إحياء - (57) سُنَّة دعاء الكرب

منذ 2015-01-11

طبيعة الحياة أن نتقلَّب فيها بين مشكلات متتالية، فلنحفظ هذا الدعاء النبوي ولْنطمئن به قلوبَنا، ولْنُعلن به أننا بالله مؤمنون متوكلون راغبون..

طبيعة الحياة أن الإنسان يتقلَّب فيها بين مشكلات متتالية، وأنواع من الهمِّ متتابعة، وكلُّ ذلك يُوقعه في كرب شديد؛ قال تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} [البلد:4]، وقد يفزع الناس في حلِّ مشاكلهم إلى هذا أو ذاك؛ لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم عَلَّمنا في مثل هذه الظروف أن نفزع إلى الله عز وجل، فهو الذي بيده تفريج الكروب؛ قال تعالى: {قُلِ اللهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ} [الأنعام:64].

وقد روى البخاري عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ عِنْدَ الكَرْبِ: «لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ العَلِيمُ الحَلِيمُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الأَرْضِ رَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ».

ففي هذا الدعاء يُذَكِّرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله عز وجل هو المهيمن على كلِّ شيء، وهو ربُّ السموات والأرض، وهو الذي يعلم ويحْلُم ويتكرَّم، فلْنحفظ هذا الدعاء النبوي، ولْنُطَمْئِن به قلوبَـنا، ولْنُعلِن به لله عز وجل أننا به مؤمنون، وعليه متوكِّلون، وإليه راغبون.

ولا تَنْسَوْا شعارنا قول الله تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور:54].

راغب السرجاني

أستاذ جراحة المسالك البولية بكلية طب القصر العيني بمصر.

المقال السابق
(56) سُنَّة كتابة الوصية
المقال التالي
(58) سُنَّة التداوي بالعسل