آلات اخترعها الألباني!
وإلى جانب تمرس الشيخ في العلوم الشرعية، فقد حذق في علوم دنيوية كتصليح الساعات وتصميم الأجهزة
كان الشيخ المحدث (محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله) ممن ابتكر أشياء تقنية حديثة، وهذه نماذج من بعض أعماله، منقولة من عدة مصادر:
قال الأستاذ محمود رضا مراد:
وإلى جانب تمرس الشيخ في العلوم الشرعية، فقد حذق في علوم دنيوية كتصليح الساعات وتصميم الأجهزة:
1- فقد صعد بي مرة إلى سطح بيته فأراني جهازًا لتسخين المياه بحرارة الشمس صممه بنفسه، وهو عبارة عن عن صندوق مسطح أشبه ما يكون بعلبة الكبريت (وليس بحجمها طبعًا) مطلية بالقار يمر فيها الماء البارد، فيمتص القار حرارة الشمس فترتفع حرارة الماء فيندفع يصب إلى أعلى ليصب في الأنبوب الرئيس الذي يمد منافع البيت بالماء الساخن يظل الماء يحتفظ بحرارته مهما بردت حارة الجو.
2- كما صمم مزولة لمعرفة أوقات الصلاة.
3- ولكن ما يلفت انتباه الزائر هو الرافعة التي صممها لنفسه لتحمله من الطابق الأرضي حتى الطابق العلوي حيث كان يشق على الشيخ صعود الدرج لضخامة حجمه، وهي عبارة عن قاعدة يقف عليها يرفعها كابل معدني بواسطة محرك يشبه (الدينمو) فإذا ضغط زر ارتفعت القاعدة إلى أعلى أو أسفل حسب مكان القاعدة.
المصدر: (الدعوة- عدد 1717- شعبان 1420).
وقال عصام هادي: قلت له: واللهِ يا شيخنا إنك لبارع وذكي حتى في الصناعات، ولا أدلّ على ذلك من هذا (الدوّار) الذي تضع فيه كتبك (وهو دوّار كان شيخنا يضع عليه الكتب المهمة والتي يُكثِر من تناولها مثل (تهذيب الكمال) و(تهذيب التهذيب) و(تاريخ البخاري) و(الجرح والتعديل) وغير ذلك من كتب التراجم)، فما كان من شيخنا إلاّ أن قال لي: "يا أستاذ، للإنصاف هذا ليس من ابتكاري، فقد رأيته عند الشيخ أحمد شاكر، لكن بحجم أصغر، وأنا كبّرته". فتأمّل حفظك الله كيف لمثلي بل ولمن هو أكبر سنًّا منّي أن يعلم أن شيخنا أخذ فكرة الدوّار من الشيخ أحمد شاكر، ومع ذلك لم يسع شيخنا السكوت، بل أبان لي الأمر حتى لا أبقى معتقدًا أن الدوار من أفكاره.
المصدر: (الألباني كما عرفته- ص 19).
ومن اختراعاته أيضًا ما ذكره أبو خالد السلمي، قال:
من تلك النوادر ما حدثني به الشيخ الفاضل الدكتور فاروق السامرائي رئيس قسم أصول الفقه بكلية الشريعة جامعة اليرموك (سابقًا) وهو ممن له صلات عائلية بأهل الشيخ الألباني، وكان يزور الشيخ في بيته، وزاره الشيخ في بيته كذلك، حدثني أن الشيخ كان يربي في بيته أنواعًا من الطيور كالبط والدجاج والحمام يأكل منها رحمه الله هو وأهل بيته، وقد احتاج الشيخ وأهله إلى السفر للعمرة لمدة أسبوعين، فصنع الشيخ الألباني بيده ومن تصميمه جهازًا في غاية البراعة مؤقتًا ومبرمجًا بحيث إنه في ساعة محددة يوميًا يفرغ في كل قفص أنواعًا معينة وكمية محددة من الحبوب لكل نوع من الطير، وكذلك في أوقات محددة يوميًا يصب هذا الجهاز كميات من الماء في آنية الطيور، فسافر الشيخ ورجع والطيور على ما يرام تأكل وتشرب في الأوقات المحددة! وكذلك ما حدثني به غير واحد من أن الشيخ قد صنع بنفسه مصعدًا داخليًا وتولى تصميمه وتنفيذه بيده وكان يستعمله في منزله للصعود من الطابق السفلي إلى الطابق العلوي.
وقال د. عبد العزيز السدحان: "كان في منزل الألباني طيورٌ، وكان مكان الطيور يبعد عن شرفته قرابة عشرين مترًا، وقد وضع ماسورة (أنبوب نقل السوائل) طرفها عند شرفته ونهايتها في مكان الطيور، فكان يضع الحب في رأس الماسورة فينزل إلى الطيور، وإذا أكل شيئًا من الحبّ أو اللوز وما شاكله جعل ما بقي من فضلاته في رأس الماسورة لينزل إلى الطيور".
وقال: "كان في منزله في عمّان شجرة تين، وكان يأخذ ثمر التين منها وهو جالسٌ في شرفة المنزل، وذلك عن طريق عصا طويلة من ابتكاره، وذلك أنه جعل العصا مقسّمة متداخلة بحيث يتحكّم في طولها وقصرها حسب اختياره، ووضع في نهايتها كأساً مدبّبة حادّة، بحيث يسقط فيها التين إذا مسّه برأس تلك العصا".
المصدر: (الإمام الألباني، دروس ومواقف وعبر- ص 111).
فهد البيضاني
- التصنيف: