ماهية خلاف الولايات المتحدة مع السيسي!
لا يمكن للسيسي ولا أولاد زايد التمرد على أمريكا التي هي النظام الدولي، ولكن النظام الدولي يسمح بنوع من المشاكسة، والمساومة، فهم يساومون أمريكا لتبني مذهبهم بالقضاء على التيار الإسلامي
الولايات المتحدة الأمريكية هي المتحكمة في أغلب حكام العالم وليس معنى هذا أنها تتحكم في العالم نفسه.
الولايات المتحدة الأمريكية لا تقبل بحكم أي شخص إسلامي لا إخوان ولا غير إخوان إلا إذا تحول إلى إسلام أمريكي.
ما تريده الولايات المتحدة الأمريكية لمصر وإخوان مصر بل وكل إسلامي مصر هو أن يتمتعوا بقدر من الحرية تحتويهم وتمنعهم من الانخراط في العمل المسلح وفي نفس الوقت لا تسمح لهم بتولي الحكم (منفردين)، ولا أن تصير حالة حريتهم سبيلًا يعظم قوتهم بما يفضي بهم إلى تسلم الحكم منفردين.
جوهر خلاف أمريكا وحلفائها (الأوروبيين) مع السيسي ومن على شاكلته في هذه الرؤية الأمريكية لسبل التعامل مع الحركات الإسلامية.
فالمشير عبد الفتاح السيسي يظن أنه قادر على إنهاء شيء اسمه تيار إسلامي، بينما أمريكا بدراساتها ومراكز أبحاثها وخبراتها عبر التاريخ الحديث ترى أن هذا التيار لا حل له غير الاحتواء لأنه لا يقضى عليه.
لا يمكن للسيسي ولا أولاد زايد التمرد على أمريكا التي هي النظام الدولي، ولكن النظام الدولي يسمح بنوع من المشاكسة، والمساومة، فهم يساومون أمريكا لتبني مذهبهم بالقضاء على التيار الإسلامي، والولايات المتحدة الأمريكية تتركهم يصطلون بنار الصراع وبالنسبة للسيسي نار الأزمة الاقتصادية كي يفييء إلى مذهبها في النهاية، وهو ما سيحدث إن عاجلًا أو آجلًا.
لكن ماذا سيفعل الإسلاميون إزاء هذا كله؟!
عبد المنعم منيب
صحفي و كاتب إسلامي مصري
- التصنيف: