الطريق إلى الحكمة و د. علي شراب
لكل إنسان في هذا الكون سريرته، ومسيرته ، وسيرته؛ إذا صفت الأولى صلُحت الثانية، وحسُنت الأخيرة..
ومن أهل العلم رجال ما إن تقع عينك عليهم أو على آثارهم حتى ينشرح صدرك، وتحط بساحتهم رحالك، وتشعر بطرب الغريب بأوبة وتلاقي، وتنهي سفراً لتبدأ سفراً جديداً إن كنت من أهل السفر..
حين تٌبحر في فكر مالك بن نبي رحمه الله، وتقرأ مشروعه الفكري والنهضوي، وتقرأ شروط النهضة وعوامل الحضارة عنده، وحين تتأمل حياته مبتدأها ومنتهاها، وتقتفي أثره وسيرته، وحظه من العمل بما علم، وتقف على قيمة الإنسان ومعنى الأنسنة عنده، وكم بينها وبين معناها عند محمد أركون، وتقف على ما لقيه ويلقاه أمثال مالك بن نبي من تجاهل، أو قلة أتباع وحملة لمشروعاتهم، التي لم تلبث الأيام -وإن طالت- وأحداث الليالي حتى أنصفتهم وردّت المعرضين عنها إليها عنوة، فأتوها معتذرين نادمين على هجرها ؛ يتبادر إلى ذهنك: كم مالك بن نبي يعيشون في وسطنا يشغلنا عنهم الرويبضات الفهلوية، وعباقرة الأداء المسرحي والتمثيلي، والذين تأبى سنن الله الجارية إلا أن يكون عقابهم على قدر طول أمد خداعهم، وتزدريهم النفوس بأضعاف ما اقتربت منهم، من بعد ما يكشف الله عنهم ما أرخى عليهم من جميل ستره حينا من الدهر ؟
حين تستمع إلى لقاء العلامة الدكتور على شراب مع المذيع عبدالله المديفر في برنامجه ( لقاء الجمعة)، في الحلقة التي كانت بتاريخ: 31 / 5 / 2013 م وعلى مدى ساعة كاملة استهلها المذيع بطلبه من الدكتور علي شراب أن يشرح للمشاهدين مشروعه ( الطريق إلى الحكمة ) الذي ظل يعمل عليه ثلاثة عشر سنة حتى خرج إلى النور في ساعة واحدة هي مدة الحلقة !! ثم تسمع إجابة شافية كافية، وتلم بمعالم ذلك المشروع، ومنهجه، وغايته، ومرجعيته بشكل لا يترك عندك لبساً ولا تردداً في أن تطرحه بديلاً لما قد يكون عندك مما قد تكون بذلت فيه الكثير من الجهد والعناء مما تحتسب أجره عند ربك، ثم ترى أن ما لديك هو الأدنى مهما لقي من ثناء أو احتفاء أمام هذا المشروع الذي أترك لك تقييمه بعد نظره؛ ففي تقديري أنه مشروع وجهد جدير بالنظر فيه إن لم نقل تبنيه.
من هو العلامة الدكتور على شراب لمن لا يعرفه ؟ الجواب : يمكنك مطالعة الإجابة بنفسك من محرك البحث جوجل أو من خلال الدخول على الموقع الشخصي للدكتور وكذلك عن محتوى الحلقة أو اللقاء الذي أسلفنا الإشارة إليه وما جاء فيه، وما كان به من وقفات يمكنك أن تقف معها وعليها، ذلك أن المقال ليس عن شخص الرجل ولا عن محتوى الحلقة التي أوجز فيها خلال ساعة عرض مشروعه (الطريق إلى الحكمة) الذي استغرق ثلاثة عشر سنة من العمل، والذي هو بيت القصيد من المقال وهو الذي نوجه عناية القارئ الكريم في العالم العربي والإسلامي بالاطلاع عليه والوقوف على مضمونه ومحتواه، وهل يصلح هذا المشروع الذي إن أراد كاتب السطور وفقاً لفهمه الأولي، وقبل التعمق فيه بمعياري العمق والشمولية الذين وضعهما صاحب( الطريق إلى الحكمة) كأبرز المعايير والمعالم لرؤيته ومشروعه أن يوجزه لقارئه في جملة قصيرة، أو عنوان مفسر لفهمنا له فإنني أقول إنه: صناعة الإنسان السوي. بكل ما تعنيه الصناعة، وما تحتاجه من مناهج وأدوات ،و بكل ما يعنيه معنى ومفهوم الإنسانية عند صاحب المشروع ، وما هو مفهوم السواء واللاسواء وما معاييره عند صاحب المشروع ؛ هل يصلح هذا المشروع لأن يكون مشروعاً من المشروعات التي تُطرح لاعتماده مشروعاً مُجمعاً عليه من قبل الأمة في خطوتها نحو توحيد التصور والهدف، والاجتماع والسعي تحت راية فكرية واحدة واضحة المعالم والأهداف والمقاصد والغايات ؟
هذا ما نتناوله بإذن الله في مقالات لاحقة في حينها ووقتها. مع عظيم التحية للدكتور على شراب الذي كتب فقال:
" تنعم السفن في المرافئ بالأمان ..لكنها لم تُخلق لذلك "
حسن الخليفة عثمان
كاتب إسلامي
- التصنيف: