تعريف مؤجز بالعلمانية (2)

منذ 2015-04-06

رفع قيمة الأقزام والمنحرفين وذلك من خلال الدعاية المكثفة لهم وتسليط الضوء عليهم وإظهارهم بمظهر العلماء المفكرين، وأصحاب الخبرات الواسعة والقرائح المتفتقة ويهدفون من وراء ذلك إلى أن يكون كلام هؤلاء مقبولاً عند الناس.

صور العلمانية ___ لها صورتان :

الاولى : صورة متطرفة وهي: لا تكتفي بعزل الدين عن الدنيا فقط بل تحارب الدين جملة وتفصيلا فتنكر وجود الله وتحارب كافة اﻷديان وتكفر بالغيب والبعث. 

الثانية : صورة معتدلة وهي : تكتفي بعزل الدين عن الدنيا دون أن تنكر وجود الله أو تحارب الدين وتسمح بإقامة بعض الشعائر والعبادات  بشرط ( أن تقتصر على علاقة العبد بربه دون أن يكون للدين علاقة في شؤون الحياة اﻷخرى ! ).

موقف العلمانية من مجالات الحياة التالية :
١- الحكم : العلمانية ترى أن الحكم لا يكون بما أنزل الله _ جل و علا _  بل الحكم عندهم يكون بالقوانين الوضعية فقط وترفض الدين وترى نبذه وطرحه.

٢- الاقتصاد : العلمانية ترى أنه لا دخل للدين بالاقتصاد ولذلك تبيح الاحتكار والربا والمكوس وأكل أموال الناس بالباطل. 

٣- التعليم : العلمانية ترى أن التعليم ينبغي أن يخلو من العلوم الشرعية وتدعو إلى اختلاط الطلاب بالطالبات.

٤- اﻷدب : العلمانية تدعو إلى اﻷدب الماجن الرخيص الحقير وترفع من قيمة الشذاذ من الشعراء وغيرهم 
وتنادي بأنواع اﻷفكار اﻷدبية التي نشأت في الغرب كأدب اللامعقول وأدب الحداثة وغيرها. 

٥- اﻹعلام : العلمانية ترى أن اﻹعلام ينبغي أن يقوم على هدم كل فضيلة وعلى نشر كل رذيلة وألا يكون للدين نصيب منه.

ومن أصول العلمانية أن الحياة العامة في الدولة والمجتمع لا تحكم بأحكام الشريعة اﻹسلامية وإنما تحكم بأي نظام آخر من الشرائع التي يضعها الانسان لنفسه.

من الاتجاهات العلمانية في العالم العربي والإسلامي نذكر نماذج منها:

١- مصر
: دخلت العلمانية مصر مع حملة نابليون
و أشار إليها الجبرتي في تاريخه – الجزء المخصص للحملة الفرنسية على مصر وأحداثها – بعبارات تدور حول معنى العلمانية وإن ( لم تذكر اللفظة صراحة ! ) أما أول من استخدم هذا المصطلح العلمانية فهو نصراني يُدعى إلياس بقطر في معجم عربي فرنسي من تأليفه سنة 1827م. وأدخل الخديوي إسماعيل القانون الفرنسي سنة 1883م، وكان هذا الخديوي مفتوناً بالغرب، وكان أمله أن يجعل من مصر قطعة من أوروبا.

٢ - الهند: حتى سنة 1791م كانت الأحكام وفق الشريعة الإسلامية ثم بدأ التدرج من هذا التاريخ لإلغاء الشريعة بتدبير الإنجليز وانتهت تماماً في أواسط القرن التاسع عشر.

٣ - الجزائر: تم إلغاء الشريعة الإسلامية عقب الاحتلال الفرنسي سنة 1830م. 

٤-تونس : أدخل فيها القانون الفرنسي فيها سنة 1906م.

٥- المغرب : أدخل القانون الفرنسي فيها سنة 1913م. 

٦-العراق والشام: ألغيت الشريعة أيام إلغاء الخلافة العثمانية وتم تثبيت أقدام الإنجليز والفرنسيين فيهما.

٧-معظم أفريقيا: فيها حكومات نصرانية امتلكت السلطة بعد رحيل الاستعمار.

٨- أندونيسيا ومعظم بلاد جنوب شرقي آسيا : دول علمانية. 

٩-انتشار الأحزاب العلمانية والنزعات القومية: حزب البعث، الحزب القومي السوري، النزعة الفرعونية النزعة الطورانية القومية العربية. 

بعض الثمار الخبيثة للعلمانية في العالم الاسلامي :

١- رفض الحكم بما أنزل الله وإقصاء الشريعة عن كافة مجالات الحياة واستبدلها بالقوانين الوضعية. 

٢ - تحريف التاريخ اﻹسلامي وتزيفه وتصوير العصور الذهبية لحركة الفتوح اﻹسلامية على أنها عصور همجية تسودها الفوضى والمطامع الشخصية. 

٣- إفساد التعليم وجعله خادما لنشر الفكر العلماني.

٤- إذابة الفوارق بين حملة الرسالة الصحيحة وهم المسلمون وبين أهل التحريف والتبديل والالحاد وصهر الجميع في إطار واحد 

٥- نشر اﻹباحية والفوضى اﻷخلاقية.


وسائل تحقيق العلمانية في العالم الاسلامي ( نكتفي بذكر ست وسائل ) :

١-إغراء بعض ذوي النفوس الضعيفة، والإيمان المزعزع بمغريات الدنيا من المال والمناصب
( وهذا الدور قد يقوم به دخيل على العلماء وطلبة العلم وبيان ذلك ان يتلبس بالدين في الظاهر ويقوم بالطعن وهذا هو حال المنافقين وافعالهم واقوالهم لهم كاشفة).

٢- السيطرة على وسائل الإعلام ليبثوا سمومهم من خلالها.

٣- رفع قيمة الأقزام والمنحرفين وذلك من خلال الدعاية المكثفة لهم وتسليط الضوء عليهم وإظهارهم بمظهر العلماء المفكرين، وأصحاب الخبرات الواسعة والقرائح المتفتقة ويهدفون من وراء ذلك إلى أن يكون كلام هؤلاء مقبولاً عند الناس.

٤- لبس الحق بالباطل وذلك من خلال طَرْقِ العديد من الموضوعات باسم الإسلام كالاختلاط وكشف المرأة لوجهها وغيره.

٥- إنشاء المدارس والجامعات والمراكز الثقافية الأجنبية، والتي تكون في حقيقة الأمر خاضعة لإشراف الدول العلمانية أو من يمثلهم 

٦- الهجوم المستمر على الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، وتصويرهم بأبشع الصور ودعوى أن ذلك تدخل في شؤون الخاصة  

حكم اﻹسلام في العلمانية : 

جاء في فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء: تحت الفتوى رقم ( ١٨٣٩٦ )ما يلي :
ما يسمى بالعلمانية التي هي دعوة إلى فصل الدين عن الدولة،والاكتفاء من الدين بأمور العبادات، وترك ما سوى ذلك من المعـاملات وغيرها، والاعتراف بما يسمى بالحرية الدينية، فمن أراد أن يدين بالإسلام فعل، ومن أراد أن يرتد فيسلك غيره من المذاهب والنحل الباطلة فعل، فهذه وغيرها من معتقداتها الفاسدة
دعوة فاجرة كافرة يجب التحذير منها وكشف زيفها وبيان خطرها والحذر مما يلبسها به من فتنوا بها، فإن شرها عظيم وخطرها جسيم. نسأل الله العافية والسلامة منها وأهلها.وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.


المصادر و المراجع : 
١- موقع الرئاسة العامة للبحوث العلمية واﻹفتاء بالمملكة العربية السعودية 
٢- العلمانية نشأتها وتطورها وآثارها في الحياة اﻹسلامية المعاصرة لفضيلة الشيخ د. سفر الحوالي شفاه الله 
٣- الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة 
٤- العلمانية لفضيلة الشيخ د. محمد قطب رحمه الله
٥- العلمانية وثمارها الخبيثة 
٦- تحطيم الصنم العلماني لمؤلفها الشيخ د. محمد الشريف .
٧- رسائل في اﻷديان والفرق  لفضيلة الشيخ د. محمد الحمد 

سعيد آل بحران