صور مشرقة من احتساب أبي السبطين علي بن أبي طالب رضي الله عنه

منذ 2015-02-22

لقد اختار الله - تبارك وتعالى - أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - لصحبة نبيه وإقامة دينه، فهم صفوة الخلق بعد النبيين، قال ابن عباس في قوله- تبارك وتعالى -: {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى} [النمل: 59]: "هم أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - اصطفاهم الله لنبيه، - رضي الله عنهم - ".

لقد اختار الله - تبارك وتعالى - أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - لصحبة نبيه وإقامة دينه، فهم صفوة الخلق بعد النبيين، قال ابن عباس في قوله- تبارك وتعالى -: {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى} [النمل: 59]: "هم أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - اصطفاهم الله لنبيه، - رضي الله عنهم - "[1].

ولقد كانوا - رضي الله عنهم - مقتفين آثار الحبيب محمد - صلى الله عليه وسلم -، لا تأخذهم في الله لومة لائم، فكانت حياتهم عامرة بالعبادة والدعوة والاحتساب، وفي هذه الصفحات سأعرض صوراً مضيئة لأحد هؤلاء الأعلام، ألا وهو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -.

احتسابه في العقيدة:

إن حياة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - عامرة الدعوة إلى توحيد الله - تعالى -وتعريف الناس معاني الإيمان، فلقد حرص - رضي الله عنه - على محو آثار الجاهيلية، قال علي - رضي الله عنه -: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جنازة، فقال: ((أيكم ينطلق إلى المدينة فلا يدع بها وثناً إلا كسره، ولا قبراً إلا سواه، ولا صورة إلا لطخها))، فقال رجل: أنا يا رسول الله، فانطلق فهاب أهل المدينة فرجع، فقال علي - رضي الله عنه -: أنا أنطلق يا رسول الله، قال فَانْطَلِقْ، فَانْطَلَقَ ثم رجع، فقال: يا رسول الله، لم أدع بها وثناً إلا كسرته، ولا قبراً إلا سويته، ولا صورة إلا لطختها....[2].

وعندما أصبح أميراً للمؤمنين أرسل أبا الهياج الأسدي وقال له: (ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ أن لا تدع تمثالا إلا طمسته ولا قبرا مشرفا إلا سويته)[3].

وفي هذا الحديث دليل على أن السنة أن القبر لا يرفع على الأرض رفعاً كثيراً، ولا يسنم، بل يرفع نحو شبر ويسطح، وفيه الأمر بتغيير صور ذوات الأرواح[4].

وذكر المؤرخون أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أرسله بسرية إلى الفلس - صنم لطئ - ليهدمه، وكان عدد السرية خمسين ومائة رجل من الأنصار على مائة بعير وخمسين فارساً، فهدموا الفلس وخربوه[5].

فالواجب على المحتسب أن يكون أسوته النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - والصحابة الكرام في الدعوة إلى توحيد الله - تعالى -ومحاربة كل ما يؤدي إلى الشرك، فهذا علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ألا يدع قبرا مشرفا إلا سواه ولا تمثالاً إلا طمسه.

وليتأمل المحتسب هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحسبة على تكسير الأصنام وطمس الصور، فقد كان - صلى الله عليه وسلم - في مكة ثلاثة عشر عاماً، ومع ذلك لم يأمر أصحابه بتكسير الأصنام، ويأمرهم بالأناة، ولما تمكن - صلى الله عليه وسلم - كسر الأصنام التي كانت حول الكعبة، وأرسل علي بن أبي طالب لتكسيرها.

وكان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - له احتسابه العظيم مع الفرق الضالة سواء أكانوا من الغالين فيه، أو من الخارجين عليه من الخوارج والشيعة.

فقد نقم عليه الخوارج قبول التحكيم الذين جرى بينه وبين معاوية - رضي الله عنه -، وقالوا: لا حكم إلا لله، فقال - رضي الله عنه -: نعم، لا حكم إلا لله، كلمة حق أريد بها باطل، وقالوا له: تب من خطيئتك وإن لم تدع تحكيم الرجال في كتاب الله - عز وجل - لنقاتلنك طالبين بذلك وجه الله! ثم كتبوا له كتاباً بعد ذلك يقولون له فيه: إنك لم تغضب لربك وإنما غضبت لنفسك فإن شهدت على نفسك بالكفر واستقبلت التوبة نظرنا فيما بيننا وبينك وإلا فقد نابذناك على سواء والسلام، ثم أخذوا بعد ذلك في قتل من وجدوه من الصحابة ممن لم يكفر علياً ومعاوية - رضي الله عنهما -، فتصدى لهم علي - رضي الله عنه - وقاتلهم قتالاً شديداً حتى فرق جمعهم وقضى على معظم قادتهم، وقد قتل علي - رضي الله عنه - على يد هؤلاء المارقين[6].

كما قتل - رضي الله عنه - الشيعة الذين شايعوه وقالوا بإمامته وخلافته نصاً ووصية، ثم غالى فيه بعضهم حتى زعم أنه هو الإله، ومنهم من قال هو خير من الأنبياء ومنهم من حمله الغلو على سب أبي بكر وعمر، وقد أمر علي - رضي الله عنه - بإحراق من غالى فيه، وقال قولته المشهورة:

إني إذا رأيت أمراً منكراً *** أججت ناراً ودعوت قنبرا

يريد قنبراً مولاه وهو الذي تولى طرحهم في النار، ونفي ابن سبأ إلى المدائن[7].

ومن هنا نستفيد بُعد الشيعة الإمامية من عقيدة آل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقد أنكر علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - عليهم، بل وقاتلهم، فلا نغتر بأكذوبة حب آل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - من قبل الشيعة.

احتسابه في العبادات:

من أظهر صور احتساب أمير المؤمنين علي - رضي الله عنه - في العبادات، احتسابه في شأن الصلاة، فقد كان - رضي الله عنه - شديد الاهتمام بها، فكان يأمر في الطريق منادياً ينادي بالصلاة فيقول: الصلاة الصلاة، وكان يوقظ بذلك الناس لصلاة الفجر، وخرج - رضي الله عنه - مرة يوقظ الناس لصلاة الفجر وهو يقول: أيها الناس الصلاة الصلاة، فاعترضه ابن ملجم فضربه بالسيف فأصاب جبهته إلى قرنه ووصل إلى دماغه"[8].

وفي هذا عظم أمر الصلاة وأنه ينبغي لكل على من ولاه الله- تبارك وتعالى - أمراً من أمور أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - أن يأمرهم بالصلاة في وقتها ويحتسب على كل متهاون في شأنها.

احتسابه في المعاملات:

من صور احتساب أبي الحسن - رضي الله عنهما - في مجال المعاملات ما رواه ابن سعد في طبقاته أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - كان يخرج ومعه درة يمشي بها في الأسواق، ويأمرهم بتقوى الله وحسن البيع، ويقول: أوفوا الكيل، ويقول: لا تنفخوا في اللحم[9].

وكان - رضي الله عنه - يأتي السوق فيسلم ثم يقول: يا معشر التجار: إياكم وكثرة الحلف في البيع، فإنه ينفق السلعة ويمحق البركة[10].

وذكر العلامة ابن كثير - رحمه الله - أن علياً - رضي الله عنه - كان ينصح تجار المواد الغذائية بإطعام المساكين ويقول لهم: أطعموا المساكين يرب كسبكم [11]، وأنه كان يخرج إلى السوق وحده؛ ليرشد الضال ويعين الضعيف، ويمر على الباعة والبقالين ويقرأ: (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)[القصص: 83]، ثم يقول: نزلت هذه الآية في أهل العدل والتواضع من الولاة وأهل القدرة من سائر الناس[12].

وأخرج الخلال بسنده عن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: كان علي أتى السوق فقال، يا أهل السوق، اتقوا الله إياكم والحلف فإن الحلف ينفق السلعة ويمحو البركة، وإن التاجر فاجر إلا من أخذ الحق وأعطى الحق، والسلام عليكم، ثم ينصرف، ثم يعود إليهم فيقول لهم مثل مقالته[13].

والمتأمل لهذه التوجيهات من علي - رضي الله عنه - يجد أنها تشتمل النصح بتقوى الله- تبارك وتعالى -وحسن البيع، والتحذير من الحلف في البيع، والوعظ بالقرآن، فإن من اتقى الله- تبارك وتعالى -أحسن معاملته للناس في النفع لهم، والبعد عن مخادعتهم وغشهم.

ومن صور احتسابه في الأسواق ما ذكره الحافظ ابن كثير عن أبي مطر وفيه: " قال: خرجت من المسجد فإذا رجل ينادي من خلفي: ارفع إزارك فإنه أبقى لثوبك وأتقى لك، وخذ من رأسك إن كنت مسلماً، فمشيت خلفه وهو مؤتزر بإزار ومرتد برداء ومعه الدرة كأنه أعرابي بدوي فقلت: من هذا؟ فقال لي رجل: أراك غريباً بهذا البلد، فقلت: أجل أنا رجل من أهل البصرة، فقال: هذا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين، حتى انتهى إلى دار بني أبي معيط وهو يسوق الابل، فقال: بيعوا ولا تحلفوا فإن اليمين تنفق السلعة وتمحق البركة، ثم أتى أصحاب التمر فإذا خادم تبكي فقال: ما يبكيك؟ فقالت: باعني هذا الرجل تمراً بدرهم فرده موالي فأبى أن يقبله، فقال له علي: خذ تمرك واعطها درهما فإنها ليس لها أمر، فدفعه، فقلت: أتدري من هذا؟ فقال: لا، فقلت: هذا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين، فصبت تمره وأعطاها درهما، ثم قال الرجل: أحب أن ترضى عني يا أمير المؤمنين، قال: ما أرضاني عنك إذا أوفيت الناس حقوقهم، ثم مر مجتازاً بأصحاب التمر فقال: يا أصحاب التمر اطعموا المساكين يرب كسبكم، ثم مر مجتازاً ومعه المسلمون حتى انتهى إلى أصحاب السمك فقال: لا يباع في سوقنا طافي... "[14].

ومن هنا نرى أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - لم يقتصر على الإشراف والتوجيه، بل تعدت ذلك إلى خدمة الناس في شؤونهم، كإرشاد الضال، وإعانة الضعيف، فمن كانت هذه حاله كانت كلماته وتوجيهاته أقرب للناس، وأبلغ في نفوس السامعين، ومن هنا نستفيد أن ينبغي على المحتسب منع الظلم في المعاملات، وإعادة الحق إلى أهله.

ومن صور احتسابه - رضي الله عنه - أنه أمر بتحريق الطعام المحتكر؛ تأديباً لكل محتكر وحتى لا يحصل الضرر بعامة الناس بالناس فقد أخرج ابن أبي شيبة عن الحكم قال: أخبر علي - رضي الله عنه - رجل احتكر طعاماً بمائة ألف فأمر به أن يحرق[15].

احتسابه على عماله:

لعل من أجلى صور احتساب أمير المؤمنين علي - رضي الله عنه - اهتمامه بأمر عماله، فقد ذكر العلامة ابن كثير - رحمه الله - بعض كتبه التي كان يرسلها إلى عماله في الأمصار، ومنها أنه كتب إلى بعض عماله فقال: "أما بعد فلا تطولن حجابك على رعيتك، فإن احتجاب الولاة عن الرعية شعبة الضيق، وقلة علم بالأمور، والاحتجاب يقطع عنهم علم ما احتجبوا دونه، فيضعف عندهم الكبير، ويعظم الصغير، ويقبح الحسن، ويحسن القبيح، ويشاب الحق بالباطل، وإنما الوالي بشر لا يعرف ما يواري عنه الناس به من الأمور، وليس على القوم سمات يعرف بها ضروب الصدق من الكذب، فتحصن من الإدخال في الحقوق بلين الحجاب، فإنما أنت أحد الرجلين، إما امرؤ شحت نفسك بالبذل في الحق ففيم احتجابك من حق واجب عليك أن تعطيه؟ وخلق كريم تسديه؟ وإما مبتلى بالمنع والشح فما أسرع زوال نعمتك، وما أسرع كف الناس عن مسألتك إذا يئسوا من ذلك، مع أن أكثر حاجات الناس إليك مالا مؤنة فيه عليك من شكاية مظلمة أو طلب إنصاف، فانتفع بما وصفت لك، واقتصر على حظك ورشدك إن شاء الله"[16].

وكتب إلى كعب بن مالك عامله على الكوفة يقول: "فاستخلف على عملك، واخرج في طائفة من أصحابك حتى تمر بأرض السود كورة فتسألهم عن عمالهم وتنظر في سيرتهم، حتى تمر بمن كان منهم فيها بين دجلة والفرات، ثم ارجع إلى الْبِهْقُبَاذات فتولى معونتها، واعمل بطاعة الله فيما ولاك منها، واعلم أن الدنيا فانية وأن الآخرة آتية، وأن عمل ابن آدم محفوظ عليه، وأنك مجزي بما أسلفت وقادم على ما قدمت من خير فاصنع خيراً تجد خيراً"[17].

احتسابه في الأخلاق والآداب:

كان يهتم بالموافق والنظافة العامة فقد روي عنه أنه كان يقطع الكنف[18] أو يأمر بقطعها حتى لا يتأذى منها الناس[19].

وقد رأى مرة رجلاً مسبلاً إزاره فقال له: ارفع إزارك فإنه أبقى لثوبك وأتقى لربك[20].

وأنكر - رضي الله عنه - على أناس لا يمنعون نساءهم من الخروج في الأسواق مزاحمات للكفار وغيرهم، فقد أخرج الإمام أحمد عن علي - رضي الله عنه - قال: (ألا تستحيون أو تغارون؟ فإنه بلغني أن نسائكم يخرجن في الأسواق يزاحمن العلوج)[21].

وكان - رضي الله عنه - يلاحق أهل الشر والفساد، فإذا ما ظفر بأحد منهم حبسه، فقد روى القاضي أبو يوسف عن عبد الملك بن عمير قال: كان علي - رضي الله عنه - إذا وجد في القبيلة أو القوم الرجل الداعر حبسه، فإذا كان له مال أنفق عليه من ماله، وإن لم يكن له مال أنفق عليه من بيت مال المسلمين، وقال: يحبس عنهم الشره وينفق عليه من بيت مالهم[22].

ومن صور محاربته للمنكرات ما رواه أبو عبيد القاسم القاسم بن سلام أن عليا بن أبي طالب - رضي الله عنه - نظر إلى زرارة فقال: ما هذه القرية؟ قالوا: قرية تدعى زرارة يلحم فيها، تباع فيها الخمر، فقام فمشى حتى أتاها فقال: علي بالنيران أضرموا فيها فإن الخبيث يأكل بعضه بعضاً، فاحترقت من غربيها حتى بلغت بستان خواستا بن جبرونا[23].

هذه جوانب مضيئة من احتساب أبي السبطين - رضي الله عنه - ذكرتها للمثال لا للحصر، فرضي الله عنه وأرضاه، فقد واجه الشدائد بصبر واحتساب.

والحمد الله رب العالمين

[1]: تفسير ابن كثير (6 / 201).

[2]: رواه أحمد في مسنده (1/87) برقم (657)وقال أحمد شاكر إسناده حسن.

[3]: رواه مسلم، كتاب الجنائز، باب جعل القطيفة في القبر (2 / 666)، برقم (969).

[4]: شرح النووي على مسلم (3 / 389، 390).

[5]: تاريخ الإسلام للذهبي ص (624).

[6]: انظر تفاصيل هذه الأحداث في صحيح مسلم، كتاب الزكاة، باب التحريض على قتل الخوارج، تاريخ الطبري (6/56)، أحداث سنة 38هـ، والكامل في التاريخ لابن الأثير (3/175)، وما بعدها أحداث سنة 38هـ.

[7]: انظر الفرق بين الفرق، للبغدادي: ص 233، والملل والنحل للشهرستاني (1/146)، الفصل في الملل (4 / 142).

[8]: تاريخ الخلفاء، للسيوطي (1/155).

[9]: الطبقات الكبرى، لابن سعد (3/28).

[10]: المصنف لابن أبي شيبة (7/21).

[11]: البداية والنهاية، (8/4).

[12]: البداية والنهاية (8/6).

[13]: السنة للخلال (2/352)، برقم (469)

[14]: البداية والنهاية (8/4- 5).

[15]: المصنف لابن أبي شيبة، كتاب البيوع والأقضية (6/103). برقم (433).

[16]: البداية والنهاية (8/9).

[17]: الخراج لأبي يوسف (ص 128).

[18]: كنف جمع كنيف أي مرحاضا لقضاء الحاجة وأصل الكنيف الساتر وقيل للمرحاض كنيف لأنه يستر قاضي الحاجة. أنظر المصباح المنير (2/542)

[19]: المصنف (7/354)

[20]: البداية لابن كثير (8/4)

[21]: رواه أحمد (1118)، وصححه الشيخ أحمد شاكر.

[22]: كتاب الخراج (150)

[23]: كتاب الأموال (97 - 98).


عبد الله علي العبدلي