شبهات حول الإسلام - إسلامنا يهز العروش
الإسلام الذي ندعوا إليه هو الإسلام الذي يهز العروش، ويطيح من فوقها بجبابرتها، وينزلهم على حكمه أو ينفيهم من الأرض: {فأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}.
والإسلام الذي ندعو إليه ليس بطبيعة الحال ذلك الإسلام الذي يزاوله الحكام في الشرق الإسلامي، ويخالفون به كل شرائع الله، ويحكمون بدساتير أوربا مرة، وبنظرية الحق الإلهي مرة، ولا يعدلون بين الناس في هذا ولا ذاك.
الإسلام الذي ندعوا إليه هو الإسلام الذي يهز العروش، ويطيح من فوقها بجبابرتها، وينزلهم على حكمه أو ينفيهم من الأرض: {فأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}.
وحين يحكم هذا الإسلام - وهو لا بد حاكم بإذن الله وتأييده - فلن يكون جبار في أرض الإسلام، لأن الإسلام لا يقبل الجبابرة، ولا يسمح لأحد أن يحكم بأمره في الأرض. وإنما بأمر الله ورسوله. والله يأمر بالعدل والإحسان.
وحين يحكم هذا الإسلام، أي حين يتربى جيل من الشباب يؤمن به ويجاهد في سبيله، لن يكون للحاكم إلا تنفيذ شريعة الله، وإلا فلا طاعة له على الناس بصريح قول الخليفة الأول: " أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإن عصيت الله فلا طاعة لي عليكم ".
ولن يكون للحاكم حق في المال أو في التشريع زائد على حقوق أي فرد من أفراد الشعب، ولن يتولى ذلك الحاكم سلطانه إلا بانتخاب الناس له انتخاباً حراً طليقاً من كل قيد، إلا قيد الرشد والعدل والإحسان.
محمد قطب إبراهيم
عالم معروف ، له مؤلفات قيمة ومواقف مشرفة.
- التصنيف:
- المصدر: