وا شوقاه رسول الله
اشتقنا إلى أخلاقك العظيمة {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم:4]. لكن سلوانا في الصلاة والسلام عليك والاستنان بسنتك، واقتفاء أثرك والسير على خطاك، شعارنا "لبيك فهمًا شاملاً سيرًا على نهج الرسول"، حتى نلقاك على الحوض فنشرب من يدك الشريفة شربة لا نظمأ بعدها أبدًا.. (صلى الله عليك وسلم).
اشتقنا إليك رسول الله، صلاة وسلامًا عليك يا حبيب الله.
اشتقنا إليك يا من اشتقت إلينا فقلت: « »، قلنا: "يا رسول الله، ألسنا إخوانك؟ قال: « -ثم قال-: »" (مسلم).
اشتقنا إليك في كل وقت وحين، واشتقنا لإخوة المهاجرين والأنصار.
اشتقنا إليك والقريب من بني جلدتنا يقذفنا بسهام الغدر والخيانة، وقد قلت: « » (مسلم).
اشتقنا إليك ودماءنا تراق في سوريا وفلسطين والعراق، وبورما وكشمير وأفغانستان، وقد أخبرتنا: « »، فقال قائل: "ومن قلة نحن يومئذ؟" قال: « »، فقال قائل: "يا رسول الله وما الوهن؟"، قال: « » (صحيح).
اشتقنا إليك حين تعرضنا إلى نذرٍ يسير مما تعرضت إليه فاحتسبنا أجرنا على الله..
« » (مسلم).
اشتقنا إليك حين استشهد بعض إخواننا دفاعًا عن الحق الذي جئت به، وما علمنا معنى قول الصحب الكرام، اذكر مصابك برسول الله إلا حينما فقدنا أحبة عشنا معًا سفرًا وإقامة، وسجنًا واعتقالاً فكان الفراق أليمًا، فكنا نخفف عن أنفسنا باذكر مصابك في رسول الله..
اشتقنا إلى رؤياك يا نور العين وحبيب القلب.
اشتقنا إلى بسمتك الحانية فقد كنت بسام المحيى طليق الوجه طيب النفس وقلت: « » (الحاكم)، وقلت: « » (مسلم).
اشتقنا إليك في أفراحنا وأحزاننا، في سرنا وجهرنا، في جدنا وهزلنا، في صحونا ونومنا، في ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا..
اشتقنا إليك حكامًا ومحكومين، قادة وجنودًا، أفرادًا وجماعات، أغنياء وفقراء، مرضي وأصحاء..
اشتقنا إليك يا من هدى الله على يديك قلوبًا غلفًا، وأعينًا عميًا، وآذانًا صمًا..
اشتقنا إليك يا صاحب الشفاعة وحامل لواء الحمد، وأول من تنشق عنه الأرض، وأول داخل للجنة..
اشتقنا إليك يا من اشتاق الجزع حنينًا إليه، وسلم الشجر والحجر عليه، وانشق القمر له وسبح الحصى بين بيده، ونبع الماء بين أصابعه وانقاد الشجر إليه..
اشتقنا إلى صبرك وحلمك وأمانتك، إلى عبادتك وهمتك، إلى تحفيزك وأخذك بالأسباب واستفراغك الوسع، ودعوتك إلى ربك وبذلك وعطاءك، وجهدك وجهادك، وبثك الأمل وكثرة العمل، وتوظيف الطاقات وإعلاء الهمم..
اشتقنا إلى أخلاقك العظيمة {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم:4].
لكن سلوانا في الصلاة والسلام عليك والاستنان بسنتك، واقتفاء أثرك والسير على خطاك، شعارنا "لبيك فهمًا شاملاً سيرًا على نهج الرسول"، حتى نلقاك على الحوض فنشرب من يدك الشريفة شربة لا نظمأ بعدها أبدًا..
(صلى الله عليك وسلم).
ماهر إبراهيم جعوان
- التصنيف: