ديوث

منذ 2015-10-06

ألفنا المعصية وعشنا معها وتعودنا عليها؛ فلم نعد نميز السليم من الفاسد ولا الحقيقة من الكذب.

اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بقصة ذلك الشاب الذي طلق زوجته ليلة الدخلة. حيث أنه حين ذهب إلى الكوافير لاحضارها؛ وجدها ترتدي فستانا مفتوح الصدر؛ كما أنها ليست في قسم المحجبات. وهذا كان الاتفاق، الفستان طويل وطرحة؛ والكوافير قسم المحجبات.

حين تكلم معها قالت له أنها ليلة العمر؛ ولابد وأن نفرح وأنه لا يجب عليه أن يصبح "قفل ".  تكلم الشاب مع أهل زوجته الذين طالبوه بأن "يعديها". كان الغضب رهيبا جدا؛ وحاول مرارا أن يتحكم في أعصابه، وجلس معه أصدقائه ليطالبوه بأن "يعديها". هذه ليلة العمر ليلة ليست كأي ليلة.

وقف الشاب أمام زوجته وأهلها ثم بصوت مرتفع طلقها وانصرف. اتصل بأصدقائه وأبلغهم بإلغاء الفرح.

كانت أراء الشباب والفتيات متنوعة ومثيرة جدا، فقالو إن هذا الشاب قفل حقيقي والحياة معه ستكون صعبة، وبعضهم اقتنع تماما بموقفه؛ وقالوا عليه هذا رجل يتعذر وجوده في هذا الزمن.

فما رأيك أنت؟

هناك درس شهير في دروس الإدارة وهو كيف تقيس الأشياء؟ أولا؛ لابد من وحدة قياس؛ وأداة قياس فالترمومتر يقيس درجات الحرارة؛ والمسطرة تقيس المسافة وهكذا... إذا في حالة مثل هذه؛ نفتقد تماما المرجعية وعلام نستند؛ وذلك لغياب الدين تماما من مجتمع مثل مجتمعنا.

الإجابة بسيطة وسهلة جدا ولا تحتاج إلى عناء في التفكير، ألفنا المعصية وعشنا معها وتعودنا عليها؛ فلم نعد نميز السليم من الفاسد ولا الحقيقة من الكذب. هذا الشاب رفض أن يكون ديوثا...

عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم قال : «ثلاثةٌ قد حَرّمَ اللهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - عليهم الجنةَ: مُدْمِنُ الخمر، والعاقّ، والدّيّوثُ الذي يُقِرُّ في أَهْلِهِ الخُبْثَ» (رواه أحمد والنسائي).

وروى الطبراني عن عمار بن ياسر رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاثة لا يدخلون الجنة أبدًا: الديوث، والرجُلَة من النساء، والمدمن الخمر»، قالوا: يا رسول الله: أما المدمن الخمر فقد عرفناه، فما الديوث؟ قال: «الذي لا يبالي من دخل على أهله»، قلنا: فما الرجُلَة؟ قال: «التي تتشبه بالرجال» (قال الهيثمي في مجمع الزوائد؛ فيه مساتير، وليس فيهم من قيل إنه ضعيف)
____________
محمد هيكل

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام