فى المصالحة والوهم واﻹيمان(3)
إذا انعدمت اﻷسباب فربّ اﻷسباب والكون كله معك؛ وينجيك إذا توجهت إليه بإخلاص.
قال صديقي: الواقع سىء.
قلت له: الله يقول: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} [الرعد:11]، واجب اتخاذ خطوات هامة.
- مراجعة شاملة أوﻻ للأخطاء مع الله فى كل شيء؛ سواء فى العقيدة أوفى العبادة.
- مراجعة للأسباب التى اتُخذت بداية من اعتصام رابعة وإخراج الجماهير فى تظاهرات حاشدة أمام الرصاص الحى وكل ماتم بتفصيله.
- معرفة الموضع الذى نحن فيه اﻵن من كل ناحية؛ سواء من حيث الموقف الشرعى من النظام؛ والقدرات والموقف الدولى وإﻹقليمى؛ خاصة بعد تطورات سوريا ودخول روسيا والصين.
فقال صديقي: وما الحل اﻵن؟
قلت له: الله يقول: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن:16].
قال صديقي: ونعم بالله، لكن كما ترى 50 ألف معتقل رهائن؛ بخلاف القتل ﻻيتوقف، وأضعافهم مطاردون فى كل مكان، والسفاح أمريكا والغرب يؤيدونه.
قلت له: الله يقول: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران:173].
قال صديقي: نعم؛ وما العمل اﻵن؟ هل نعيد ترتيب مطالبنا؛ أم ماذا؟
قلت له: أنت مصمم على عمل سريع؛ وأكرر لك، نحتاج هدنة للمراجعة من كل ناحية؛ وإعادة حساب، فالمعارضة للنظام المصرى مختلفة فى الرؤى واﻷسباب، وهم مستعجلون وواهمون منذ هتاف بكرة العصر مرسي فى القصر، حتى اﻹنقلاب يترنح؛ وإنقلاب على اﻹنقلاب.
لقد تم ترويج الوهم تحت حجة الضغط السياسى؛ والحقيقة أنهم ضغطوا على أنصارهم بالوهم حتى أصابوا فريقا منهم باﻹحباط. لقد تسببت إدارة الأزمة من رافضي اﻹنقلاب بجهل؛ أو تقدير خاطىء؛ فى أزمة فى تلك اﻷزمة،
واﻵن نحتاج واجب الوقت، وهو تثبيت الجماهير على الحق بالثبات على دين الله ومعرفة هوية الصراع؛ وبدون تحديد لهوية الصراع سوف يتخبط الناس.
أﻻ ترى أن اﻻنقلاب حدد هوية الصراع وأعلنها من أول يوم؛ ويستمد العون من العالم بناء على ماحدده من هوية صراع؛ لسحق الهوية الإسلامية فى مصر؛ وإعلاء لهوية علمانية متطرفة. وأنت مرتعش فى تحديد هوية صراعك.
قال صديقي: ولكننا نحتاج إلى مناورة سياسية؛ وإرسال رسائل سياسية كي نرتب موقفا جديدا.
قلت له: كأنك لم تسمع ما أقول، ولكن أقول لك، شوف نفسك وحجمك عشان تناور وترسل رسائل، وبعدين ضع الله فى قلبك وعقلك فى ضبط كل أمر. {قُلْ إِنَّ الأمر كُلَّهُ للَّهِ} [آل عمران:154].
نعم الموقف سىء؛ لكن لسنا أقل من صاحب الحوت؛ { فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنبياء:87-88]؛ إذا انعدمت اﻷسباب فربّ اﻷسباب والكون كله معك؛ وينجيك إذا توجهت إليه بإخلاص.
وأخيرا الاعتراف باﻷخطاء؛ وصدق التوجه لله عملا وقوﻻ وإيمانا وتربية؛ وتغيير القيادات التي فشلت طوال ستة وعشرين شهرا هو الحل.
- التصنيف:
- المصدر: