إحياء - (20) سُنَّة الاعتكاف

منذ 2015-01-02

الاعتكاف سُنَّة تعيد تصحيح تفكيرنا وأولوياتنا، بعدما تأثرت بالدنيا، ونعيد فيه ترتيب أوراقنا لنبدأ بداية جديدة بعد اعتكافنا في بيت الله عز وجل..

كثيرًا ما تؤثِّر الدنيا على طريقة تفكيرنا وأولوياتنا، فنغرق في مشاكلها وننسى الآخرة، ويحتاج المسلم ما بين الحين والآخر أن يعتزل هذه الدنيا بمعاملاتها المادية؛ ليقف مع نفسه وقفة يُعيد فيها ترتيب أوراقه..

وأفضل مكان لأداء هذه المهمَّة هو بيت الله –المسجد-، وأفضل أعمال تُعْمَل في هذا الوقت هي الصلاة والذكر وقراءة القرآن، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أن يفعل ذلك في العشر الأواخر من رمضان، فقد روى البخاري عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم «كَانَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ»، ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ".

ويبدأ هذا الاعتكاف قبيل غروب شمس يوم العشرين من رمضان -أي ليلة الحادي والعشرين منه- وينتهي الاعتكاف بعد ثبوت رؤية هلال شوال، ومن لم يقدر على الاعتكاف في الفترة كلها فليعتكف قدر ما يستطيع، ولْتَجْعَلْ همَّك أن تبدأ بداية جديدة مع الله بعد اعتكافك في بيته هذه الفترة.

ولا تنسَ شعارنا قول الله تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور:54].
 

راغب السرجاني

أستاذ جراحة المسالك البولية بكلية طب القصر العيني بمصر.

المقال السابق
(19) سُنَّة ختم القرآن تباعًا
المقال التالي
(21) سُنَّة تحرِّي ليلة القدر