حقق التقوى في رمضان

منذ 2015-06-21

قال عبد الله بن المبارك: "إن الصالحين كانت أنفسهم تواتيهم على الخير عفوًا، وإن أنفسنا لا تواتينا إلا كرهًا".

‏ليس تقوى الله بالصيام والقيام والتخليط بينهما‬..
قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: "ليس تقوى الله بصيام النهار ولا بقيام الليل والتخليط فيما بين ذلك، ولكن تقوى الله ترك ما حرم الله وأداء ما افترض الله، فمن رزق بعد ذلك خيرًا فهو خير إلى خير".

وذكر معروف الكرخي عن بكر بن خنيس رحمهما الله قال: "كيف يكون متقيًا من لا يدري ما يتقي". 
ثم قال معروف الكرخي: "إذا كنت لا تحسن تتقي أكلت الربا، وإذا كنت لا تحسن تتقي لقيتك امرأة ولم تغض بصرك، وإذا كنت لا تحسن تتقي وضعت سيفك على عاتقك".

قلت:
فإن كنت لا تدرى ما التقوى فاحذر عقاب الله أن يأتيك لأجترائك على حدوده، واحذر التخليط في عملك وأنت صائم من فعل الخنا وقو ل الفحش، ومشاهدة المنكر، فالفرائض لا يعدل بها شيء، واجتناب المحرمات هو الخير الذي من رزقه فهو خيرًا إلى خيرًا.

‫ ‏الفرق بين أنفس الصالحين وأنفسنا:
قال عبد الله بن المبارك: "إن الصالحين كانت أنفسهم تواتيهم على الخير عفوًا، وإن أنفسنا لا تواتينا إلا كرهًا".
‫ ‏قلت: رحم الله ابن المبارك الذي جمع خصال الخير، وقال فيه سفيان بن عيينة: "إني لأشتهي من عمري كله أن أكون سنة واحدة مثل عبد الله بن المبارك، ما أقدر أن أكون ولا ثلاثة أيام"، ومع ذلك يحدث عن نفسه الطاهرة النقية التي تفعل الخير جبلية ويكرهها على فعل الخير.. 

فكيف نفعل بأنفسنا التي أسرفت وأذنبت وعصت وطغت فاللهم عفوًا وغفرانًا..
اللهم أعانا على طاعتك، وارزقنا حلاوة مناجاتك، ولاتحرمنا الخير الذي عندك بمعاصينا.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو حاتم عبد الرحمن الطوخي

باحث شرعي - داعية و إمام بوزارة الأوقاف المصرية