبذب الذى يميل
وينقلب عند الإختبار والإبتلاء والفتن....سواء كانت هذه الفتن
والبلايا تسمى بأشراط الساعة الصغرى أو الكبرى أو علاماتها أو
إماراتها أو تسمى بغير ذلك ...المهم أن تعرف حقيقة تسمية هذه الأمور
بالفتن...
وعرفنا فى الدرس السابق أن هناك حقائق هى كالأصول بين يدى تعلم هذه الأمور وما يتعلق بها...وهى:
1- بعثة النبي هي من أول علامات الساعة.
2- موعد الساعة لا يعلمه بحال الا الله تعالى.
3- أكثر من ينشغل بالسؤال عن موعد الساعة متى هى هم العوام والطغام.
4- إجابة النبي للسائل عنها كانت بما يفيده لابما يريده السائل.
5- النبي وصحابته الكرام كانوا ينتظرون الساعة فى حياتهم ويتوقعون وقوعها.
6- الصحابة الكرام سألوا النبي عن الفتن ليستعدوا لها بالإيمان والعمل الصالح.
وهذه الأصول لابد من معرفتها حتى لاينشغل العبد بطلب معرفة العلامات وترتيبها ومايكون منها أولا وما يكون أخرا وما شابه وفقط...بل ينشغل بالإستعداد لها بالإيمان وكثرة العمل الصالح وهذا النهج والسبيل هو الذى هدى إليه النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه الكرام وأتباعه الميامين , وعرفهم ماذا عليهم أمام الفتن أو قبل وقوعها ، وعلمهم لماذا يذكرها ولماذا يعلمهم ما يتعلق بها - أمر تلك الفتن - لماذا؟؟:
*فى الحديث عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « بادروا بالأعمال ستا طلوع الشمس من مغربها أو الدخان أو الدجال أو الدابة أو خاصة أحدكم أو أمر العامة » ..[.م...ك...الفتن واشراط الساعة]...وفى رواية" و" بدل" أو"...
وقوله « بادروا بالأعمال ستا » أي اعملوا الصالحات واشتغلوا بها قبل مجيء هذه الست التي هي تشغلكم عنها.... والمبادرة المسارعة بإدراك الشيء قبل فواته أو بدفعه قبل وقوعه.... وقال في النهاية تأنيث الست إشارة إلى أنها مصائب ودواه « وخاصة أحدكم » يريد حادثة الموت التي تخص كل إنسان وفى رواية "خويصة" وهو تصغير خاصة وصغرت لاحتقارها في جنب ما بعدها من البعث والعرض والحساب وغير ذلك « وأمر العامة » أي قبل أن يتوجه إليكم أمر العامة والرياسة فيشغلكم عن صالح الأعمال... وقال القاضي : أمرهم أن يبادروا بالأعمال قبل نزول هذه الآيات فإنها إذا نزلت أدهشت وأشغلت عن الأعمال أو سد عليهم باب التوبة وقبول العمل « طلوع الشمس من مغربها » فإنها إذا طلعت منه لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل و « الدخان » أي ظهوره « ودابّة الأرض والدجال » أي خروجهما سمي الدجال - من الدجل وهو الخلط والتغطية - لأنه خداع ملبس ويغطي الأرض بأتباعه....
وفى الحديث عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع أحدهم دينه بعرض من الدنيا » .[م..ك..الإيمان]
وقوله : « كقطع الليل المظلم » جمع قطعة وهي طائفة منه يعني وقوع فتن مظلمة سوداء .... والمراد الحث على المسارعة بالعمل الصالح قبل تعذره أو تعسره بسبب الإنشغال بما يحدث من الفتن المتكاثرة والمتراكمة كتراكم ظلام الليل وقوله : « المظلم » يعنى ليس مقمرا، تعبيرا عن فرط سوادها وظلمتها وعدم تبين الصلاح والفساد فيها... وحاصل المعنى تعجلوا بالأعمال الصالحة قبل مجيء الفتن المظلمة من القتل والنهب والإختلاف بين المسلمين في أمر الدنيا والدين، فإنكم لا تطيقون الأعمال على وجه الكمال فيها ، والمراد من التشبيه بيان حال الفتن من حيث أنه بشع فظيع ، ولا يعرف سببها ولا طريق الخلاص منها..... ثم وصف نوعا من شدائد الفتن بقوله « يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا » وهذا لعظم الفتن يتقلب الإنسان في اليوم الواحد هذه الإنقلابات « يبيع أحدهم دينه بعرض من الدنيا قليل » أي بقليل من حطامها قال في الكشاف : العرض ما عرض لك من منافع الدنيا... أي بأخذ متاع دنيء وثمن رديء..... وقوله : « يصبح الرجل مؤمنا » أي موصوفا بأصل الإيمان أو بكماله... « ويمسي كافرا » أي حقيقة أو كافرا للنعمة أو مشابها للكفرة أو عاملا عمل الكافر....وقيل المعنى يصبح محرما ما حرمه الله، ويمسي مستحلا إياه وبالعكس...
وقال بعض أهل العلم: في ذلك الحال وجوه:
أحدها: أن يكون بين طائفتين من المسلمين قتال لمجرد العصبية والغضب، فيستحلون الدم والمال.
وثانيها: أن يكون ولاة المسلمين ظلمة، فيريقون دماء المسلمين ويأخذون أموالهم بغير حق، ويزنون ويشربون الخمر، فيعتقد بعض الناس منهم أنهم على الحق ويفتيهم بعض علماء السوء، على جواز ما يفعلون من المحرمات، من إراقة الدماء وأخذ الأموال ونحوها.
وثالثها: ما يجري بين الناس مما يخالف الشرع في المعاملات والمبايعات وغيرها فيستحلونها.
وفى الحديث عن عابس الغفاري قال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « بادروا بالأعمال ستا , إمارة السفهاء , وكثرة الشرط , وبيع الحكم , واستخفاف بالدم , وقطيعة الرحم , ونشوا - أونشئا - يتخذون القرآن مزامير يقدمون أحدهم ليغنيهم وإن كان أقلهم فقها » ..[الطبرانى فى الكبير...وفى صحيح الجامع برقم:2812].
وأمره بالمبادرة بالعمل في هذه الأخبار يقتضي المسارعة إلى التوبة إلى الله والحث على المبادرة إلى طاعته ومسابقة العوارض والقواطع قبل ورودها.
و « إمارة السفهاء » بكسر الهمزة أي ولايتهم على الرقاب لما يحدث منهم من العنف والطيش والخفة , والسفيه هو ناقص العقل والسفه نقص العقل.
« وكثرة الشرط » وهم أعوان الولاة والمراد كثرتهم بأبواب الأمراء والولاة وبكثرتهم يكثر الظلم , وسمو بذلك لأنهم أعلموا أنفسهم بعلامات يعرفون بها والشرط العلامة.
« وبيع الحكم » بأخذ الرشوة عليه.
« واستخفافا بالدم » أي بحقه بأن لا يقتص من القاتل , ويكثر القتل - كما هو فى نصوص أخر مما يكون قبل قيام الساعة.
« وقطيعة الرحم » بإيذائه أو عدم الإحسان إليه أو هجره وإبعاده.
« ونشئا يتخذون القرآن مزامير يقدمون أحدهم ليغنيهم وإن كان أقلهم فقها» أى يتغنون به ويتشدقون ويأتون به بنغمات مطربة , وقد كثر ذلك في هذا الزمان وانتهى الأمر إلى التباهي بإخراج ألفاظ القرآن عن وضعها , ويزيدون وينقصون فيها لأجل موافاة الألحان وتوفر النغمات , إذ ليس غرضهم إلا الإلتذاذ والإستماع لتلك الألحان والأوضاع .
وهذا يعنى أن المهم فى المسألة هو المبادرة إلى الإيمان والعمل الصالح , والعمل الصالح لايكون إلا بالعلم الشرعى الصحيح الذى لاضلال فيه ولاتلبيس , واعلم أن أول ما يكون من الفتن المضلة فشو الجهل وارتفاع العلم...
ففى الحديث عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويثبت الجهل ويشرب الخمر ويظهر الزنا » ..[خ...ك..العلم].
وعنه أيضا قال لأحدثنكم حديثا لا يحدثكم أحد بعدي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول « من أشراط الساعة أن يقل العلم ويظهر الجهل ويظهر الزنا وتكثر النساء ويقل الرجال حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد » .[.خ..ك..العلم].
وعن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم « لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان وتظهر الفتن ويكثر الهرج وهو القتل حتى يكثر فيكم المال فيفيض » ..[.خ...ك...الجمعة].
وفى رواية عند مسلم فى كتاب العلم: عن أبى هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يتقارب الزمان، ويقبض العلم، وتظهر الفتن، ويلقى الشح، ويكثر الهرج .. قالوا: وما الهرج ؟ قال : القتل »
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم لنا كيف يقبض العلم ويرفع كما فى الحديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « إنّ الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس. ولكن يقبض العلم بقبض العلماء. حتى إذا لم يترك عالما، اتخذ الناس رؤسا جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم. فضلوا وأضلوا » .[م..ك...العلم].
قال النووى: هذا الحديث يبين أن المراد بقبض العلم في الأحاديث السابقة المطلقة ليس هو محوه من صدور حفاظه ولكن معناه أنه يموت حملته ويتخذ الناس جهالا يحكمون بجهالاتهم فيضلون ويضلون.... وقال أيضا: في هذا الحديث الحث على حفظ العلم وأخذه عن أهله واعتراف العالم للعالم بالفضيلة.
فتعلم العلم الشرعى ضرورة فى زمن الفتن ، لأنك إن دخلت إلى الفتن بجهلك وضلالك قد تهلك مع الهالكين.... فإما أن تكون من أصحاب الجهل والضلال...وإما أن تكون من أهل الإيمان والعلم . والفريق الثانى هو الناج بفضل الله .... يقول تعالى: { قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب } [الزمر : 9]
ويقول سبحانه : { قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور ....} [الرعد : 16 ]
وقال عز من قائل: { وما يستوي الأعمى والبصير والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسيء قليلا ما تتذكرون} [ غافر : 58 ]
وكل من لاعلم له أعمى... مسئ.... ومن يعلم فهو مبصر بنور العلم يجره ذلك إلى العمل الصالح...إذا فلابد من العلم الشرعى ومن العلم الشرعى معرفة الفتن والموقف الشرعى منها , وهذا يعنى أنك لابد أن تسأل نفسك سؤالا .لماذا تتعلم أمور الفتن وأشراط الساعة...للقصص والتسلية لا......للتندر والتعجب لا ولا .....للعلم بالغيبيات لا ولا ولا....إذا فلماذا؟؟؟....
الكلام المتقدم فيه بعض الإجابة وحتى نعرف الإجابة التامة الكاملة لهذا السؤال الهام... تعالى نتعلم مسألة هامة وهى:
ما فائدة ورود وذكر أشراط الساعة وأمور آخر الزمان فى الكتاب والسنة؟؟:
أمور الفتن وما يكون بين يدى الساعة وما هو فى آخر الزمان مما أخبر به الله ورسوله - وخاصة ما جاء منهاعلى لسان الصادق المصدوق - منها ما يكون إمارات للساعة:
قال ابن حجر فى الفتح : قال الطيبي : الآيات إمارات للساعة إما على قربها وإما على حصولها فمن الأول الدجال ونزول عيسى ويأجوج ومأجوج والخسف ومن الثاني الدخان وطلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة والنار التي تحشر الناس.
وبالجملة فإن كل ما أخبر به النبي فى هذا الباب من المذكورات التى أخبر صلى الله عليه وسلم بأنها ستقع بعده أو قبل أن تقوم الساعة ، على أقسام :
الأول: ما وقع على وفق ما قال , وهذا قد تقدم معظمه في علامات النبوة , وقد استوفى البيهقي في " الدلائل " ما ورد من ذلك بالأسانيد المقبولة ، ومنه اقتتال الفئتين العظيمتين , وظهور الفتن , وكثرة الهرج , وتطاول الناس في البنيان , وتمنى بعض الناس الموت , وقتال الترك.(ولعلهم أهل الصين). وتمنى رؤيته صلى الله عليه وسلم , ومما ورد منه حديث المقبري عن أبي هريرة أيضا « لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها » ...وغير هذا كثير مما يعد من دلائل النبوة وقد جاءت به النصوص الصحيحة.
والثاني: ما وقعت مباديه ولم يستحكم , ومن هذا النمط تقارب الزمان وكثرة الزلازل وخروج الدجالين الكذابين , ومنها حديث ابن مسعود « لا تقوم الساعة حتى لا يقسم ميراث ولا يفرح بغنيمة » أخرجه مسلم , وحديث حذيفة بن أسيد أن قبل الساعة يقع عشر آيات فذكر منها « وثلاثة خسوف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب » أخرجه مسلم , وحديث ابن مسعود « لا تقوم الساعة حتى يسود كل قبيلة منافقوها » أخرجه الطبراني , وقد تقدم حديث أبي هريرة « إذا وُسّد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة »
والثالث: ما لم يقع منه شيء ولكنه سيقع (إن شاء الله) ، ومن هذا النمط طلوع الشمس من مغربها ؛ وحديث « لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر » الحديث أخرجه مسلم , وحديث أنس « أن أمام الدجال سنون خداعات يكذب فيها الصادق ويصدق فيها الكاذب ويخون فيها الأمين ويؤتمن فيها الخائن ويتكلم فيها الرويبضة » ، وحديث سمُرة « لا تقوم الساعة حتى تروا أمورا عظاما لم تحدثوا بها أنفسكم » ، وحديث أبي هريرة « لا تفنى هذه الأمة حتى يقوم الرجل إلى المرأة فيفترشها في الطريق فيكون خيارهم يومئذ من يقول لو واريناها وراء هذا الحائط » ، وحديث حذيفة بن اليمان عند ابن ماجه « يدرس الإسلام كما يدرس وشى الثوب حتى لا يدري ما صيام ولا صلاة ولا نسك ولا صدقة , ويبقى طوائف من الناس الشيخ الكبير والعجوز الكبيرة ويقولون أدركنا آباءنا على هذه الكلمة لا إله إلا الله فنحن نقولها » وحديث أنس « لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض لا إله إلا الله » أخرجه أحمد بسند قوي , وهو عند مسلم بلفظ « الله الله » وله من حديث ابن مسعود « لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس » , وحديث أبي هريرة « لا تقوم الساعة حتى يرجع ناس من أمتي إلى الأوثان يعبدونها من دون الله » , ولمسلم وأحمد من حديث ثوبان « ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين , وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان » ولمسلم أيضا عن عائشة « لا تذهب الأيام والليالي حتى تعبد اللات والعزى من دون الله » الحديث وفيه « ثم يبعث الله ريحا طيبة فيتوفى بها كل مؤمن في قلبه مثقال حبة من إيمان فيبقى من لا خير فيه فيرجعون إلى دين آبائهم » .......وغير هذا كثير.
قال البيهقي وغيره : الأشراط منها صغار وقد مضى أكثرها ومنها كبار ستأتي... قال ابن حجر: وهي التي تضمنها حديث حذيفة بن أسيد عند مسلم وهي الدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها كالحامل المتم ونزول عيسى بن مريم وخروج يأجوج ومأجوج والريح التي تهب بعد موت عيسى فتقبض أرواح المؤمنين ..
وقد استشكلوا على ذلك حديث « لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى يأتي أمر الله » فإن ظاهر الأول أنه لا يبقى أحد من المؤمنين فضلا عن القائم بالحق , وظاهر الثاني البقاء , ويمكن أن يكون المراد بقوله « أمر الله » هبوب تلك الريح فيكون الظهور قبل هبوبها , فبهذا الجمع يزول الإشكال بتوفيق الله تعالى , فأما بعد هبوبها فلا يبقى إلا الشرار وليس فيهم مؤمن فعليهم تقوم الساعة
إذا فنحن نتعلم أمور الفتن وما يكون بين يدى الساعة لأمور منها:
1- تجديد الإيمان بالله ورسوله وذلك من اعتبارنا بدلائل النبوة...الدالة على ربوبية الله من جهة وصدق نبوة محمد
2- المسارعة إلى التوبة والإنابة إلى الله تعالى , حيث أن الموت والساعة لايأتيا إلا بغتة قال تعالى : { يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة ... } (187 الأعراف).
3- المبادرة بالإيمان والعمل الصالح لأنها ستكون فتن كقطع الليل المظلم ...كإمارة السفاء...وكثرة الشرط...والإستخفاف بالدم...وكثرة الهرج...وفشو الزنا والعياذ بالله تعالى.... وهى فتن تحتاج إلى الصبر والحلم والعلم والإعتصام بحبل الله المتين.
4- الإقامة والمصابرة على الإيمان والعلم والتعلم والعمل المرضى , والتزود بالتقوى مخافة الإنقلاب وحتى لانكون ممن يصبح مؤمنا ويمسى كافرا والعياذ بالله.
5- لئلا نركن إلى الدنيا وقد عاينا قرب الرحيل لنا أو للدنيا بقيام الساعة وذلك إذا عاينا أشراطها وعلاماتها.
6- لئلا نظن أن بقاء الدنيا أمامه دهرا ، وأنه بقى فى عمرها قرونا عدة لأن من علامات الساعة تقارب الزمان فلا مانع من وقوعها بعد زمن يسير تقع فيه العلامات كلها فى زمن يسير وإن كان كثير فهو متقارب.وعلم ذلك وعده عند ربى وحده..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخميس, 10 محرم, 1424هـ ,,,,,[13/03/2003م 05:09:25 ص ]....د/ السيد العربى.
وعرفنا فى الدرس السابق أن هناك حقائق هى كالأصول بين يدى تعلم هذه الأمور وما يتعلق بها...وهى:
1- بعثة النبي هي من أول علامات الساعة.
2- موعد الساعة لا يعلمه بحال الا الله تعالى.
3- أكثر من ينشغل بالسؤال عن موعد الساعة متى هى هم العوام والطغام.
4- إجابة النبي للسائل عنها كانت بما يفيده لابما يريده السائل.
5- النبي وصحابته الكرام كانوا ينتظرون الساعة فى حياتهم ويتوقعون وقوعها.
6- الصحابة الكرام سألوا النبي عن الفتن ليستعدوا لها بالإيمان والعمل الصالح.
وهذه الأصول لابد من معرفتها حتى لاينشغل العبد بطلب معرفة العلامات وترتيبها ومايكون منها أولا وما يكون أخرا وما شابه وفقط...بل ينشغل بالإستعداد لها بالإيمان وكثرة العمل الصالح وهذا النهج والسبيل هو الذى هدى إليه النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه الكرام وأتباعه الميامين , وعرفهم ماذا عليهم أمام الفتن أو قبل وقوعها ، وعلمهم لماذا يذكرها ولماذا يعلمهم ما يتعلق بها - أمر تلك الفتن - لماذا؟؟:
*فى الحديث عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « بادروا بالأعمال ستا طلوع الشمس من مغربها أو الدخان أو الدجال أو الدابة أو خاصة أحدكم أو أمر العامة » ..[.م...ك...الفتن واشراط الساعة]...وفى رواية" و" بدل" أو"...
وقوله « بادروا بالأعمال ستا » أي اعملوا الصالحات واشتغلوا بها قبل مجيء هذه الست التي هي تشغلكم عنها.... والمبادرة المسارعة بإدراك الشيء قبل فواته أو بدفعه قبل وقوعه.... وقال في النهاية تأنيث الست إشارة إلى أنها مصائب ودواه « وخاصة أحدكم » يريد حادثة الموت التي تخص كل إنسان وفى رواية "خويصة" وهو تصغير خاصة وصغرت لاحتقارها في جنب ما بعدها من البعث والعرض والحساب وغير ذلك « وأمر العامة » أي قبل أن يتوجه إليكم أمر العامة والرياسة فيشغلكم عن صالح الأعمال... وقال القاضي : أمرهم أن يبادروا بالأعمال قبل نزول هذه الآيات فإنها إذا نزلت أدهشت وأشغلت عن الأعمال أو سد عليهم باب التوبة وقبول العمل « طلوع الشمس من مغربها » فإنها إذا طلعت منه لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل و « الدخان » أي ظهوره « ودابّة الأرض والدجال » أي خروجهما سمي الدجال - من الدجل وهو الخلط والتغطية - لأنه خداع ملبس ويغطي الأرض بأتباعه....
وفى الحديث عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع أحدهم دينه بعرض من الدنيا » .[م..ك..الإيمان]
وقوله : « كقطع الليل المظلم » جمع قطعة وهي طائفة منه يعني وقوع فتن مظلمة سوداء .... والمراد الحث على المسارعة بالعمل الصالح قبل تعذره أو تعسره بسبب الإنشغال بما يحدث من الفتن المتكاثرة والمتراكمة كتراكم ظلام الليل وقوله : « المظلم » يعنى ليس مقمرا، تعبيرا عن فرط سوادها وظلمتها وعدم تبين الصلاح والفساد فيها... وحاصل المعنى تعجلوا بالأعمال الصالحة قبل مجيء الفتن المظلمة من القتل والنهب والإختلاف بين المسلمين في أمر الدنيا والدين، فإنكم لا تطيقون الأعمال على وجه الكمال فيها ، والمراد من التشبيه بيان حال الفتن من حيث أنه بشع فظيع ، ولا يعرف سببها ولا طريق الخلاص منها..... ثم وصف نوعا من شدائد الفتن بقوله « يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا » وهذا لعظم الفتن يتقلب الإنسان في اليوم الواحد هذه الإنقلابات « يبيع أحدهم دينه بعرض من الدنيا قليل » أي بقليل من حطامها قال في الكشاف : العرض ما عرض لك من منافع الدنيا... أي بأخذ متاع دنيء وثمن رديء..... وقوله : « يصبح الرجل مؤمنا » أي موصوفا بأصل الإيمان أو بكماله... « ويمسي كافرا » أي حقيقة أو كافرا للنعمة أو مشابها للكفرة أو عاملا عمل الكافر....وقيل المعنى يصبح محرما ما حرمه الله، ويمسي مستحلا إياه وبالعكس...
وقال بعض أهل العلم: في ذلك الحال وجوه:
أحدها: أن يكون بين طائفتين من المسلمين قتال لمجرد العصبية والغضب، فيستحلون الدم والمال.
وثانيها: أن يكون ولاة المسلمين ظلمة، فيريقون دماء المسلمين ويأخذون أموالهم بغير حق، ويزنون ويشربون الخمر، فيعتقد بعض الناس منهم أنهم على الحق ويفتيهم بعض علماء السوء، على جواز ما يفعلون من المحرمات، من إراقة الدماء وأخذ الأموال ونحوها.
وثالثها: ما يجري بين الناس مما يخالف الشرع في المعاملات والمبايعات وغيرها فيستحلونها.
وفى الحديث عن عابس الغفاري قال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « بادروا بالأعمال ستا , إمارة السفهاء , وكثرة الشرط , وبيع الحكم , واستخفاف بالدم , وقطيعة الرحم , ونشوا - أونشئا - يتخذون القرآن مزامير يقدمون أحدهم ليغنيهم وإن كان أقلهم فقها » ..[الطبرانى فى الكبير...وفى صحيح الجامع برقم:2812].
وأمره بالمبادرة بالعمل في هذه الأخبار يقتضي المسارعة إلى التوبة إلى الله والحث على المبادرة إلى طاعته ومسابقة العوارض والقواطع قبل ورودها.
و « إمارة السفهاء » بكسر الهمزة أي ولايتهم على الرقاب لما يحدث منهم من العنف والطيش والخفة , والسفيه هو ناقص العقل والسفه نقص العقل.
« وكثرة الشرط » وهم أعوان الولاة والمراد كثرتهم بأبواب الأمراء والولاة وبكثرتهم يكثر الظلم , وسمو بذلك لأنهم أعلموا أنفسهم بعلامات يعرفون بها والشرط العلامة.
« وبيع الحكم » بأخذ الرشوة عليه.
« واستخفافا بالدم » أي بحقه بأن لا يقتص من القاتل , ويكثر القتل - كما هو فى نصوص أخر مما يكون قبل قيام الساعة.
« وقطيعة الرحم » بإيذائه أو عدم الإحسان إليه أو هجره وإبعاده.
« ونشئا يتخذون القرآن مزامير يقدمون أحدهم ليغنيهم وإن كان أقلهم فقها» أى يتغنون به ويتشدقون ويأتون به بنغمات مطربة , وقد كثر ذلك في هذا الزمان وانتهى الأمر إلى التباهي بإخراج ألفاظ القرآن عن وضعها , ويزيدون وينقصون فيها لأجل موافاة الألحان وتوفر النغمات , إذ ليس غرضهم إلا الإلتذاذ والإستماع لتلك الألحان والأوضاع .
وهذا يعنى أن المهم فى المسألة هو المبادرة إلى الإيمان والعمل الصالح , والعمل الصالح لايكون إلا بالعلم الشرعى الصحيح الذى لاضلال فيه ولاتلبيس , واعلم أن أول ما يكون من الفتن المضلة فشو الجهل وارتفاع العلم...
ففى الحديث عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويثبت الجهل ويشرب الخمر ويظهر الزنا » ..[خ...ك..العلم].
وعنه أيضا قال لأحدثنكم حديثا لا يحدثكم أحد بعدي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول « من أشراط الساعة أن يقل العلم ويظهر الجهل ويظهر الزنا وتكثر النساء ويقل الرجال حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد » .[.خ..ك..العلم].
وعن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم « لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان وتظهر الفتن ويكثر الهرج وهو القتل حتى يكثر فيكم المال فيفيض » ..[.خ...ك...الجمعة].
وفى رواية عند مسلم فى كتاب العلم: عن أبى هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يتقارب الزمان، ويقبض العلم، وتظهر الفتن، ويلقى الشح، ويكثر الهرج .. قالوا: وما الهرج ؟ قال : القتل »
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم لنا كيف يقبض العلم ويرفع كما فى الحديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « إنّ الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس. ولكن يقبض العلم بقبض العلماء. حتى إذا لم يترك عالما، اتخذ الناس رؤسا جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم. فضلوا وأضلوا » .[م..ك...العلم].
قال النووى: هذا الحديث يبين أن المراد بقبض العلم في الأحاديث السابقة المطلقة ليس هو محوه من صدور حفاظه ولكن معناه أنه يموت حملته ويتخذ الناس جهالا يحكمون بجهالاتهم فيضلون ويضلون.... وقال أيضا: في هذا الحديث الحث على حفظ العلم وأخذه عن أهله واعتراف العالم للعالم بالفضيلة.
فتعلم العلم الشرعى ضرورة فى زمن الفتن ، لأنك إن دخلت إلى الفتن بجهلك وضلالك قد تهلك مع الهالكين.... فإما أن تكون من أصحاب الجهل والضلال...وإما أن تكون من أهل الإيمان والعلم . والفريق الثانى هو الناج بفضل الله .... يقول تعالى: { قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب } [الزمر : 9]
ويقول سبحانه : { قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور ....} [الرعد : 16 ]
وقال عز من قائل: { وما يستوي الأعمى والبصير والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسيء قليلا ما تتذكرون} [ غافر : 58 ]
وكل من لاعلم له أعمى... مسئ.... ومن يعلم فهو مبصر بنور العلم يجره ذلك إلى العمل الصالح...إذا فلابد من العلم الشرعى ومن العلم الشرعى معرفة الفتن والموقف الشرعى منها , وهذا يعنى أنك لابد أن تسأل نفسك سؤالا .لماذا تتعلم أمور الفتن وأشراط الساعة...للقصص والتسلية لا......للتندر والتعجب لا ولا .....للعلم بالغيبيات لا ولا ولا....إذا فلماذا؟؟؟....
الكلام المتقدم فيه بعض الإجابة وحتى نعرف الإجابة التامة الكاملة لهذا السؤال الهام... تعالى نتعلم مسألة هامة وهى:
ما فائدة ورود وذكر أشراط الساعة وأمور آخر الزمان فى الكتاب والسنة؟؟:
أمور الفتن وما يكون بين يدى الساعة وما هو فى آخر الزمان مما أخبر به الله ورسوله - وخاصة ما جاء منهاعلى لسان الصادق المصدوق - منها ما يكون إمارات للساعة:
قال ابن حجر فى الفتح : قال الطيبي : الآيات إمارات للساعة إما على قربها وإما على حصولها فمن الأول الدجال ونزول عيسى ويأجوج ومأجوج والخسف ومن الثاني الدخان وطلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة والنار التي تحشر الناس.
وبالجملة فإن كل ما أخبر به النبي فى هذا الباب من المذكورات التى أخبر صلى الله عليه وسلم بأنها ستقع بعده أو قبل أن تقوم الساعة ، على أقسام :
الأول: ما وقع على وفق ما قال , وهذا قد تقدم معظمه في علامات النبوة , وقد استوفى البيهقي في " الدلائل " ما ورد من ذلك بالأسانيد المقبولة ، ومنه اقتتال الفئتين العظيمتين , وظهور الفتن , وكثرة الهرج , وتطاول الناس في البنيان , وتمنى بعض الناس الموت , وقتال الترك.(ولعلهم أهل الصين). وتمنى رؤيته صلى الله عليه وسلم , ومما ورد منه حديث المقبري عن أبي هريرة أيضا « لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها » ...وغير هذا كثير مما يعد من دلائل النبوة وقد جاءت به النصوص الصحيحة.
والثاني: ما وقعت مباديه ولم يستحكم , ومن هذا النمط تقارب الزمان وكثرة الزلازل وخروج الدجالين الكذابين , ومنها حديث ابن مسعود « لا تقوم الساعة حتى لا يقسم ميراث ولا يفرح بغنيمة » أخرجه مسلم , وحديث حذيفة بن أسيد أن قبل الساعة يقع عشر آيات فذكر منها « وثلاثة خسوف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب » أخرجه مسلم , وحديث ابن مسعود « لا تقوم الساعة حتى يسود كل قبيلة منافقوها » أخرجه الطبراني , وقد تقدم حديث أبي هريرة « إذا وُسّد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة »
والثالث: ما لم يقع منه شيء ولكنه سيقع (إن شاء الله) ، ومن هذا النمط طلوع الشمس من مغربها ؛ وحديث « لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر » الحديث أخرجه مسلم , وحديث أنس « أن أمام الدجال سنون خداعات يكذب فيها الصادق ويصدق فيها الكاذب ويخون فيها الأمين ويؤتمن فيها الخائن ويتكلم فيها الرويبضة » ، وحديث سمُرة « لا تقوم الساعة حتى تروا أمورا عظاما لم تحدثوا بها أنفسكم » ، وحديث أبي هريرة « لا تفنى هذه الأمة حتى يقوم الرجل إلى المرأة فيفترشها في الطريق فيكون خيارهم يومئذ من يقول لو واريناها وراء هذا الحائط » ، وحديث حذيفة بن اليمان عند ابن ماجه « يدرس الإسلام كما يدرس وشى الثوب حتى لا يدري ما صيام ولا صلاة ولا نسك ولا صدقة , ويبقى طوائف من الناس الشيخ الكبير والعجوز الكبيرة ويقولون أدركنا آباءنا على هذه الكلمة لا إله إلا الله فنحن نقولها » وحديث أنس « لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض لا إله إلا الله » أخرجه أحمد بسند قوي , وهو عند مسلم بلفظ « الله الله » وله من حديث ابن مسعود « لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس » , وحديث أبي هريرة « لا تقوم الساعة حتى يرجع ناس من أمتي إلى الأوثان يعبدونها من دون الله » , ولمسلم وأحمد من حديث ثوبان « ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين , وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان » ولمسلم أيضا عن عائشة « لا تذهب الأيام والليالي حتى تعبد اللات والعزى من دون الله » الحديث وفيه « ثم يبعث الله ريحا طيبة فيتوفى بها كل مؤمن في قلبه مثقال حبة من إيمان فيبقى من لا خير فيه فيرجعون إلى دين آبائهم » .......وغير هذا كثير.
قال البيهقي وغيره : الأشراط منها صغار وقد مضى أكثرها ومنها كبار ستأتي... قال ابن حجر: وهي التي تضمنها حديث حذيفة بن أسيد عند مسلم وهي الدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها كالحامل المتم ونزول عيسى بن مريم وخروج يأجوج ومأجوج والريح التي تهب بعد موت عيسى فتقبض أرواح المؤمنين ..
وقد استشكلوا على ذلك حديث « لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى يأتي أمر الله » فإن ظاهر الأول أنه لا يبقى أحد من المؤمنين فضلا عن القائم بالحق , وظاهر الثاني البقاء , ويمكن أن يكون المراد بقوله « أمر الله » هبوب تلك الريح فيكون الظهور قبل هبوبها , فبهذا الجمع يزول الإشكال بتوفيق الله تعالى , فأما بعد هبوبها فلا يبقى إلا الشرار وليس فيهم مؤمن فعليهم تقوم الساعة
إذا فنحن نتعلم أمور الفتن وما يكون بين يدى الساعة لأمور منها:
1- تجديد الإيمان بالله ورسوله وذلك من اعتبارنا بدلائل النبوة...الدالة على ربوبية الله من جهة وصدق نبوة محمد
2- المسارعة إلى التوبة والإنابة إلى الله تعالى , حيث أن الموت والساعة لايأتيا إلا بغتة قال تعالى : { يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة ... } (187 الأعراف).
3- المبادرة بالإيمان والعمل الصالح لأنها ستكون فتن كقطع الليل المظلم ...كإمارة السفاء...وكثرة الشرط...والإستخفاف بالدم...وكثرة الهرج...وفشو الزنا والعياذ بالله تعالى.... وهى فتن تحتاج إلى الصبر والحلم والعلم والإعتصام بحبل الله المتين.
4- الإقامة والمصابرة على الإيمان والعلم والتعلم والعمل المرضى , والتزود بالتقوى مخافة الإنقلاب وحتى لانكون ممن يصبح مؤمنا ويمسى كافرا والعياذ بالله.
5- لئلا نركن إلى الدنيا وقد عاينا قرب الرحيل لنا أو للدنيا بقيام الساعة وذلك إذا عاينا أشراطها وعلاماتها.
6- لئلا نظن أن بقاء الدنيا أمامه دهرا ، وأنه بقى فى عمرها قرونا عدة لأن من علامات الساعة تقارب الزمان فلا مانع من وقوعها بعد زمن يسير تقع فيه العلامات كلها فى زمن يسير وإن كان كثير فهو متقارب.وعلم ذلك وعده عند ربى وحده..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخميس, 10 محرم, 1424هـ ,,,,,[13/03/2003م 05:09:25 ص ]....د/ السيد العربى.
المصدر: خاص بإذاعة طريق الإسلام
السيد العربي بن كمال
للشيخ العديد من الأنشطة الدعوية والدروس العلمية في مساجد القاهرة
- التصنيف: