يا حماس احذري إيران
منذ 2008-10-06
وعلى أرض الواقع تعمل إيران على نشر الفكر الشيعى الضال بكل الطرق خاصة منذ عام 79... وتعداد الشعب الإيرانى مايقرب من 74 مليون نسمة....
القضية الفلسطينية تمر بمنعطف خطير بعد استسلام كثير من الدول العربية للطغيان الأمريكى وفي المقابل حركة حماس في وضع صعب ليس معها إلا الله ثم تاييد الشعوب الإسلامية، لكن على المستوى الإقليمى برزت ايران بتصريحات عنترية تعمدت بها اختراق جدار خوف الأنظمة العربية كي تتميز في الموقف العلني أمام الجماهير.
ومن هنا نشأت علاقة بين ايران الفارسية الشيعية وحماس الإسلامية السنّية السلفية العربية وقبل الدخول في تفاصيل المقال أتوقف عند نقطتين...
1- إيران دولة شيعية ينص دستورها فى المادة 12 على أن دينها هو المذهب الجعفري الاثنى عشر الشيعي وتأكيداً على ذلك نص الدستور في المادة الخامسة على ولاية الفقيه الذي يتولى قيادة الشيعة في غيبة إمامهم الاثنى عشر (العسكري) وولاء كل الشيعة في العالم له واجب مقدس بحسب عقيدتهم الضالة.
وعلى أرض الواقع تعمل إيران على نشر الفكر الشيعى الضال بكل الطرق خاصة منذ عام 79... وتعداد الشعب الإيرانى مايقرب من 74 مليون نسمة.
2- حماس منظمة إسلامية سنّية جهادية تقاوم اليهود الصهاينة المحتلين لفلسطين نشأت عام 87 عمرها الحركي والسياسي والجهادي 21 عام فقط، وتقود قطاع غزة منذ عام فقط وبه مليون ونصف نسمة.
ونظرًا لأهمية الأقصى عند المسلمين تطلعت إيران لفلسطين لاستثارة عواطف المسلمين. ونظراً لتعقد الوضع الفلسطيني تطلعت حماس لإيران وأثمرت التطلعات عن علاقة تطورت بشكل غريب وقد ظن قادة حماس أنهم دهاة سياسة ولكن أين يذهبون مع شياطين المكر والتقيّة والخداع.
وقد تكاثرت الأخبار والرسائل التي تصلنى عن علاقة حماس وإيران الغريبة من مدح للشيعة وتغاضي عن مذابحهم للمسلميين السنّة ولكني صَمت وسَكت منذ سنوات لعدة إعتبارات:
أولاً - حماس من أفضل حركات الجهاد والمقاومة التي قََََدمت الكثير من التضحيات من أجل فلسطين ومازالت تـُقدم.
ثانياً- أن المؤامرات التي تَستهدف حماس كثيرة بسبب إسلامها وصمودها في المقاومة فكان واجباً أن تكون الأولوية فى كتاباتي لدعم حماس.
ثالثاً- أن الدماء الطاهرة التي تسيل من أبناء حماس والفلسطينين جعلت من الأولى الدفاع عنها ودعم صمود أهلنا وإخواننا فى فلسطين.
ولكن الآن وجب علي الحديث بصوتٍ عال وبكل قوة حباً لله ثم لحماس وأبنائها المجاهدين المخلصين فقد طفح الكيل بسبب العلاقة الغريبة بين حماس المجاهدة السنّية وإيران الشيعية التي تسعى لتكوين إمبراطورية صفوية فارسية ممتدة إلى المنطقة العربية السنّية.
ومن متابعتي لأخبار العلاقة بين حماس وإيران كان مما استفزنى كما استفز كل مسلم صور الأخ الحبيب خالد مشعل مع خامنائي وقادة إيران وتصريحاته المجاملة للشيعة وحضوره الإحتفالات البدعية المسماة عاشوراء، وذلك في ظل المذابح الشيعية للعراقيين السنّة بل للفلسطنيين داخل العراق، ولا أظن مطلقاً أن مشعل يقبل بسهولة أن يقوم رمز عراقي ُسني بزيارة اليهود الصهاينة والتصوير معهم وحضور احتفالاتهم فى ظل مذابح الصهاينة للفلسطنيين. وقد وصلت برجماتية مشعل إلى أن قال: "أن حماس هي الابن الروحي للإمام الخوميني" فاعتبرت ذلك زلة لسان وقلت في نفسي لا يعقل لخالد مشعل السني أن يقول ذلك المدح الزور في انتساب حماس السنية إلى الشيعة إلا زلة لسان.
ولكن الحديث الآن على انتشار التشيع داخل الفلسطينين السنّة بات مقلقاً خاصة فى ظل عدة نقاط خطيرة:
الأولى- أن حماس تدرك أن الدول العربية كلها ضعيفة وخاضعة للقرار الأمريكى لذلك هي ترى باجتهاد خاطىء أن إيران هي الدولة القوية التي تقول لا لأمريكا، والحقيقة أن إيران أيضا تقول نعم لأمريكا ولكن سرًا في الغرف المغلقة ثم الواقع يفضحها أمام كل ذي عينين، ويشهد بذلك في مساعدة إيران لأمريكا في احتلال العراق وأفغانستان.
ثانياً- الدعم المادي الذي تقدمه إيران لحماس وللفلسطينين من أهم أسباب فتح باب التشيع، ومما لا يخفى أن حماس تحصل على دعم مادي من الشعوب العربية بطرق كثيرة يفوق الدعم الإيراني ومع ذلك تقدم حماس إيران في علاقتها وإيران تستغل ذلك في الظهور بشكل المدافع عن الأقصى والداعم الوحيد للفلسطينين أمام الشعوب الإسلامية.
ثالثاً- السياسة وفن الممكن أو بتعبير أدق فن المصلحة، ففي ظل خذلان العرب المنبطحين لأمريكا لحماس اندفعت حماس إلى تقوية علاقتها بإيران ظناً من حماس أنها تناور وتلعب سياسة بعلاقتها بإيران، لكن واضح للجميع أن اللعب على المكشوف وإيران هي الرابحة من علاقة حماس بها.
رابعاً- لا يخفى أن فتح باب التشيع بدأ من حركة الجهاد الفلسطيني وتأييدها الجارف لإيران بدون حدود بخلاف أدبيات الجهاد التي امتدحت إيران وكان التشيع السياسي غالباً عليها مما فتح بابا للتغلغل الشيعي، وهو موضوع يحتاج إلى مقال منفصل.
هذه النقاط الأربعة كانت سبباً فى اختطاف إيران للقضية الفلسطينية وارتفاع صوتها بعنتريات حول القدس وتحرير القدس ولعن أمريكا والصهيونية وتزامن ذلك في وقت تلاشت فيه أصوات الدول العربية المنبطحة والمنتسبة للسنّة في الهجوم على أمريكا والصهاينة لذلك كان الطريق سهلاً لاختراق شيعي داخل فلسطين السنية..
صحيح أن عدد من انقلبوا وانتكسوا بالتشيع على أصابع اليد لكنه نذير خطر لأن الأحداث تتلاحق حتى سمعنا من داخل فلسطين بمن ينادي بتكوين المجلس الأعلى للشيعة بفلسطين!!!
وفى داخل حماس لا ينكر أن هناك جهود بذلت لوقف هذا الخطر كان من أهمها ما كتبه الأستاذ الدكتور صالح الرقب وكيل وزارة الأوقاف ضد التشيع موضحاً ضلاله وفساده، ولكن صوت السياسة كان أقوى من صوت الحق في خطاب حماس السياسي حتى وصلنا إلى ما حدث مع الموقف التاريخي العظيم للشيخ الجليل العلامة يوسف القرضاوي الذي فضح فيه مخطط الشيعة لنشر ضلالهم، وكان الرد الإيراني الشيعي في منتهى الإسفاف فبدلاً من الرد عليه بالمنطق والحجة كان الرد بالإتهامات التي لم تخفض من منزلة الشيخ بل رفعتها وللأسف الشديد بدلاً من أن تدافع حماس عن شيخ وإمام من أئمة المسلمين كان له الفضل الكبير في دعم حماس بكل أنواع الدعم الشرعي والمعنوي والمادي والإعلامي انبرى حامد البيتاوي وهو يوصف أنه رئيس رابطة علماء فلسطين بتصريحات طارت بها إيران فرحاً فقال: "كان الأولى بالشيخ القرضاوي الحديث عن سبل مواجهة الأمة للهجمة التي تستهدف الشيعة والسنة معاً من قبل الأعداء"، وأضاف البيتاوي وهو نائب عن كتلة "حماس" في المجلس التشريعي: "إن حديث الشيخ القرضاوي، هفوة ، وليس في أوانه".
وقال البيتاوي: "أن الشرع الحنيف يُحتم على جناحي الأمة السنة والشيعة أن يواجهوا معاً وسوياً الهجمة الصهيو-أمريكية، عجباً يا بيتاوي هل قول الحق هفوة!!، هل قيام عالم وإمام كالقرضاوي بنصح الأمة هفوة!، ثم أين هي الهجمة التى تستهدف الشيعة؟، إنهم احتلوا العراق بمساعدة الأمريكان والكونجرس الأمريكي يقف مع الأقليات الشيعية في الدول العربية ويرفع صوتهم مع الأقباط والبهائية وغيرهم بما يدّعونه كذباً من إضطهاد... وهم يخترقون العالم الإسلامي السني بنشر ضلالهم، والسنّة فقط هم المحاربون وهم الذين يذبحون.
وأخطر ما فى كلام البيتاوى قوله: "جناحي الامة"...
ألايعلم البيتاوي أن الأمة هي السنّة وأن الشيعة فرقة ضالة؟!... ثم كيف يساوي بين السّنة أهل الحق والشيعة الضالين؟، وكأن الأمة الإسلامية لن تقوم إلا بالشيعة مع السنّة... كيف تقوم الأمة بالضلال مع الحق؟، ومتى حدث هذا في التاريخ يا بيتاوي إنه كلام لا يعقل مطلقاً أن يصدر عن عالم سني مما يدل على مدى الخلل في الخطاب الإعلامي في حماس.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل أرسل إسماعيل هنية رسالة إلى قادة إيران قاموا بإذاعتها في الجمعة الأخيرة في رمضان وصف فيها الخوميني بالرجل العظيم وابتهل إلى الله أن يحفظ كل من خامنائي ونجاد وأن يصليا صلاة الخلاص في القدس؟!!!..
إني أعتقد أن السياسة وظن المصلحة خطأ هو الذي أوقع الأخ الحبيب إسماعيل هنية في تلك الكلمات لأولئك المبتدعين الضالين، فهو لن يقبل أن يقول ذلك لمن وصف أمه بالزنا فما بالكم بمن وصف أم المؤمنين عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها الطيبة الطاهرة المبرأة من فوق سبع سماوات. ويبقى أن الموضوع كبير بلا شك والتفصيل يطول ولكن بإيجاز اؤكد على عدة نقاط:
1- إيران بكل المقاييس دولة عقدية كبيرة وخطيرة لها طموحها وهي المستفيد الأول والأخير من إستثمار علاقتها بحماس وأيضا حركة الجهاد في السياسة الدولية، وهي الأكثر خبرة شيطانية في التلاعب بحركات الجهاد الفلسطيني لمصلحتها.
2- لا ينكر أن حماس في وضع صعب جداً من كافة الوجوه حيث يتآمر عليها الشقيق قبل العدو، ولكن لا يعني هذا مطلقاً أن يضيع الحق أو أن يسمح للباطل أن ينتشر بين صفوف المجاهدين... فحماس لن تنتصر أبداً إلا بالثبات على الحق (القران والسنة)، فالدعم السياسى والأموال الإيرانية لن ينصروا حماس أبداً ولوكانت الاف المليارات فنحن أمة تنتصر بقوة عقيدتها وثباتها على الحق، ولنا فى سيرة رسول الله أسوة حسنة... بخلاف أن قوة حماس في التوازنات السياسية الدولية نابعة من تضحياتها وتأييد الشعوب العربية الإسلامية السنّية وليس من الشيعة الذين لايمثلون 3%من المسلمين في العالم الإسلامي، وأخشى أن يتغير التأييد الجارف لحماس من الشعوب الإسلامية بسبب سوء إدراتها سياسياً للملف الإيراني في ظل تزايد كشف مذابح الشيعة ومؤامراتهم ضد السنّة خاصة في العراق، بخلاف وضوح ضلال الشيعة من تكفيرهم للصحابة رضوان الله عليهم أجمعين وعلى رأسهم الصديق أبو بكر والفاروق عمر وسبهم لزوجات النبي صلى الله عليه وسلم الطاهرات الصدّيقات أمهات المؤمنين.
3- على قادة حماس الإنتباه لما في تصريحاتهم من مدح لقادة إيران يفتح الباب لاستحسان كوادرهم للدور الإيراني والتغافل عن ضلالهم ومخططاتهم الخبيثة تجاه السنّة وذلك فى ظل حالة الهزيمة والضعف لكثير من الأنظمة العربية.
ولا يعني ذلك في وضع حماس (الصعب) خاصة في سوريا ولبنان قطع العلاقة مع ايران ولا الهجوم عليها بل الذكاء فى الانحياز للحق بما يرضي الله مع سياسة تمسك بالخيوط ولا تقطعها؛ لأن الله هو الناصر والمعين وليس ايران أبداً فنحن المسلمون ننتصر بطاعتنا لله وليس بما ندعيه من ذكاء سياسي فالحق يقول: {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ} [سورة محمد: 7].
ولا أظن الأمر يخفى على قادة حماس ولكنهم أسرفوا في مجاملات السياسة وكل بني آدم خطاء لكن يقيناً إذا لم تتراجع حماس عن سياستها وتعيد ترتيب وتصحيح إستراتيجيتها فسوف تتأخر حماس كثيراً وتفقد كثير من أنصارها مما يمهد الطريق لظهور حركة جديدة سلفية مجاهدة في فلسطين صامدة تتمتع بالذكاء السياسي مع التمسك بالحق.
ولا يفوتني أن أهدي لقادة حماس تصريح الرئيس الإيراني ل(صحيفة نيويورك ديلي نيوز الأمريكية) في 24 سبتمبر عندما قال: "إذا اتفق القادة الفلسطينيون على حل الدولتين فيمكن لإيران أن تعيش مع دولة إسرائيلية؟"... فهل يستوعب قادة حماس وغيرهم فهم المخطط الإيرانى ولاينخدعوا بالشعارات؟؟
واخيرًا، لا ينكر أن حماس أصولها حركة سلفية سنية مجاهدة وستبقى كذلك بإذن الله و هي الأمل وهي في طليعة المقاومة والجهاد وكنت ومازلت محباً صادقاً ومؤيداً لحماس ومقالي ليس إلا من باب النصيحة في أمر علني وجبت النصيحة فيه والدين النصيحة يا حماس فاحذرى إيران...
ممدوح اسماعيل محام وكاتب -elsharia5@hotmail.com
المصدر: طريق الإسلام
- التصنيف: