شبهات حول الإسلام - إسلامنا فكرة اجتماعية ونظاماً اقتصادياً
الإسلام فكرة اجتماعية ونظاماً اقتصادياً قائما بذاته، قد تلتقي به عَرَضاً بعض مظاهر الرأسمالية أو الشيوعية، ولكنه على وجه التأكيد شيء آخر غير الرأسمالية والشيوعية، يجمع كل مزاياهما دون أن يقع في أخطائهما وانحرافاتهما.
ثالثاً: أن للإسلام فكرة اجتماعية ونظاماً اقتصادياً قائما بذاته، قد تلتقي به عَرَضاً بعض مظاهر الرأسمالية أو الشيوعية، ولكنه على وجه التأكيد شيء آخر غير الرأسمالية والشيوعية، يجمع كل مزاياهما دون أن يقع في أخطائهما وانحرافاتهما. نظام لا يبالغ في الفردية إلى الحد البغيض الذي يقوم في الغرب، والذي يعتبر الفرد هو الأساس، وهو الكائن المقدس الذي تصان حرياته، ولا يجوز للمجتمع أن يقف في سبيله.. فتنشأ هناك الرأسمالية القائمة على أساس حرية الفرد في استغلال الآخرين. ولا يبالغ في الاتجاه الجماعي الذي يقوم في شرق أوروبا، ويعتبر المجتمع هو الأساس، والفرد ذرة تائهة لا كيان له بمفرده، ولا وجود له إلا في داخل القطيع، فالمجتمع وحده هو صاحب الحرية وصاحب السلطان، وليس للفرد أن يحتج عليه أو يطالبه بحقوقه.. وهناك تنشأ الشيوعية القائمة على سلطان الدولة المطلق في تكييف حياة الأفراد. وإنما هو نظام وسط بين هذا وذاك، يعترف بالفرد ويعترف بالمجتمع، ويوازن بينهما. فيمنح الفرد قدراً من الحرية يحقق به كيانه ولا يطغى به على كيان الآخرين، ويمنح المجتمع - أو الدولة ممثلة المجتمع - سلطة واسعة في إعادة تنظيم العلاقات الاجتماعية والاقتصادية كلما خرجت عن توازنها المنشود. وكل ذلك على أساس الحب المتبادل بين الأفراد والطوائف، لا على أساس الحقد والصراع الطبقي الذي تقيم عليه الشيوعية فلسفتها النظرية وتطبيقاتها العملية.
محمد قطب إبراهيم
عالم معروف ، له مؤلفات قيمة ومواقف مشرفة.
- التصنيف:
- المصدر: