صحوة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها
إذن هي مجموعة مؤامرات وتحديات تترى على الفكر المسلم تريد أن تقلعه من جذوره، يقوم بها دهاقنة الفكر اليهودي والصليبي ومن حالفهم، ولكن البشائر تلوح في الأفق القريب وليس البعيد بنصرة هذا الدين، والعودة قادمة بإذن الله كما نرى اليوم في كل قطر من أقطار المسلمين من انتفاضات شعبية عارمة لتغيير النظم السياسية العميلة.
إن الصحوة الإسلامية التي تعم العالم اليوم، ودخول أعداد كبيرة من الناس إلى هذا الدين بعد قناعة تامة، ولاسيما العقلاء والمفكرون، وتهافتهم على الإسلام، لدليل صارخ على عودة الإسلام الحتمية، وقلما يدخل يوم ويخرج إلاَّ ويدخل دين الإسلام العشرات بل المئات ممن يعتنقون الديانات الأخرى، وإن نسبة الداخلين تزداد يوماً بعد يوم - وهذا من فضل الله وكرمه - لأن الناس جربوا جميع الأديان والدعوات والأفكار، ولم يجدوا إلاَّ الإسلام دين سعادة وإنقاذ ونصر وخلاص من الشعوذة واللاعقلانية.
نعم لقد جرب المسلمون في البلاد الإسلامية الأفكار التي جاءتهم يمنة ويسرة، وربما جاهدوا من أجلها وبذلوا الغالي والنفيس، وقد مات البعض منهم من أجلها، وكل مؤسسيها هم من أعداء الإسلام، ليس غرضهم هو إنقاذ البلاد من هيمنة المستعمر، إنما الغرض هو صدهم عن منهج الله في الأرض وعن الإسلام، وقد اعترف الكثير ممن كانوا ينتمون إليها بأنها أفكار هدم وتخريب وتعطيل وصد عن دين الله عز وجل، وكل من تتبع مناهجهم وقواعدهم وأصولهم وتمحص في مقتضاها وما تدعو إليه، أدرك بعقله وحصافته أنها سموم وآفات تريد هذا الدين لهدمه، ولكن الله لهم بالمرصاد، وأن الله بالغ أمره قال تعالى: ﴿ وَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ﴾ [1]، وأين هي هذه الأفكار اليوم والتي قامت عليها دول وأركان؟، وأين هم أتباعها؟، إنها في مزبلة التاريخ، ويبقى دين الله هو المهيمن والمسيطر.
قال الشيخ إبراهيم النعمة: (أما الغزو الفكري، فكان له أكبر الأثر في إبعاد المسلمين عن دينهم، متمثلاً بذلك المنهاج الغربي الذي حمل بين جوانحه الحقد الأسود والبغض الأنكد على ديننا وتاريخنا ولغتنا بأساليب، وطرائق جذابة، ومناهج خداعة وتركت شبابنا ومثقفينا صرعى المكر والغدر، فظهرت النظريات العلمانية التي أخذت من شبابنا كل مأخذ، وظهرت (نظرية دارون) التي صار لها (هيل وهيلمان) فترة ليست بالقصيرة من الزمن في العالم الإسلامي.. كما ظهرت الشيوعية التي خدع ببريقها الزائف أعداد كثيرة في العالم الإسلامي... ومع هذا كله، فقد كان للحركات التبشيرية بل التنصيرية نشاط واسع في العالم الإسلامي، وبخاصة بعد أن دخل المستعمرون البلاد الإسلامية وهيمنوا فيها على وسائل التربية والتعليم والإعلام، فوضعوا لأبناء المسلمين منهاجاً ينظر إلى العالم الغربي نظرة تبجيل وتعظيم، في الوقت الذي ينظر إلى الإسلام نظرة استهجان معتقداً أنه كان السبب في ذلك التخلف الذي اصطلى بناره الناس كلهم) [2].
إذن هي مجموعة مؤامرات وتحديات تترى على الفكر المسلم تريد أن تقلعه من جذوره، يقوم بها دهاقنة الفكر اليهودي والصليبي ومن حالفهم، ولكن البشائر تلوح في الأفق القريب وليس البعيد بنصرة هذا الدين، والعودة قادمة بإذن الله كما نرى اليوم في كل قطر من أقطار المسلمين من انتفاضات شعبية عارمة لتغيير النظم السياسية العميلة.
[1] [إبراهيم: 42].
[2] العالم الإسلامي والنظام الدولي الجديد، خالد سليمان، مقدمة الشيخ إبراهيم النعمة ص 2.
- التصنيف:
- المصدر: