إحياء - (325) سُنَّة إهداء الطِّيب
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبُّ الطِّيب والتطيُّب وكان كذلك يحبُّ التهادي وأشار رسولُ الله إلى ذلك بشكل غير مباشر في حديث الجليس الصالح والسوء..
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبُّ الطِّيب والتطيُّب؛ فقد روى النسائي -وقال الألباني: حسن صحيح- عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: « ». وكان كذلك يحبُّ التهادي؛ فقد روى البيهقي -وقال الألباني: حسن- عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: « ». ثم جَمَعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بين السُّنَّتين الجميلتين في سُنَّةٍ ثالثةٍ رائعة؛ وهي سُنَّة إهداء الطِّيب؛ فقد روى البخاري عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّهُ كَانَ لاَ يَرُدُّ الطِّيبَ، وَزَعَمَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم « ».
وروى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «العلماءُ الريحانَ في الحديث على أنه الطِّيب بشكل عامٍّ، ويدعم هذا التفسير رواية أبي داود -وقال الألباني: صحيح- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: « ».
». وفَسَّروأشار رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك بشكل غير مباشر في حديث الجليس الصالح والسوء؛ فقد روى البخاري عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «
»، ويُحْذِي أي يُعْطِي، وهو هنا يتحدَّث عن إهداء المسك، وتقاس عليه كل أنواع الطِّيب والعطور، فلتكن هذه سُنَّتنا، ولنُكْثِر من اختيار الطِّيب كهدية.ولا تنسوا شعارنا قول الله تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور:54].
راغب السرجاني
أستاذ جراحة المسالك البولية بكلية طب القصر العيني بمصر.
- التصنيف:
- المصدر: