همّةٌ تعانق السّحاب
قَومٌ أدرَكوا معنى.. "إنما النَّصرُ صَبرُ ساعة" ..
ولَقَد وَجَدتُ أن ذاكَ الألَمُ المُمض.. والهَمُّ الموهِن.. والحُزنُ المُقيم.. لا يُصيبُ إلا من طالَ أمَلُه وضَعُفَ إيمانُه.. وصارَت الدُّنيا هَمّه.. ولَو أنك تَجَوَّلتَ في سِيَرِ الأُوَل.. من الصحابة والتّابعين.. ومن تبعهم بِإحسان.. فَلَسوف تَعجبُ من هِمّة القوم.. ومِن الثَّبات في وَجه المِحَن..
تلك التي تتحرك لها الجبال حَقّا.. وتَثبُت قُلوب المُتَوَكِّلين..! ذاك أنهم قَومٌ أدرَكوا معنى.. "إنما النَّصرُ صَبرُ ساعة" .. فَجاهَدوا أنفُسِهم.. وإن مالَت للوهن أقاموها.. وإن تغافلت أو تناسَت ذَكَّروها.. وإن تعاظمت الدُّنيا في أعَينهم احتقروها.. فَعادَت لحجمها.. بِكُل ما فيها.. فرحها وحُزنها.. غِناها وفقرها.. دموعها وابتساماتها.. بأسها ونعيمها .. فَهانَ عليهم فيها كُلّ شيء.. فابتسموا.. ولذلك اليوم الذي ستبدأ فيها حياتهم فعلا.. أعَدّوا..!
بسمة موسى
مهتمة بالقراءة في مجالات مختلفة والمجال الأدبي خاصة بفروعه المختلفة
- التصنيف:
- المصدر: