ليست الحركة وحدها تكفي
ليست الحركة -دائمًا- دليلًا على عمران القلب باﻹيمان، فقد تكون ناسكًا في محراب ذاتك!
ليست الحركة -دائمًا- دليلًا على عمران القلب، فلقد رأيت بعض أكثر الناس حركة في ميدان الدعوة والشأن العام كثير التباطؤ عن الصلاة، وإذا حضرها أشبع الصف تثاؤبًا، فأضفى عليه الوخم والخمول، ثم إذا انفتل منها هرول خارج المسجد كأنما لدغته عقرب!
ثم هو قليل النظر في المصحف، قليل الذكر، ليس له حظ من النظر في الكتب ولا دروس العلم، لكنه واسع الحركة نشيطها، وهو كذلك جندي (فكرة)، بحيث قد صار مصطبغًا بها!
وكم لفت انتباهي أمثال هؤلاء، فإن الحركة -عندي- ثمرة من ثمرات الحرقة، فمن تحرق تحرك، والحرقة من علائم عمران القلب باﻹيمان، وللإيمان أثره في حسن السيرة وصلاح المسيرة، فما خطب هؤلاء المتحركين الحركيين؟!
وكان الجواب عندي أن النية عند أولئك القوم معلولة، وأن بوصلتها متجهة إلى بناء الذات، وإن بناء الذات من جملة اللذات، بل إنها غاية اللذات، وهي كفيلة بتحريك الهامد، وتنشيط الخامد، وإثارة البارد، وإن حب الرياسة والتصدر آخر ما يخرج من قلوب الصالحين، فما الظن بالمفلسين؟!
الخلاصة: ليست الحركة -دائمًا- دليلًا على عمران القلب باﻹيمان، فقد تكون ناسكًا في محراب ذاتك!
- التصنيف: