لنعيد النظر إلى عماد الأمة

منذ 2015-02-19

إنك لتذهل حينما ترى شباب في مقتبل العمر ينظر إليهم المجتمع بنظرة سلبية والأعجب من ذلك لما تعلم أن من هؤلاء قد وضع رجله على اعتاب التخرج من المراحل العلمية لينطلق إلى خدمة المجتمع فمن خلال عملي في الإصلاحية كمرشد ديني بسجون منطقة الرياض وقلة خبرتي بها إلا أني قد اكتشفت من واقع النزلاء الشيء الكثير فهم حقاً أرض خصبة زهد فيها المجتمع بسبب عدم استغلال أوقات فراغهم التي كانت السبب الرئيس لسوكهم الطرق المنحرفة والسلوكيات الخاطئة التي أوصلتهم إلى هذه الأماكن.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

إنك لتذهل حينما ترى شباب في مقتبل العمر ينظر إليهم المجتمع بنظرة سلبية والأعجب من ذلك لما تعلم أن من هؤلاء قد وضع رجله على اعتاب التخرج من المراحل العلمية لينطلق إلى خدمة المجتمع فمن خلال عملي في الإصلاحية كمرشد ديني بسجون منطقة الرياض وقلة خبرتي بها إلا أني قد اكتشفت من واقع النزلاء الشيء الكثير فهم حقاً أرض خصبة زهد فيها المجتمع بسبب عدم استغلال أوقات فراغهم التي كانت السبب الرئيس لسوكهم الطرق المنحرفة والسلوكيات الخاطئة التي أوصلتهم إلى هذه الأماكن.

إن النزيل حينما نزل الإصلاحية لا يعني هذا نهاية الحياة والمستقبل لأن الناظر إليهم بنظرة المتفائل يجد أنها هي البداية الحقيقة للمستقبل، والنزيل نفسه يجد هذا من أول سابقة له فبعد القبض عليه يحس بالندم على ما جرى منه فيكون حينئذ أرض خصبة لاستيعاب التوجيهات التي تدله الطريق إلى المستقبل من رموز وأعيان المجتمع علماء، وطلاب علم، وأساتذة التعليم - العام والعالي - وأفرادا المؤسسات الاجتماعية.

فمن واقع تجارب كثير من المؤسسات الإصلاحية ثبت هذا فكم من نادم أصبح اليوم أنموذجاً إيجابياً في المجتمع بعد أن كان العكس 
وكم منهم من أكمل مراحل التعليم بطرفيه العام والعالي خلال مدة نزوله وكم منهم من حفظ كتاب الله تعالى أو جزء منه وكم منهم من أتقن الحرف المهنية من خلال المؤسسات التقنية المتعاونة مع المديرية العامة للسجون.
لذا فإني من خلال هذا المنبر أدعوا إلى إعادة النظر إلى مخرجات الإصلاحية و التفاؤل بهم والعلم بأن مهما جرى منهم هم عماد المجتمع المتعطش إلى الرعاية والاهتمام من المؤسسات الحكومية والخاصة فالأمة بشبابها وفتياتها ولا غنى لها عنهم.
 
نواف بن توفيق العبيد