أقوال ساداتنا المالكية؛ في الشيعة الإثنى عشرية

منذ 2015-03-04

وبعد هذه الجولة اليسيرة والرحلة القصيرة، في مؤلفات وأقوال ساداتنا المالكية رحمهم الله جميعًا، والتي تجتمع لتؤسس رؤية واضحة وموحدة ألا وهي التبرؤ التام من عقيدة الشيعة الروافض، والتحذير من دينهم، وبيان خروج هؤلاء القوم عن دين الإسلام وأنهم أهل أهواء وجهالات وضلالات، ليبقى السؤال المطروح، من رخص لهؤلاء الشيعة؟ وكيف؟ ولماذا تغافل المرخصون عن كل هذه الأقوال؟ وأين هو دور الوزارة الوصية؟

 إن ما أقدمت عليه محكمة تجارية مغربية، من ترخيص لشيعة الخط الرسالي، و منحهم الغطاء القانوني لممارسة شعائر دينهم والتبشير به في هذا البلد السني، المعروف بتفانيه في حبه لآل البيت الأطهار والصحابة الأخيار، ليُعد خطوة خطيرة في الاتجاه الخطأ، وتراجعًا جسيمًا في قوة ونفوذ علماء المغرب، وانتكاسة كبيرة في مدى الحفاظ على مقدسات هذا البلد وثوابته.

هذا البلد الذي ارتضى أهله دين الإسلام، ومنهج أهل السنة والجماعة، وتبنوا مدرسة الإمام مالك الفقهية، وتوسطوا واعتدلوا في جميع الاختيارات الباقية، واجتمعوا حول إمارة المؤمنين، المتمثلة في مبايعة ملوك الأسرة العلوية الشريفة، مما أسهم في حفظ أمن وأمان هذا البلد.

واليوم إذ يُرخص للشيعة بالخروج إلى العلن، فإنهم أُعطوا الضوء الأخضر لتنفيذ مخطط الدولة الصفوية، الرامي لنشر التشيع على حساب التسنن، والشعائر الدموية على حساب التصوف، والمذهب الجعفري على حساب المذهب المالكي، وولاية الفقيه على حساب إمارة المؤمنين.

ولم يعد خافيًا على أحد حال تلك الدول التي اجتاحها هذا المد الشيعي الصفوي، والتي أضحت تتخبط في شرك الحروب والمشاكل، وتتهددها الفتن والقلاقل، إلا على من رخص لهؤلاء الشيعة من مسؤولينا الأفاضل.

والذين يحتاجون مني إلى تذكيرين اثنين لا ثالث لهما:

أولهما: الاضطرابات التي شهدها المغرب، والتي كانت من ورائها حركات شيعية مدعومة من إيران، تهدد استقرار هذا البلد الطيب، والتي انبرى لها ولله الحمد والمنة الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله حيث استصدر فتوى تكفير الهالك الخميني، وسد كل الأبواب في وجه تلك الحملة الخبيثة التي أرادت المغرب في أمنه واستقراره، فقطع العلاقات مع إيران بشكل تام.

وثانيهما: لا يختلف اثنان حول مالكية المغاربة، والمكانة الشامخة التي تبوأها العلماء في هذا البلد، والتي تفرض عليهم مسؤولية بيان الحق والصدع به، ولقد كانوا بحق أهلها ومستحقيها، فقد عُلم أن علماء المالكية كانوا من أشد الناس وقوفًا في وجه الشيعة الروافض.

ومن هنا تجدر الإشارة إلى التذكير بأقوال علماء المالكية، أصحاب المذهب، في التحذير من دين الشيعة ومعتقداتهم، أجمعها وأنشرها بين المغاربة جميعًا، لتكون ذكرى وتذكيرًا لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد:

قال أشهب: سئل مالك عن الرافضة؟ فقال: "لا تكلمهم و ا تَرْوِ عنهم، فإنهم يكذبون" (منهاج السنة:60/1).

وقال رحمه الله: "شر الطوائف الروافض" (نفح الطيب:307/5).

وقال أيضًا: "أهل الأهواء كلهم كفار، وأسوأهم الروافض. قيل:النواصب؟ قال: هم الروافض، رفضوا الحق ونصبوا له العداوة والبغضاء" (نقله القاضي عياض في ترتيب المدارك:49/2).

وقال إمام دار الهجرة رحمة الله عليه عن سب الشيعة الروافض للصحابة: "إنما هؤلاء أقوام أرادوا القدح في النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يمكنهم ذلك، فقدحوا في أصحابه، حتى يقال: رجل سوء ولو كان رجلًا صالحًا لكان أصحابه صالحين" (الصارم المسلول:580).

قال القاضي عياض المالكي رحمه الله في كتابه (الشفا تعريف حقوق المصطفى): "وكذلك نقطع بتكفير غلاة الرافضة في قولهم: "إن الأئمة أفضل من الأنبياء".

يقول الإمام أبو بكر بن العربي المالكي المعافري في كتابه (العواصم من القواصم): "ما رضيت النصارى واليهود في أصحاب موسى وعيسى، ما رضيت الروافض في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، حين حكموا عليهم بأنهم قد اتفقوا على الكفر والباطل".

قال العلامة القرطبي المالكي في تفسيره الجامع لأحكام القرآن (161/8): "وأما الروافض فليس قولهم مما يشتغل به ولا يحكى مثله، لما فيه من الطعن على السلف والمخالفة لسبيل المؤمنين".

قال العلامة تقي الدين الهلالي عن الشيعة: "فهؤلاء القوم الضالون يهينون، ويبغضون من كرمهم الرسول وأحبهم، فالحمد لله الذي عافانا مما ابتلوا به" (سبيل الرشاد؛ج:2، ص:96).

وذكر ابن عذارى في البيان في المغرب (268/1): "كان بمدينة القيروان قوم يتسترون بمذهب الشيعة من شرار الأمة".

وقال الحافظ ابن كثير: "وقد ذهب طائفة من العلماء إلى تكفير من سب الصحابة؟ وهي رواية عن مالك بن أنس رحمه الله".

وروى الحافظ أبو القاسم الجوهري في (مسند الموطأ؛ ص:16): "عن هشام بن عمار، قال: سمعت مالك بن أنس، يقول: "من سب أبا بكر وعمر جلد ومن سب عائشة قتل"، فقيل له: "ولم يقتل في عائشة رضي الله عنها؟"، فقال: "لأن الله عز وجل يقول في عائشة: {يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [النور:17]، قال: "فمن رماها فقد خالف القرآن ومن خالف القرآن قتل".

وروى الخلال عن أبي بكر المروزي قال: سمعت أبا عبد الله يقول: قال مالك: "الذي يشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ليس له سهم أو قال: نصيب في الإسلام" (السنة: للخلال 493/1، وأخرجه ابن بطة في الابانة الصغرى ص162).

وقد ألف بعض علماء المالكية مصنفات في الرد الشيعة الروافض، كـ(كتاب الإمامة) لابن سحنون، وكتاب (الرد على الرافضة) لإبراهيم الزبيدي.

وبعد هذه الجولة اليسيرة والرحلة القصيرة، في مؤلفات وأقوال ساداتنا المالكية رحمهم الله جميعًا، والتي تجتمع لتؤسس رؤية واضحة وموحدة ألا وهي التبرؤ التام من عقيدة الشيعة الروافض، والتحذير من دينهم، وبيان خروج هؤلاء القوم عن دين الإسلام وأنهم أهل أهواء وجهالات وضلالات.

ليبقى السؤال المطروح، من رخص لهؤلاء الشيعة؟ وكيف؟ ولماذا تغافل المرخصون عن كل هذه الأقوال؟ وأين هو دور الوزارة الوصية؟

 

بقلم/ إبراهيم الصغير.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام