إحياء - (85) سُنَّة الدعاء في السجود
الله قريب من عباده، وعلى العبد أن يسعى إلى الاقتراب أكثر من الله، وأخبرنا رسول الله أن العبد يكون أقرب وهو ساجد، وأمرنا بالدعاء في السجود..
الله قريبٌ من عباده، وهكذا أخبرنا ربُّ العزَّة سبحانه؛ قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة:186]، وقال: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [ق:16]، فهذه نعمة كبرى، ومِنَّة عظمى، ومع ذلك فعلى العبد أن يسعى دومًا إلى الاقتراب أكثر من الله تعالى..
وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حالة معينة يكون العبد فيها قريبًا جدًّا من الله عز وجل، وهي حالة السجود؛ فقد روى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «
».فهذا توجيه نبوي كريم بالإكثار من الدعاء في وضع السجود، وقَدَّم لهذا التوجيه بتوضيح السبب في كثرة الدعاء، وهو شدَّة القرب من الله تعالى؛ فهذا يعني أن الإجابة متوقَّعة؛ بل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صَرَّح بقرب الإجابة في حديث آخر..
فقد روى مسلم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: "كَشَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم السِّتَارَةَ وَالنَّاسُ صُفُوفٌ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: «
».ومعنى قَمِنٌ أن يُستجاب لكم أنه أحرى وأجدر أن تتحقَّق الإجابة، ومن هنا فعلينا أن نستغلَّ هذه اللحظات الفريدة في كثرة الدعاء، وأن نطلب من الله كلَّ ما نتمنَّاه من خيري الدنيا والآخرة، ولْنعلم أننا ندعو إلهًا كريمًا وعد بالإجابة حين قال: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر:60]، فتمسَّكوا بهذا الوعد.
ولا تنسوا شعارنا قول الله تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور:54].
راغب السرجاني
أستاذ جراحة المسالك البولية بكلية طب القصر العيني بمصر.
- التصنيف:
- المصدر: