لا تصالح

منذ 2015-02-18

في كل حين طريق الدعاة إلى الله رب العالمين والرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إن الله إذا أحبّ قوما ابتلاهم وأن المرء يبتلى على قدر دينه وما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وماعليه خطيئة) طريق ناح فيه نوح وذبح فيه يحيى واغتيل ذكريا وخرج فيه عمر مضرجا بدمه في المحراب وطعن فيه عثمان وشجّ فيه علي وجلدت فيه ظهور الأئمة.

الحمد لله رب العالمين الحمد لله الذي لايحمد على مكروه سواه الحمد لله الذي جعل الشهادة طريق السعادة لعباده المؤمنين وطريق الشقاء والعذاب للكافرين الغاصبين قال الله تعالى ( ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بماآتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألاّ خوف عليهم ولاهم يحزنون . يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لايضيع أجر المؤمنين ) وفي حديث أبي داود والحاكم والإمام أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمّا أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل من ذهب في ظل العرش فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم وحسن مقيلهم قالوا ياليت إخواننا يعلمون ماصنع الله لنا لئلا يزهدوا في الجهاد ولاينكلوا عن الحرب فقال الله أنا أبلغهم عنكم فأنزل الله عزوجل هذه الآية أملي أن يرضى الله عني. نحن مشاريع شهادة.نحن طلاّب شهادة .نحن لا ننظر إلى هذه الدنيا الفانية .نحن ننظر للحياة الأبدية الباقية .كانت هذه آخر كلمات الشهيد السعيد الشيخ أحمد ياسين رضي الله عنه وارضاه .وهذه الكلمات باختصار توضّح لنا المنهج الذي عاش عليه ومن أجله ومات في سبيله القائد العظيم رحمه الله تعالى. كان فاقد الحركة ولكنه أسسس حركة أرقت مضاجع أعداء الله وأعداء المسلمين، وكان رجلا بأمة وأمة برجل. لقد اختار الطريق الصعب ..طريقا كله كفاح ..بدايته التهجير والحصار . ومنتصفه السجن والتنكيل ونهايته قاذفات الموت .وصواريخ الغدر .وهذه محمدة لا ينالها إلا الخاصة وهي للأوفياء فقط..لكن هذا هو طريق الصالحين طريق الأنبياء والمرسلين طريق اهل الحق في كل حين طريق الدعاة إلى الله رب العالمين والرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول((إن الله إذا أحبّ قوما ابتلاهم وأن المرء يبتلى على قدر دينه وما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وماعليه خطيئة )) طريق ناح فيه نوح وذبح فيه يحيى واغتيل ذكريا وخرج فيه عمر مضرجا بدمه في المحراب وطعن فيه عثمان وشجّ فيه علي وجلدت فيه ظهور الأئمة.

من يؤثر الحقّ يبذل فيه طاقته ومن يكن همّه أقصى العلا يصل
لاشيء يقعد آمال النفوس إذا خلت من الضعف واستعصت على الكسل
هذا مجالك فاركض غير متّئد وإن رأيت المنايا جوّلا فجل

وقد روى مسلم من حديث صهيب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قصةَ الغلام الذي كان في نجران ودعوتَه إلى الله، وأنه قال للملك: اجمعْ الناس في صعيدٍ واحد، وخذْ سهماً من كنانتي وارمني به، وقل: بسم الله ربِّ الغلام، فإنك إن فعلتَ ذلك قتلتَني، ففعل ذلك الملكُ فقتله، فقال الناس: آمنَّا بربِّ الغلام مات الداعية ليعيش المبدأ مات الداعية ليحيا الإيمان في نفوس الناس وكذلك الدعاة إلى الله يموتون ليحيا الحق إنهم كالشموع يحترقون لينيروا الطريق للسالكين يقول الدكتور الشيخ عبد الله عزام "إن كلماتنا ستبقى ميتة أعراسا من الشموع لاحراك فيها هامدة فإذا متنا من أجلها انتفضت حية وعاشت بين الأحياء كل كلمة عاشت كانت قد اقتاتت قلب إنسان حي فعاشت بين الأحياء والأحياء لايتبنون الأموات" قتل الشيخ وهوخارج من بيت الله عزوجل بعد ان امضى معظم الليل معتكفا في المسجد يصلي ويتهجّد ويسبّح ويقرا القرآن وكانه يستعد للقاء الحبيب بعد قليل ثم تسحّر ونوى الصيام وصلى الفجر في جماعة فهو في ذمّة الله ثم خرج ليلقى الكرامة في أعلى علّيّين ان شاء الله ولسان حاله يقول

واليوم من عمر اسود الأجم    بالف عام من حياة الغنم
عش ساعة في لجج البحار    ومت شهيد الحق في التيّار
الموت في الوغى وفي الميدان        ولا حياة الذلّ والهوان

فلله درّك ياشيخ فلسطين ولله درّ النفوس الأبيّة

له همة لو أن للشمس عشرها لما غربت حتى يجيء لها الغرب
فيوما مع الذكر الحكيم بمسجد ويوما نديم للقنا والوغى حرب
وثََّقْتَ باللهِ اتصالكَ حينما صلََّيْتَ فجرك تطلب الغفرانا
وتَلَوْتَ آياتِ الكتاب مرتِّلاً متأمِّلاً تتدبَّر القرآنا 
وخرجتَ يَتْبَعُكَ الأحبَّة، ما دروا أنَّ الفراقَ من الأحبةِ حانا 
كرسيُّكَ المتحرِّك اختصر المدى وطوى بك الآفاقَ والأزمانا 
علَّمتَه معنى الإباءِ، فلم يكن مِثل الكراسي الراجفاتِ هَوانا
أشلاءُ كرسيِّ البطولةِ شاهدٌ عَدْلٌ يُدين الغادرَ الخوَّانا

أيها الإخوة المؤمنون:إن مقتل الشيخ ياسين لايجبره إلاالدمّ دم مئات الآلاف من اليهود الخائنين ولمثله ورب الكعبة ..تثور الثائرات ولأجله والذي جعل رزق محمد تحت رمحه ..تقرع طبول الحرب ..وتتطاير الرؤوس .. والذي لا يزال يريد سلاماً أو يبحث عنه فعلى المجاهدين أن يعبروا فوق جثّته إلى ساحة النصر المحتوم . ونقول لإخواننا في فلسطين.. الدم الدم..والهدم الهدم قوموا فموتوا على مامات عليه شيخكم وقائدكم.دونكم قاداتهم .أحبارهم ..رهبانهم ..كل من يسعى لهم وفي خدمتهم..مزقوا أجسادهم اضربوا بيد من حديد.. فكل دماء اليهود مهدرة.. واقتلوهم حيث ثقفتموهم.وياجندي فلسطين لاتلتفت إلى المخذّلين لاتلتفت إلى المساومين وليكن شعارك دائما ((لاتصالح .لاتصالح لاتصالح)) سمّ الله وانحر سمّ الله واقتل سمّ الله وفجّر فقد قتل قبلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ألفا من اليهود الغادرين يوم بني قريظة ذبحهم أصحاب محمد ذبح الشياه الفاسدة وسط عويل نساءهم وفحيح عقاربهم

إن أطبقت سدف الظلام وعضنا ناب أكول
وديارنا طفحت دما ومضى بها الباغي يصول
ومن الميادين اختفت لُمع الأسنة والخيول
وعلت على الأنات أنغام المعازف والطبول
هبت عواصفنا تدك صروحه وله تقول
لن نوقف الغارات حتى عن مرابعنا تزول

(ياأيها الذين ءامنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل) وعليكم أن تعلموا أنّ الابتلاء سنة ماضيةمن سنن الله تعالى يبتلينا ويمحصنا ليتخذ منا شهداء، كما قال تعالى (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين ءامنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب) وعليكم الثقة بنصر الله قال تعالى(قال الذين يظنون أنهم ملاقو الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين) ونذكر من يقف في صف اليهود والصليبيين خوفا منهم ونسيانا لله تعالى بأنهم سيندمون، عندما يفتح الله على المجاهدين في سبيله بالنصرالمبين (فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين) وأذكرعلماء الإسلام في أنحاء الأرض أن يبينوا للمسلمين الحق في مناصرة المسلمين للكافرين على إخوانهم المسلمين، فقد كلفهم الله البيان، وأوعد من كتم هذا البيان، أو لبّس الحق بالباطل، بالطرد من رحمته، وبأليم عقابه (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم) وأنتم أيها المجاهدون في سبيل الله في كل اطراف الأرض دونكم الشيطان الأكبر أم الإرهاب في العالم إنها " أمريكا".الصنم الذي لابد أن يتكسر ....نعم حين تضعف أمريكا ..ستضعف أشياء كثيره .وسيزول الإرهاب ..والظلم ..و سيجوع العملاء..سيتحوّل الخونة إلى جراء مهملة إلى ايتام لأنه مات الكلب وسيشردون في الأرض أيها الإخوة: عليناأولا:أن نبقى متيقنين أن النصر قادم وأن الرفعة لهذه الأمة وان التمكين لهذا الدين وأن الغلبة للمؤمنين قال تعالى (ولاتهنوا ولاتحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين) ثانيًا:عليكم بالدعاء لإخوانكم وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال ((وهل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم, بدعائهم)) ((الدعاء سلاح المؤمن)) (أمن يجيب المضطر إذا دعاه) والآيات والأحاديث في فضله وأهميته كثيرة فندعو لإخواننا المسلمين, وندعو على عدونا, وندعو لدين الله بالتمكين.ثالثًا: المال, إدعموا إخوانكم بالمال أرسل ثمن قذيفة إلي إخوانك في فلسطين لعل قذيفتك يطلقها أسد لله ولرسوله في رأس يهودي غادر وهذا جهاد في سبيل الله قال تعالى (ويجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم ) والرسول صلى الله عليه وسلم يقول (من جهّز غازيا في سبيل الله فقد غزا ومن خلف غازيا في أهله بخير فقد غزا) رابعًا: أدرس تاريخ القدس واعرف القضية معرفة تفصيليّة واربطها بجذورها الإسلامية خامسًا: قاطع البضائع والسلع الواردة من تلك البلاد الداعمة لإسرائيل فلا يجوز لك ياأخي أن تشتري شيئا يذهب ريعه ثمنا لنار يحرق بها إخوانك سادسا: حدّث نفسك بالغزو ((من لم يغز أو يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق)) ((إن بالمدينة لأقوامًا ما سرتم مسيرًا أو قطعتم واديًا إلا شركوكم في الأجر, حبسهم العذر)). ونقول للظالمين نقول للذين قتلوا شعبنا ونهبوا مالنا وشتموا نبينا وداسوا مصحفناوقتلوا شرفاءنا نقول لهم إننا لا ننسى ثأرنا ولن ننسى ما فعلتموه بنا، نعاهدكم أننا لن ننسى يا من تبحثون بالمجهر عن الخلايا الإرهابية في البلاد التي قتلتم أهلها جوعا إن الإرهاب عندكم وفي بلادكم وهو أنتم ولا أحد سواكم وتأكدوا أنه لا يوجد مسلم على وجه الأرض يحبّكم وتأكدواأن المسلمين جميعا مع المجاهدين ومع المقاومين ومع الإستشهاديين وستظل العمليات الإستشهادية عمليات بطولية فدائية وسيظل من قام بها أعظم رجالات الأمة وسنتقرّب إلى الله بحبهم رغم أنوفكم ولكم بعد ذلك ان تفعلوا بنا ماشئتم لكم أن تقتلونا بصواريخ الكروز أو الإف ستة عشر او فلتنقلونا إلى غوانتنامو سيظل الإرهاب والإجرام راية لا يحملها إلا أنتم ياحثالة البشروالله لكم بالمرصاد وهو نعم المولى ونعم النصير.أما أنت ياشيخ فلسطين ياشيخ المجاهدين يارمز العزّة لهذه الأمة ياسوبر ستار العرب بكل فخر وبكل جدارة ستبقى حيا في قلوبنا .في ضمائرنا في حياتنا ستبقى كلماتك نحن طلاب شهادة نحن مشاريع شهادة ستبقى نبراسا لنا ماحيينا وسيبقى كرسيّك المكسٍرأشرف الكراسي وأكثرها شموخا

لَمْ تكنْ مُقْعَداً ولكنْ جَوَاداً *** يَتَهادَى أَمَامَ مِلْيارِ مُقْعدْ 
إِنَّما المُقْعَدونَ نَحْنُ الأُسَارَى *** في قُيودٍ منَ المَعاصي نُصَفَّدْ 
إِنَّما المُقْعَدُ الذي رَضِيَ الذُلَّ *** وخَافَ العِدَا وللأرضِ أَخْلَدْ 
رَاضِياً بالقُعودِ في الخَالِفينَ *** جَبَاناً في رَيبِهِ يَتَرَدَّدْ 
إِنَّما المُقْعَدُ الذي سَادَ قَوماً *** فَغَدا لِلْهَوانِ والذُلِّ مَعْهَدْ 
بِإِزاءِ العَدوِّ عَبْدٌ ذَليلٌ *** وعَلى قَومِهِ فَتىً يَتَوعَّدْ 
أَضْمَرَ الغَدْرَ والعَمَالةَ سِرّاً *** وأَمَامَ الجُموعِ أَرْغَى وأَزْبَدْ 
إِنَّمَا المُقْعَدُ الذي مَاتَ قَلْباً *** مَاتَ فيهِ ضَمِيرُهُ وتَبَلَّدْ 
إِنَّما الُمقْعَدُ الذي ضَيَّعَ الدِّينَ *** وفي مَسْلَكِ الغِوَايَةِ يَجْهَدْ
لَمْ تَمُتْ بَلْ خَرَجْتَ للعَالَمِ الرَّحْبِ *** فَلَيتِي بِمِثْلِ مَوتِكَ أُسْعَدْ 
نَمْ قَرِيرَ الجُفًُونِ في نَاظِرَينَا *** قَدْ فَرَشْنَا جُفُونَنَا لَكَ مَرْقَدْ

 

الشيخ محمود نبيه الدالاتي - حمص/ سوريا