هباءة

منذ 2015-05-18

رُغم أنّ أوحال الدنيا تُثقل رُوحي.. لكن سُرعان ما تبثّ إليك حالها.. وتسألك مغفرة ورحمة.. فتُغدق عليها من خزائن فضلك..

كانت صغيرة جدًا.. ضئيلة جدًا.. هَباءة في كونهِ العظيم!
لكنّهُ برحمته أيقظ قلبها، لينتفض مُلبيًا والنّاس نيام، إلَّا من رَحِم.
انسابت قطرات الماء تغسل قلبها لاستقبال يوم جديد..
الله أكبر.. الحمدُ لله ربّ العالمين .. الرّحمن الرّحيم .. مالك يوم الدين ..
وبين أهدابها دُموع يعلم هو حالها ..
ثُمّ سكبت كُلّ ما في قلبها وهي تحكي إليه ..

يا ربِّ … رُغم تقصيري وهذا التيه الذي يلفني ..
إلا أنني أعلمُ أنّكَ [الحَقّ] .. الله الحقّ ..
وحسبي هذا اليقين يُبرد لوعة فؤادي،
ويُسكن ضجيج هذه الدنيا حولي.
قلبي يكاد يفتك بصدري ..
يلوذ بكَ منكَ ..

عجيب عالمنا.. مُريب .. مجنون أكثر مما كنت أتوقع يا رب.
وامتحاننا فيه ليس باليسير أبدًا.
وكأني انتقلتُ بغتةً من براءة الطُفولة وطُهرها، لِما أحياه الآن.
وحدكَ تعلم ما سَيؤول إليه مصيري هُنا..

أعلمُ أنها لزوال.. دار فناء هي.. كذا ستنتهي أيامي فيها بغتة.
ويومًا سأقفُ بين يديكَ لتسألني.. عن عُمري فيما أفنيته !؟
وحدكَ من تغمر رُوحي بهذا الحنين والشَوق إلى لُقياك..
للقاء صَفيّك مُحمّد.. أصحابه وزوجاته وآل بيته.. وكُلّ الأنقياء الشهداء.
رُغم أنّ أوحال الدنيا تُثقل رُوحي.. لكن سُرعان ما تبثّ إليك حالها..
وتسألك مغفرة ورحمة.. فتُغدق عليها من خزائن فضلك..
وكّلت كُل أمرها إليكَ يا لطيف..
فعاملني كما عوّدتني برحمتك يا غنيّ..
علمني الصدق معكَ في كُلّ أمري .. صغيره وكبيره ..
ولا تكلني لا لنفسي ولا لأحد من خلقك طرفة عين.