حق المرأة المسلمة على أختها المسلمة
من الحقوق الواجبة على المرأة: حق أختها المسلمة عليها في أي مكان، وهذا من مسئولية المرأة المسلمة في هذا الزمان وبالذات في هذا العصر، حيث فرضت وسائل الاتصال المتطورة التواصل بين أنحاء العالم، وأصبح لا بد أن يكون للمرأة المسلمة كلمة تقولها لأختها المسلمة أو توجيه أو دعوة أو معاملة في أي مكان كانت.
من الحقوق الواجبة على المرأة: حق أختها المسلمة عليها في أي مكان، وهذا من مسئولية المرأة المسلمة في هذا الزمان وبالذات في هذا العصر، حيث فرضت وسائل الاتصال المتطورة التواصل بين أنحاء العالم، وأصبح لا بد أن يكون للمرأة المسلمة كلمة تقولها لأختها المسلمة أو توجيه أو دعوة أو معاملة في أي مكان كانت.
فالواجب في هذا الشأن هو الدعوة إلى الله - تبارك وتعالى -، التي هي عمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومهمة الرسل والصالحين والدعاة؛ كما قال - عز وجل -: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ )[يوسف: 108]، فلا شك أن قوله: أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي يشمل الإناث كما يشمل الذكور، فلا بد أن تدعون إلى الله، وقد قامت أمهات المؤمنين بأروع النماذج في هذا.
المرأة والدعوة إلى الله:
هذه عائشة - رضي الله عنها - كم حفظت؟
وكم علَّمت؟
وكم رَبَّتْ؟
وكذلك سائر أمهات المؤمنين، وسائر نساء الصحابة - رضي الله عنهم - أجمعين مما لا يخفى عليكن ذلك، فالدعوة إلى الله هي عملك أيتها الأخت، وهي شأنك مع زميلاتك في المدرسة، ومع زميلاتك في العمل لو كنت تعملين، ومع قريباتك، ومع جاراتك، ومع كل من يمكن أن توصلي إليها الخير.
وأخواتكِ المسلمات في خارج هذه البلاد ينظرن إليك على أنك القدوة والنموذج الأمثل، والآن عندما ذهب بعض الإخوة الدعاة إلى الأخوات المسلمات المشردات في البوسنة والهرسك، ورأين الحجاب، فقلن: هذا هو اللباس الذي يلبسه النساء في بلاد الحرمين في بلاد الإسلام، فإذا قيل لهن: نعم، فإنهن يسارعن إلى ارتدائه ويلبسنه، ونقول: الحمد لله أنهن لم يرين ماذا تفعل السائحات المائلات المميلات اللاتي بمجرد أن يغادرن المطار أو يصلن المطار من هذه البلاد، يتحللن ويصبحن كأنهن إفرنجيات نصرانيات - نسأل الله العافية والسلامة! - فالأخوات هناك يعتبرنكن قدوة ومثلاً ونموذجاً، وهكذا خلقنا الله وقدَّر لنا أن نكون في هذه البلاد، في موقع القيادة، وفي موقع القدوة، وفي موقع الأسوة.
أهمية القدوة في واقع النساء:
لا شك أن القدوة هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأن الاقتداء من بعده إنما هو بالصحابة وبنسائهم، لكن الناس يريدون قدوة حية، ولا بد أن يظل في الأمة من هو قدوة حي يراه الناس، ويستفيدون ويفيدون ويتعلمون منه مما يرون، غير ما يقرءون في الكتب، أما أن يفقد الناس وتفقد الأمة هذه القدوة، فلا شك أن هذه خسارة عظيمة، وأحب أن أذكِّر الأخوات -بهذه المناسبة- أن أخواتكن العائدات إلى الله - تعالى - قد كثُرن والحمد لله، ويردن منكن مزيداً من التمسك ومزيداً من إثبات النموذج الإسلامي الفاضل.
هناك أخوات مسلمات طاهرات عفيفات في مصر والشام والعراق، وتركيا..حتى في الفلبين، بل حتى في أمريكا.
والحمد لله، فإن الحجاب والاستقامة والتمسك يتزايد بنسبة متسارعة عالية في كل مكان، هذا أمر رأيناه وسمعناه، وشهد به الشهود وتواتر، فهؤلاء الأخوات ينظرن إليكن بعين الاعتبار بسبب العلم الشرعي الخالص النقي عندكن، وأن أعمالكن خالية من البدع، وأن مظهركن يجب أن يكون خالياً من التشبه بالكافرات، وأن مدارسكن يجب أن تكون على النموذج الإسلامي الأمثل وهكذا.. ويعتقدن أن المناهج التعليمية اللاتي تقمن بتدريسها هي أرقى ما يمكن أن يوجد من مناهج، ولو علمنَ بهذا المركز -وقد يعلمن به- لتمنت كل واحدة منهن أن تأتي إليه، وأن تتلقى فيه هذا الخير، ما دام مفتوحاً، هذه حقائق واضحة، وأنا ألمسها من خلال ما يرد إليَّ من رسائل أو مكالمات من هؤلاء الأخوات من خارج هذه البلاد -والحمد لله على ذلك- ونسأل الله سبحانه وتعالى - أن يكون هذا الظن واقعاً وحقيقة فينا، وأن يبارك جهودنا جميعاً، وأن يوفقنا لما يحب ويرضى.
سفر بن عبد الرحمن الحوالي
رئيس قسم العقيدة بجامعة أم القرى سابقا
- التصنيف:
- المصدر: