بمناسبة أعياد الميلاد : الوعيد الشديد لمن هنأ أو شارك في أعياد عباد الصليب

منذ 2014-12-28

وقال الخلال في جامعه باب "في كراهة خروج المسلمين في أعياد المشركين": (وذكر عن مُهَنَّا قال: سألتُ أحمد عن شهود هذه الأعياد، مثل طور بابور وقيل دير هارون ودير أيوب وأشباهه، يشهده المسلمون؟ قال: إذا لم يدخلوا عليهم بيعهم، وإنما يشهدون السوق فلا بأس).

الأعياد من أخص ما تتميز به الشرائع، ومن أهم ما تعتد به الأمم والشعوب، ومن أظهر ما لها من الشعائر، فهي من جملة الشرع والمناهج والمناسك، قال - تعالى -: ( ولكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً)، ولهذا عندما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة وكان لأهلها يومان يلعبون فيهما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( إن الله قد أبدلكم بهما خيراً، يوم الأضحى ويوم الفطر))، وكان هذا أول شيء شرع في تغييره وتبديله، لأن هذا من صميم الشريعة

هذا فيما يتعلق بالأعياد السنوية، أما بالنسبة للعيد الأسبوعي للمسلمين - إذ ليس للمسلمين سوى هذه الأعياد الثلاثة - وهو الجمعة التي هدى الله لها الأمة المرحومة، وحرم منها الأمتين الغضبية والملعونة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في تقرير ذلك: (( نحن الآخِرون السابقون يوم القيامة، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم، فهذا يومهم الذي فرض الله عليهم، فاختلفوا فيه فهدانا الله له، فالناس لنا فيه تبع، اليهود غداً والنصارى بعد غدٍ)).

إذا كانت الأمة أجمعت، وهي لا تجتمع على ضلالة، واتفق أهل الحل والعقد فيها على أنه لا يجوز أن يُمَكَّن أهلُ الذمة من إظهار أعيادهم، وذلك لما شرطه عليهم عمر - رضي الله عنه -، فمن باب أولى وبالأحرى أنه لا يحل لمرء يؤمن بالله واليوم الآخر أن يشارك الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم في أعيادهم بأي صورة من الصور، مهما كان هدفه، نحو:

1. أن يهنئهم بأعيادهم.

 2. أو يدخل كنائسهم في أعيادهم.

 3. أو يشاركهم في احتفالاتهم ويشاهد مهرجاناتهم. 

4. أو يُهدي إليهم، أو يتقبل هداياهم. 

5. أو رضي ذلك ولم ينكره بقلبه، وهو أضعف الإيمان.

 لما يقتضيه ذلك من أمرين خطيرين هما:

أولاً: موالاة الكفار التي هي كفر بحكم الله: ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم)، (لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادُّون من حادَّ الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم..) الآية.

ثانياً: التشبه بهم، الذي هو صنو الموالاة، وهو كفر كذلك بحكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( ومن تشبه بقوم فهو منهم))، (( خالفوا المشركين)).

وأقل درجات هذا الفعل القبيح، والعمل المشين، والسلوك المهين، الحرمة التي قد تفضي إلى الكفر.

قال شيخ الإسلام مفتي الأنام: " ولا ريب أن الموافقة في هذا الأعياد قد تنتهي إلى الكفر في الجملة بشروط، وأما مبدؤها فأقل أحواله أن يكون معصية، وهذا أقبح من مشاركتهم في لبس الزنار ونحوه من علاماتهم، لأن تلك العلامات وضعية ليست في الدين، وإنما الغرض منها مجرد التمييز بين المسلم والكافر.

وأما العيد وتوابعه فإنه من الدين الملعون هو وأهله، فالموافقة فيه موافقة فيما يتميزون به من أسباب سخط الله وعقابه".

وقال أيضاً: " فإن الموافقة في جميع العيد موافقة في الكفر، والموافقة في بعض فروعه موافقة في بعض شعب الكفر".

ومما يدل على ذلك من كتاب الله، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وآثار الصحابة، والتابعين، وأئمة الدين، بجانب ما سبق ما يأتي:

( والذين لا يشهدون الزور)، فقد أوِّل الزور بأنه "الشعـانين" عيد من أعيـاد الكفار - كما قـال ابن سيرين، وقال الربيع بن أنس: "إنه أعياد المشركين.

وعن عمر - رضي الله عنه -: "إياكم ورطانة العجم، وأن تدخلوا على المشركين يوم عيدهم في كنائسهم".

وعن عمر - رضي الله عنه - قال: "اجتنبوا أعداء الله في أعيادهم".

عن ابن عمرو - رضي الله عنهما -: "من بنى ببلاد الأعاجم فصنع نيروزهم ومهرجانهم، وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حُشر معهم".

وعن علي - رضي الله عنه - أنه كره موافقتهم في اسم العيد الذي ينفردون به، فكيف بموافقتهم في العمل؟

قال ابن تيمية: " وقد نص أحمد على معنى ما جاء عن عمر وعلي من كراهة موافقتهم في اللغة والعيد".

وقال أبو الحسن الآمدي المعروف بابن البغدادي المتوفى 476ه في كتابه "عمدة الحاضر وكفاية المسافر": " فصل: لا يجوز شهادة أعياد النصارى واليهود، نص عليه أحمد في رواية مُهَنَّا، واحتج بقوله: (والذين لا يشهدون الزور").

وقال الخلال في جامعه باب "في كراهة خروج المسلمين في أعياد المشركين": (وذكر عن مُهَنَّا قال: سألتُ أحمد عن شهود هذه الأعياد، مثل طور بابور وقيل دير هارون ودير أيوب وأشباهه، يشهده المسلمون؟ قال: إذا لم يدخلوا عليهم بيعهم، وإنما يشهدون السوق فلا بأس).

والله أسأل أن يعصمنا وجميع إخواننا المسلمين من الزلل، وأن يثبتنا وإياهم على الحق ويعيننا عليه، وأن يحبب إلينا الإيمان ويزينه في قلوبنا، ويكرِّه إلينا وإليهم الكفر والفسوق والعصيان، ويجعلنا من الراشدين، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على محمد القائل: (( وجعل الذل والصغار على من خالف أمري))، ورضي الله عن عمر القائل:"لقد أعزنا الله بالإسلام، فمن أراد العزة في غيره أذله الله".


موقع الدين النصيحة