الانبهار بالغرب وفساد التصور
الحق يقال: أن الغربيين إنما أخذوا شيئًا من السلوك التي دعا إليها الإسلام في الجانب الأخلاقي، وتركوا الجانب الاعتقادي، والمسلمون أخذوا بجانب الاعتقاد تاركين شيئًا من الجانب الأخلاقي فمن هنا أتى الخلل.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول، الله صلى الله عليه وسلم وبعد.
فرحم الله علماءنا لما منعوا هجرة الشباب إلي بلاد الغرب الكافر إلا بضوابطه، لما في ذلك من المفاسد التي لا تخفى على عاقل فضلاً عن كونه متدينًا..
فقد يسافر الشاب إلي بلد من هذه البلاد فيرى أمامه من مظاهر التقدم والحضارة والمدنية ما يأخذ بلبه وفؤاده، كاتساع الطرق وحركة المرور، ونظافة الشوارع والمؤسسات، وتسهيل الخدمات، إلي جانب السلوك الأخلاقي والإنساني الذي يجده من الأفراد والمؤسسات، كالصدق والوفاء وحسن التعامل، وغير ذلك..
فيرجع الشاب وقد عقد في خلده مقارنة سريعة بين تقدم الغربيين الكفار، وتحضرهم وترقيهم في شتى العلوم المختلفة، وبين تخلف المسلمين وتأخرهم وانحطاطهم، فيرسخ في ذهنه فكرًا مختلاً وتصورًا فاسدًا نتيجته فقدان الثقة في قدرة الإسلام على تحقيق التقدم والنهضة، ووفرة ذلك وتكامله في الغرب الكافر الذي انبهر به.
وهذا في الحقيقة ظلم لدين الإسلام، لأن الإسلام ليس سببًا في تخلف المسلمين كما أن الكفر ليس سببًا في تقدم الغرب، بل الجهة منفكة تمامًا بين هذا وذاك، فالغربيون تقدموا لأنهم اجتهدوا وسعوا، بينما تأخر المسلمون لأنهم تكاسلوا وعجزوا.
ومن ناحية أخري يتأمل الشاب في الجانب الأخلاقي الذي يفتقده في كثير من بني قومه، ممن يدينون بدين الإسلام، ينظر ويتأمل في ذلك كله فيحكم على المسلمين حكمًا جائرًا بأفضلية الغرب عليهم، وهذا كله ناتج من فساد التصور.
والحق يقال:
أن الغربيين إنما أخذوا شيئًا من السلوك التي دعا إليها الإسلام في الجانب الأخلاقي، وتركوا الجانب الاعتقادي، والمسلمون أخذوا بجانب الاعتقاد تاركين شيئًا من الجانب الأخلاقي فمن هنا أتى الخلل.
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم.
أحمد رشيد
داعية و إمام بوزارة الأوقاف المصرية
- التصنيف: