الجماعة والاستبداد والشورى
فى مصالح اﻷمّة تجد الجماعة تعلن الشورى؛ وقد فاتها أن الشورى للأمّة ورموزها كلها وليس الشورى لجماعة اتحدت بحكم تربيتها فى رأى واحد.
منهج النبى صلى الله عليه وسلم فى تربية أصحابه هو تربية قادة، مع مكانته السامية كان النبى يسمع لهم بل وينفذ أرائهم فى المسائل الدنيوية لذلك فتحوا الدنيا بالدين.
منهج الجماعات هو تربية أتباع حرصا من القادة على أن ﻻيزاحمهم أحد، وذلك نشأ من أنهم جميعا نشأوا فى حاضنة دولة مستبدة؛ ﻻتعرف غير القائد الواحد فتأثروا بها رغم رفضهم لها، إﻻ أن تأثير البيئة كان موجودا لم يتم التخلص منه كثيرا، فعملوا مع ضغط الظروف المحيطة على تغليف الاستبداد فى الجماعة بالسمع والطاعة ووحدة الصف، ومصلحة الجماعة جعلوها أسمى هدف؛ وزرعوا التعصب للجماعة ﻻ للحق المجرد، وخلطوا المقدس الدينى بالدنيوى.
لذلك وقعت كثير من الجماعات فى أخطاء فادحة؛ لو أنهم كانوا يعملون بمنهج النبى صلى الله عليه وسلم لعصمتهم الشورى الحقيقية بالتشاور. مع أفراد قادة غير حريصين على مصالح أو وجاهة أو مجاملة؛ بل كل حرصهم لله من الوقوع فى كثير من اﻷخطاء.
وفى مصالح اﻷمة تجد الجماعة تعلن الشورى؛ وقد فاتها أن الشورى للأمّة ورموزها كلها وليس الشورى لجماعة اتحدت بحكم تربيتها فى رأى واحد.
فقد كان النبى صلى الله عليه وسلم يشاور الأوس والخزرج والمهاجرين والأنصار، كل رموز الأمة ولم يكتف بمشاورة المهاجرين أهل مكة فقط الذين عاشرهم فى مكة موطنه، بل الشورى للأمّة.
{وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} [آل عمران:159]..
_______________
خاص بموقع طريق الإسلام
- التصنيف:
- المصدر: