دليل المسلم الجديد - (20) الدعاء
الدعاء وأهميته
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.
إن الله تعالى يحب أن يُسأل، ويُرغبَ إليه في كل شيء، ويغضب على من لم يسأله، ويستدعي من عباده سؤاله، قال الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر:60]. وللدعاء من الدين منزلة عالية رفيعة، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم: « » (رواه الترمذي [3372])، (وأبو داود [1479])، (وابن ماجه [3828]) وصححه الألباني في (صحيح الترمذي [2590]) وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: « » حسنه الألباني كما في (صحيح سنن الترمذي برقم [2684])، وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: « » حسنه الألباني (انظر: صحيح سنن الترمذي برقم [2686]).
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: "والأدعية والتعوذات بمنزلة السلاح، والسلاح بضاربه، لا بحده فقط، فمتى كان السلاح سلاحًا تامًا لا آفة به، والساعد ساعد قوي، والمانع مفقود، حصلت به النكاية في العدو. ومتى تخلف واحد من هذه الثلاثة تخلف التأثير" (الداء والدواء [ص35]).
شروط وآداب الدعاء
[1]- أن يكون الداعي موحدًا لله تعالى في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، ممتلئًا قلبه بالتوحيد، فشرط إجابة الله للدعاء: استجابة العبد لربه بطاعته وترك معصيته، قال الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة:186].
[2]- الإخلاص لله تعالى في الدعاء، قال الله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء} [البينة:5]، والدعاء هو العبادة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، فالإخلاص شرط لقبوله.
[3]- أن يسأل اللهَ تعالى بأسمائه الحسنى، قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ} [الأعراف:180].
[4]- الثناء على الله تعالى قبل الدعاء بما هو أهله، روى الترمذي [3476] عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ رضي الله عنه قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدٌ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى فَقَالَ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي"، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «
» وفي رواية له [3477]: « ». قَالَ: "ثُمَّ صَلَّى رَجُلٌ آخَرُ بَعْدَ ذَلِكَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « » صححه الألباني في (صحيح الترمذي [2765]، [2767]).[5]- الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «
» رواه الطبراني في (الأوسط [1/220])، وصححه الشيخ الألباني في (صحيح الجامع [4399]).[6]- استقبال القبلة، روى مسلم [1763] عن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: "لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَهُمْ أَلْفٌ وَأَصْحَابُهُ ثَلاثُ مِائَةٍ وَتِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلا، فَاسْتَقْبَلَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقِبْلَةَ ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ: «
» فَمَا زَالَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ مَادًّا يَدَيْهِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ..." الحديث. قال النووي رحمه الله في شرح مسلم: "فِيهِ اِسْتِحْبَاب اِسْتِقْبَال الْقِبْلَة فِي الدُّعَاء، وَرَفْع الْيَدَيْنِ فِيهِ".[7]- رفع اليدين، روى أبو داود [1488] عَنْ سَلْمَانَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «
»، وصححه الشيخ الألباني في (صحيح أبي داود [1320]). ويكون باطن الكف إلى السماء على صفة الطالب المتذلل الفقير المنتظر أن يُعْطَى، روى أبو داود [1486] عن مَالِكِ بْنَ يَسَارٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: « »، وصححه الشيخ الألباني في (صحيح أبي داود [1318]).وهل يضم يديه عند رفعهما أو يجعل بينهما فرجة؟
نص الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في (الشرح الممتع [4/25]) أنها تكون مضمومة. ونص كلامه: "وأما التفريج والمباعدة بينهما فلا أعلم له أصلًا لا في السنة ولا في كلام العلماء" انتهى.
[8]- اليقين بالله تعالى بالإجابة، وحضور القلب؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: « » (رواه الترمذي [3479])، وحسنه الشيخ الألباني في (صحيح الترمذي [2766]).
[9]- الإكثار من المسألة، فيسأل العبد ربه ما يشاء من خير الدنيا والآخرة، والإلحاح في الدعاء، وعدم استعجال الاستجابة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: « » (رواه البخاري [6340]) (ومسلم [2735]).
[10]- الجزم فيه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «
» (رواه البخاري [6339])، (ومسلم [2679]).[11]- التضرع والخشوع والرغبة والرهبة، قال الله تعالى: {ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً} [الأعراف:55]، وقال: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء:90]، وقال: {وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ} [ الأعراف:205].
[12]- الدعاء ثلاثًا، روى البخاري [240]، ومسلم [1794] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: "بَينَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عِنْدَ الْبَيْتِ وَأَبُو جَهْلٍ وَأَصْحَابٌ لَهُ جُلُوسٌ وَقَدْ نُحِرَتْ جَزُورٌ بِالأَمْسِ، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: أَيُّكُمْ يَقُومُ إِلَى سَلا جَزُورِ بَنِي فُلانٍ فَيَأْخُذُهُ فَيَضَعُهُ عَلَى ظَهْرِ مُحَمَّدٍ إِذَا سَجَدَ، فَانْبَعَثَ أَشْقَى الْقَوْمِ فَأَخَذَهُ فَلَمَّا سَجَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضَعَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، قَالَ: فَاسْتَضْحَكُوا وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَمِيلُ عَلَى بَعْضٍ. وَأَنَا قَائِمٌ أَنْظُرُ لَوْ كَانَتْ لِي مَنَعَةٌ طَرَحْتُهُ عَنْ ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاجِدٌ مَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ حَتَّى انْطَلَقَ إِنْسَانٌ فَأَخْبَرَ فَاطِمَةَ فَجَاءَتْ وَهِيَ جُوَيْرِيَةٌ فَطَرَحَتْهُ عَنْهُ ثُمَّ أَقْبَلَتْ عَلَيْهِمْ تَشْتِمُهُمْ، فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاتَهُ رَفَعَ صَوْتَهُ ثُمَّ دَعَا عَلَيْهِمْ -وَكَانَ إِذَا دَعَا دَعَا ثَلاثًا، وَإِذَا سأَلَ سَأَلَ ثَلاثًا- ثُمَّ قَالَ: «
» ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا سَمِعُوا صَوْتَهُ ذَهَبَ عَنْهُمْ الضِّحْكُ وَخَافُوا دَعْوَتَهُ، ثُمَّ قَالَ: « » -وَذَكَرَ السَّابِعَ وَلَمْ أَحْفَظْهُ- فَوَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَقِّ لَقَدْ رَأَيْتُ الَّذِينَ سَمَّى صَرْعَى يَوْمَ بَدْرٍ ثُمَّ سُحِبُوا إِلَى الْقَلِيبِ قَلِيبِ بَدْرٍ".[13]- إطابة المأكل والملبس، روى مسلم [1015] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «
»، فَقَالَ: « »، وَقَالَ: « »، ثُمَّ ذَكَرَ « » قال ابن رجب رحمه الله: فأكل الحلال وشربه ولبسه والتغذي به سبب موجِبٌ لإجابة الدعاء ا.هـ.[14]- إخفاء الدعاء وعدم الجهر به، قال الله تعالى: {ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً} [الأعراف:55]، وأثنى الله تعالى على عبده زكريا عليه السلام بقوله: {إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيًّا} [مريم:3].
[15]- ألا ينشغل بالدعاء عن أمر واجب مثل فريضة حاضرة أو يترك القيام بحق والد بحجة الدعاء. ولعل في قصة جريج العابد ما يشير إلى ذلك لما ترك إجابة نداء أمه وأقبل على صلاته فدعت عليه فابتلاه الله تعالى.
قال النووي رحمه: "قال العلماء: هذا دليل على أنه كان الصواب في حقه إجابتها لأنه كان في صلاة نفل والاستمرار فيها تطوع لا واجب وإجابة الأم وبرها واجب وعقوقها حرام..." صحيح مسلم بشرح النووي [16/82]. وللاستزادة ينظر كتاب الدعاء لمحمد بن إبراهيم الحمد.
[16]- تجنب الاعتداء في الدعاء فإنه سبحانه وتعالى لا يحب الاعتداء في الدعاء قال سبحانه: {ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً} [الأعراف:55].
[17]- حسن الظن بالله تعالى قال صلى الله عليه وسلم: يقول الله تعالى: « » (رواه البخاري [7405])، (ومسلم [4675]) وفي حديث أبي هريرة: "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة" رواه الترمذي، وحسنه الألباني في صحيح الجامع [245]. من ظن بربه خيرًا أفاض الله عليه جزيل خيراته، وأسبل عليه جميل تفضلاته، ونثر عليه محاسن كراماته وسو ابغ أعطياته.
أماكن وأوقات إجابة الدعاء
أوقات الدعاء المستجاب وأماكنه كثيرة جداً وهذه جملة منها:
[1]- ليلة القدر فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعائشة لما قالت له: أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر، ما أقول فيها؟ قال: قولي « ».
[2]- الدعاء في جوف الليل وهو وقت السحر ووقت النزول الإلهي فإنه سبحانه يتفضل على عباده فينزل ليقضي حاجاتهم ويفرج كرباتهم فيقول: « » (رواه البخاري [1145]).
[3]- دبر الصلوات المكتوبات وفي حديث أبي أمامة "قيل يا رسول الله أي الدعاء أسمع؟" قال «
» (رواه الترمذي [3499]) وحسنه الألباني في صحيح الترمذي.وقد اختلف في دبر الصلوات هل هو قبل السلام أو بعده؟.
واختار شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم أنه قبل السلام، قال ابن تيمية: "دبر كل شيء منه كدبر الحيوان" زاد المعاد [1/305]، وقال الشيخ ابن عثمين: "ما ورد من الدعاء مقيدًا بدبر الصلاة فهو قبل السلام وما ورد من الذكر مقيدًا بدبر الصلاة، فهو بعد الصلاة؛ لقوله تعالى: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُواْ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ} [النساء:103] انظر كتاب الدعاء للشيخ محمد الحمد [ص54].
[4]- بين الأذان والإقامة فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « » (رواه أبو داود [521])، (والترمذي [212])، وانظر صحيح الجامع [2408].
[5]- عند النداء للصلوات المكتوبة وعند التحام الصفوف في المعركة كما في حديث سهل بن سعد مرفوعًا: «
» رواه أبو داود وهو صحيح انظر صحيح الجامع [3079].[6]- عند نزول الغيث كما في حديث سهل بن سعد مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم: «
» رواه أبو داود وصححه الألباني في صحيح الجامع [3078].[7]- في ساعة من الليل كما قال عليه الصلاة والسلام: «
» (رواه مسلم [757]).[8]- ساعة يوم الجمعة، فقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة فقال: « » وأشار بيده يقللها. (رواه البخاري [935])، (ومسلم [852]).
[9]- عند شرب زمزم فعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « » رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع [5502].
[10]- في السجود قال صلى الله عليه وسلم: «
» (رواه مسلم [482]).[11]- عند سماع صياح الديكة لحديث: «
» (رواه البخاري [2304])، (ومسلم [2729]).[12]- عند الدعاء بـ «وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ. فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنبياء:87-88]. قال رحمه الله: في هذه الآية شرط الله لمن دعاه أن يجيبه كما أجابه وينجيه كما نجاه وهو قوله: {وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ} الجامع لأحكام القرآن [11/334].
» وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم: أنه قال: « » رواه الترمذي وصححه في صحيح الجامع [3383] قال القرطبي في تفسير قوله تعالى: {[13]- إذا وقعت عليه مصيبة فدعا بـ «
» فقد أخرج مسلم في صحيحه [918] عن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « » (رواه مسلم [918]).[14]- دعاء الناس بعد قبض روح الميت ففي الحديث أن النبي صلى الله دخل على أبي سلمة وقد شق بصره فأغمضه ثم قال: «
» (رواه مسلم [2732]).[15]- الدعاء عند المريض: فقد أخرج مسلم [919] عن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت: قال صلى الله عليه وسلم: «
» قالت: فلما مات أبو سلمة أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إن أبا سلمة قد مات، فقال لي « » قالت: "فقلت فأعقبني الله من هو خير لي منه، محمدًا صلى الله عليه وسلم".[16]- دعوة المظلوم وفي الحديث: «
» (رواه البخاري [469])، (ومسلم [19]) وقال عليه الصلاة والسلام: « » (رواه أحمد وانظر صحيح الجامع [3382]).[17]- دعاء الوالد لولده -أي: لنفعه- ودعاء الصائم في يوم صيامه ودعوة المسافر فقد صح عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال: «
» (رواه البيهقي وهو في صحيح الجامع [2032])، (وفي الصحيحة [1797]).[18]- دعوة الوالد على ولده -أي: لضرره- ففي الحديث الصحيح: «
» (رواه الترمذي [1905])، وانظر صحيح الأدب المفرد [372].[19]- دعاء الولد الصالح لوالديه كما ورد في الحديث الذي أخرجه مسلم [1631]: «
».[20]- الدعاء بعد زوال الشمس قبل الظهر فعن عبد الله بن السائب رضي الله عنه أن رسول الله كان يصلي أربعًا بعد أن تزول الشمس قبل الظهر وقال: «
» (رواه الترمذي وهو صحيح الإسناد انظر تخريج المشكاة [1/337]).[21]- الدعاء عند الاستيقاظ من الليل وقول الدعاء الوارد في ذلك فقد قال صلى الله عليه وسلم: «
» (رواه البخاري [1154]).
موانع إجابة الدعاء
[1]- أن يكون الدعاء ضعيفًا في نفسه، لما فيه من الاعتداء أو سوء الأدب مع الله عز وجل، و الاعتداء هو سؤال الله عز وجل ما لا يجوز سؤاله كأن يدعو الإنسان أن يخلده في الدنيا أو أن يدعو بإثم أو محرم أو الدعاء على النفس بالموت و نحوه. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: « » (رواه مسلم).
[2]- أن يكون الداعي ضعيفًا في نفسه، لضعف قلبه في إقباله على الله تعالى. أما سوء الأدب مع الله تعالى فمثاله رفع الصوت في الدعاء أو دعاء الله عز و جل دعاء المستغني المنصرف عنه أو التكلف في اللفظ والانشغال به عن المعنى، أو تكلف البكاء والصياح دون وجوده والمبالغة في ذلك.
[3]- أن يكون المانع من حصول الإجابة: الوقوع في شيء من محارم الله مثل المال الحرام مأكلًا ومشربًا وملبسًا ومسكنًا ومركبًا ودخل الوظائف المحرمة، و مثل رين المعاصي على القلوب، والبدعة في الدين واستيلاء الغفلة على القلب.
[4]- أكل المال الحرام، و هو من أكبر موانع استجابة الدعاء، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [المؤمنون:51] {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} [البقرة:172] » (رواه مسلم). فتوفر في الرجل الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم بعض الأمور المعينة على الإجابة من كونه مسافرًا مفتقرًا إلى الله عز وجل لكن حجبت الاستجابة بسبب أكله للمال الحرام، نسأل الله السلامة والعافية.
{[5]- إستعجال الإجابة و الاستحسار بترك الدعاء، فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «
» (رواه البخاري ومسلم).[6]- تعليق الدعاء، مثل أن يقول اللهم اغفر لي إن شئت، بل على الداعي أن يعزم في دعائه و يجد ويجتهد ويلح في دعائه قال النبي صلى الله عليه وسلم: «
نسأل الله تعالى أن يوفقنا لملازمة الدعاء وأن يستجيب لنا وهو نعم المولى ونعم النصير والله تعالى أعلى وأعلم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين.
- التصنيف:
- المصدر: