كان خلقه القرآن - (1) مقدمة (رمضان شهر القرآن)
رمضان شهر القرآن وهو فرصة عظيمة لتلاوة القرآن وتدبره، والاجتهاد في تطبيق أوامره والابتعاد عن نواهيه، وفي هذه السلسلة أقدم (30 مقالة) كل واحدة منها تهتم بشرح أية أو أكثر لها علاقة مباشرة بالواقع الذي نعيشه..
رمضان شهر القرآن وهو فرصة عظيمة لتلاوة القرآن وتدبره، والاجتهاد في تطبيق أوامره والابتعاد عن نواهيه، وفي هذه السلسلة أقدم (30 مقالة) كل واحدة منها تهتم بشرح أية أو أكثر لها علاقة مباشرة بالواقع الذي نعيشه..
الهدف:
كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، كما ورد في حديث أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها فكان رسول الله قرآنا يمشي عليه الصلاة والسلام، ومعنى هذا أنه كان يطبق عملياً ما ورد في القرآن من أوامر وأخلاق ويبتعد عن النواهي والمعاصي.
وها هو القرآن بين أيدينا، لكن هل أخلاقنا ومعاملاتنا كأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم؟
فالهدف من هذه السلسلة هو محاولة لفهم بعض الآيات القرآنية بطريقة يمكن تنفيذها على أرض الواقع، ويمكن أن نقول خواطر تربوية من القرآن الكريم.
المنهج المستخدم في عرض السلسلة:
انطلاقا من قول الله عز وجل: {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ} [الأعراف من الآية:170]، فانظر إلى كلمة المصلحين في نهاية الآية وكأن الشرط لتحقيق هذه الصفة أن تكون من المتمسكين بكتاب الله ومن المقيمين للصلاة..
ولذلك أحاول في هذه السلسة أن أقدم تفسيراً معاصراً لبعض الآيات التي نحتاج إليها في حياتنا اليومية، مستندًا في المراجع إلى أمهات كتب التفسير بالمأثور والتفسير الموضوعي، والتفسير العلمي لكتاب الله
الفئة المستهدفة من هذه السلسلة..
1- الدعاة إلى الله عز وجل:
والدعاة إلى الله عز وجل بإخلاص رفع الله شأنهم وأعلى مكانتهم في كتابه حين قال: {إنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} [فصلت:30]، وكثير من الدعاة أحيانًا يشغلهم الاهتمام بطلب العيش عن الاهتمام بالتحضير الجيد لمحتوى درسه أو خطبته، وهناك أيضًا ممن ليس لديهم علم شرعي لكنه حريص على العمل في الدعوة، فيتحدث في المسجد أو مع أصدقائه، فلهؤلاء وغيرهم أقدم هذه المادة لتكون عونًا لهم على دعوة الناس بأسلوب بسيط يفهمه عامة الناس وخاصتهم..
2- مقدمي البرامج..
التلفزيونية والإذاعية وهواة التسجيل والرفع على اليوتيوب.. فدائمًا أقول كل واحد فينا له ميزة اختصه الله بها، فمن الناس من يستطيع تقديم الرسالة عبر الخطبة، ومنهم من يجيد أسلوب المحاضرات، ومنهم من يجيد العرض على وسائل الإعلام المقروء والمسموع، فيجب علينا وعلى كل العاملين في حقل الدعوة أن نتحد من أجل تبليغ رسالات الله بصرف النظر عن أي اعتبارات أخرى.
3- طلبة العلم.
4- عامة المسلمين.
فكثير من الناس يبحثون عن مادة علمية بسيطة في العرض ولها منهج تربوي في ذات الوقت، ففي هذه السلسلة أخاطب أولياء الأمور لعل واحد منهم يجمع أبناءه ليعطيهم درسًا أو ليعلمهم شيئًا من دينهم، وأيضًا لعامة الناس ممن يحبون القراءة، آمل أن يجد الجميع ما يسره وما يلبي احتياجاته في هذه المقالات..
وفي النهاية أقول إن الدعوة إلى الله مسئولية جماعية على كل المسلمين، ليست مسئولية فرد بعينه أو جهة بعينها، بل إن التواصي بالحق وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أحد أسباب نجاة الإنسان من الخسران، قال الله تعالى: {وَالْعَصْرِ . إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ . إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [سورة العصر]، وما أحوج الأمة الإسلامية الأن أفرادًا وجماعات إلى أن تقوم بهذا الدور، وخاصة لمواجهة العدوان المستمر على الدين الإسلامي.
والله أسأل أن يمن علينا بالهداية إلى الصراط المستقيم، وأن يحفظنا من أن نقول على الله بغير علم.
بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم، ونفعني وإياكم بما فيه من الخير العظيم.. آمين.
سعد الدين فاضل
كاتب إسلامي مصري
- التصنيف: