إحياء - (213) سُنَّة التفاعل مع القرآن
القرآن رسالة من الله إلى عباده؛ وينبغي للمسلم أن يستوعب ذلك عند قراءته لهذه الرسالة؛ فكيف كان يتفاعل رسول الله مع ما يقرأ من القرآن؟
القرآن رسالة من الله إلى عباده؛ وينبغي للمسلم أن يستوعب ذلك عند قراءته لهذه الرسالة؛ قال تعالى: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} [النساء:82]؛ لهذا كان من سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتفاعل مع ما يقرأ من القرآن، وما أروع أن نُتابع وصف حذيفة رضي الله عنه لصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقد روى مسلم عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه، قَالَ: "صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، « »، فَقُلْتُ: يَرْكَعُ عِنْدَ الْمِائَةِ. « »، فَقُلْتُ: يُصَلِّي بِهَا فِي رَكْعَةٍ. « »، فَقُلْتُ: يَرْكَعُ بِهَا. « »، فَقَرَأَهَا، « »، فَقَرَأَهَا، « »". وهذا هو المقصود من سُنَّة التفاعل مع القرآن.
وروى أبو داود -وقال الألباني: صحيح- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا قَرَأَ: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى، قَالَ: « »"، وروى أبو داود -وقال الألباني: صحيح- عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ رحمه الله، قَالَ: "كَانَ رَجُلٌ يُصَلِّي فَوْقَ بَيْتِهِ، وَكَانَ إِذَا قَرَأَ: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} [القيامة:40]، قَالَ: سُبْحَانَكَ. فَبَكَى، فَسَأَلُوهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم".
وروى الترمذي -وقال الألباني: حسن- عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: "خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى أَصْحَابِهِ، «فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [الرحمن:13] »".
» فَسَكَتُوا، فَقَالَ: « {فهكذا ينبغي أن يكون تفاعلنا مع القرآن.
ولا تنسوا شعارنا قول الله تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور:54].
راغب السرجاني
أستاذ جراحة المسالك البولية بكلية طب القصر العيني بمصر.
- التصنيف:
- المصدر: