لماذا نهتم بالعلوم الاجتماعية في العمل الإسلامي
الشعور بضغط الواقع الذي يشعرك أنه لا خيار أمامك سوى خيار واحد هو: الانتصار رغم كل القوى المتجمعة ضد الدعوة الإسلامية فيلزمك أن تبحث دائمًا عن سبل النصر في أي علم أو فن متاح..
هناك ثلاثة أمور جعلوني بفضل الله وتوفيقه منذ سنوات طويلة مقتنع و"مركز" أن العلوم الاجتماعية -سياسة اقتصاد اجتماع إدارة إستراتيجية.. إلخ- هي للعمل والتطبيق على الواقع، وليست لمجرد البحث والقراءة والتقعر بالمصطلحات وتسويد المقالات والكتب..
وأول أمر من هذه الثلاثة هو الوجوب الشرعي للعمل وفقًا لمقتضيات العلم كما في الآيات القرآنية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ . كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف:2-3]، والأحاديث النبوية العديدة ومنها حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: « » (متفق عليه ورواه أحمد وهو في صحيح الجامع برقم:8022).
هذا فضلاً عن قبول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لكل تطوير مفيد، كما قبل فكرة تغيير موقع معركة بدر وقبل حفر الخندق في معركة الخندق، وأرسل من يتعلمون صناعة المنجنيق في جنوب الشام حيث الروم، وقال لهم تعلموها حتى تصيروا كأهلها.
والثاني: الشعور بضغط الواقع الذي يشعرك أنه لا خيار أمامك سوى خيار واحد هو: الانتصار رغم كل القوى المتجمعة ضد الدعوة الإسلامية فيلزمك أن تبحث دائمًا عن سبل النصر في أي علم أو فن متاح..
الثالث: أن هذه العلوم إنما تستخدم في أوروبا وأمريكا واليابان والصين، وفي كل العالم المتقدم للتطبيق حيث يستخدمها صانع القرار ومنفذ القرار، فهم يعتمدون في تخطيطهم وفي اتخاذهم للقرارات على الدراسات العلمية في الاقتصاد والسياسة والتاريخ الاجتماع والإعلام ،والإستراتيجية والجغرافيا والنفس وغيرها..
ونجدهم يستعينون في كل أجهزتهم التنفيذية كوزارات الخارجية والدفاع والأجهزة الاستخباراتية بالعلماء والباحثين في هذه المجالات، ولا يتحركون إلا وفقًا لدراسات المتخصصين في هذه العلوم، بينما نجد في عالمنا المتخلف أن الخطط والقرارت تتم وفقًا للأهواء والاختيارات الشخصية للمسئولين وأصدقائهم وأقاربهم وجماعات مصالحهم.. والنتيجة واضحة حيث تخلف وهزيمة هنا وتقدم وانتصار في الدول التي تستخدم هذه العلوم استخدامًا عمليًا في أرض الواقع.
عبد المنعم منيب
صحفي و كاتب إسلامي مصري
- التصنيف: