كيف تتجاوز أزمة الاختبارات
يستطيع كل طالب أن يتجاوز أزمة الاختبارات بعدة أمور
يستطيع كل طالب أن يتجاوز أزمة الاختبارات بعدة أمور، منها:
- التوكل على الله تعالى، والاعتماد عليه، والثقة به، مع الأخذ بأسباب النجاح والفوز بالدرجات العالية، فلا تعتمد على نفسك، ولا تثق إلا بربك، وكم من طالب دخل قاعة الامتحان، وهو واثق بنفسه، قد جمع الكتاب بين ضلوعه، ولم يدع فيه شاردة ولا واردة، ولا شاذة أو فاذة إلا وهو مستوعب لها، فحار فيها لما وضعت ورقة الاختبار بين يديه، وكأنما يراها لأوَّل مرَّة، فأين تلك المعلومات التي كانت في قبضته قبل قليل، لقد خذله الله، ووكله إلى نفسه وإلى ضعفه وفقره، فباء بخسران عظيم! قال تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} [الزمر:36]، وقال تعالى: {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق:3] أي كافيه عن كلِّ شيء ومغنيه عن كلِّ أحد.
- الدعاء والرجاء، والتضرع بين يدي الله تعالى، الإلحاح عليه، والإنطراح على عتبة العبودية، والصدق في إظهار الحاجة إليه والرغبة فيما عنده من سوابغ فضله وعميم نفعه. ولقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: « (أي الأمر الصعب) » (السلسلة الصحيحة:2886).
وقد كان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تصعب عليه المسألة، ويغلق عليه فيها، فلا يجد دليله عليها أو ما يشفي غليله فيها، فينطرح على عتبة السجود لله تعالى، ويمرِّغ وجهه في التراب، ويقول في إلحاح وصدق: اللهم يا معلم آدم علمني، ويا مفهم سليمان فهمني، ويا مؤتي داود الحكمة أتني الحكمة وفصل الخطاب. يقول: فيفتح الله عليَّ من العلوم والفهوم ما لم يكن لي على بال! فعليك بالسلاح المعطل، والسهام الماضية، فأنت لا تملك لنفسك الضر ولا النفع، فالجأ إلى من بيده النفع والضر، والحول والطول، والخير والشر، فأنت بهذا تأوي إلى ركن شديد.
- الإيمان بالقضاء والقدر، وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن أمر الله كان قدرًا مقدورًا، وأنه لن يقع في كون الله إلا ما قدَّره الله ويسَّره. فلو شاء الله أن تنجح لما ضرَّك اجتماع الخلائق أجمعين على محاولة إخفاقك، ولو شاء أن تُخفق لما نفعك اجتماع الخلائق على محاولة مساعدتك، بهذا جرى الكتاب، ووقع عليك المقدور، وهذا ما يسرِّي عنك، ويسلي قلبك، ويبعدك عن الوسوسة والتوتر، والضيق والضجر {لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ} [الحديد:23].
قال سلطان العلماء العز بن عبد السلام رحمه الله: "علمني شيخي أن لا أعلف الدابة أسفل العقبة". وهذا ما يقع من كثير من الطلاب، فإنهم يؤجلون المذاكرة ويؤخرون الدراسة ويسوفون المراجعة حتى يحمى وطيس الامتحانات، فلا يدري بعد ذلك ماذا يراجع؟ وبماذا يبدأ؟ وأين المهم وما هو أهم منه؟ وما الذي يقدمه على غيره؟ فتتكالب عليه الهموم والغموم، ولو أنه أعدَّ جدولاً زمنيًا مسبقًا لتلك المواد، وراجعها قبل ذلك، ووضع خطوطًا مهمة أو تلخيصات لبعض النقاط المهمة لرؤوس المسائل، لكفاه ذلك الكثير من الجهد المضاعف في الزمن الصعب. فعليك في كل يوم بجمع النقط لتجمع في النهاية بحرًا هادرًا ونهرًا زاخرًا بالمعلومات، ولا تكن كمن يقف في وجه السيل الجارف وهو لم يأخذ له أهبته.
- كثرة الاستغفار، التوبة، والرجوع إليه، فإن المعلومة الصحيحة رزق من الله يمتن به على من يشاء، وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه، وما نزلت عقوبة إلا بذنب، ولا رفعت إلا بتوبة، فإذا أظلمت عليك الدنيا في قاعة الامتحان، وحار الجواب، وفقدت الصواب، فاعلم أنها الذنوب حالت بينك وبين ما تشتهي من سرعة الجواب وموافقة الصواب، فتخفف من أحمال الذنوب، وأكثر من الاستغفار، وسترى النتيجة العجيبة، بإذن الله تعالى.
- البداية بالبسملة، وأخذ الورقة باليمين تفاؤلاً، وقراءة الأسئلة بأناة وراحة بال، والتأني في حل الأسئلة، وترك ما تشعر أنه صعب ويحتاج إلى تذكر وكد للذهن، والبدء بالأيسر دون ما تعسر، وعليك بالتفاؤل، وسعة الصدر، وتذكر امتحان الآخرة يهن لديك كل امتحان.
- الحذر من الغش في الامتحان، فإنه معصية لله تعالى، ومذهب للبركة، وسبب للعقوبة، وخيانة للأمانة، وإهدار لجهود الغير، وأخذ لما ليس له فيه حق، وضعف لمراقبة الله تعالى الذي يعلم السر وأخفى، ويطلع على خائنة الأعين، والتفاتة الأبصار.
عبد اللطيف بن هاجس الغامدي
مدير فرع لجنة العفو واصلاح ذات البين - بجدة .
- التصنيف: