أحاديث عملية في شهر الصيام (1)
منذ 2009-08-14
(1)
التخطيط في رمضان
إن رمضان شهر تتهيأ فيه النفوس للطاعة، وتزدلف إلى ربها تبارك وتعالى، وتقبل إقبال الراشد الفقيه إلى اغتنام أيامه ولياليه.. ومن المهم جداً أن يعي الإنسان أن هذه فرصة تهيأت له وقد حرمها كثيرون ما بين راحل قبل اللقاء وما بين حاضر مسلوب من العافية، مكدّر في غصص الأمراض..
إن حاجة الإنسان للتخطيط حاجة لا يدركها إلا من وقف على نهاياتها، وتحقق له آثارها من النجاح والتوفيق.. وإن الحاجة في هذا الشهر للتخطيط أكبر من أن يُتحدّث عن أهميتها.. إنها عمر الإنسان وغايته وفرصته التي لاحت ولا تفوت إلا على محروم.
تنبع الحاجة للتخطيط في رمضان من كون فُرَصِه كثيرة جداً.. وبدون التخطيط قد يفوت الإنسان منها أربحاً كبيرة.. لذا كان من الأهمية بمكان أن يدرك الإنسان وهو يشهد رمضان أنه بحاجة ماسة إلى أن يخطط لشهره تخطيطاً يجد آثاره بإذن الله تعالى في مستقبل أيامه وحياته كلها.
أول قضية ينبغي أن تثار في التخطيط هي مسـألة الأهداف التي يختطها الإنسان لحياته عبر أوقات هذا الشهر الكريم.. وينبغي للعاقل أن يسأل نفسه السؤال الكبير.. ما هي أهدافي في شهر رمضان؟، هذا التساؤل مهم في البداية حتى يستطيع العقل أن يوسّع دائرته في التفكير ليصل في النهاية إلى ما يريد..
إن الهدف الذي ينبغي أن ينشغل به الإنسان في رمضان هو "زيادة التقوى" فعلى الإنسان أن يُعنى بهذا الهدف الكبير، وأن يجهد في الطريق الموصل إلى تحقيقه على ظهر الأرض، ويمكن ذلك من خلال رسم آلية للمحافظة على صلاة الفريضة، والأوراد الثابتة من النوافل، وصلاة التراويح والقيام، وأوراد الأذكار، وقراءة القرآن، والصدقة، والبر، والمعروف، وكل ما يمكن أن يكون سبيلاً لتحقيق هذه الغاية الكبرى. وعلى الإنسان أن يجهد كثيراً في استثمار كل الفرص الممكنة في هذا الشهر حتى يسلم من الغبن، ويرتفع إلى عداد الفائزين أصحاب المعالي.. كذلك ينبغي أن يكون يقظاً جداً من الوقوع في معصية تهتك ستر التقوى العظيم في منازل هذا الشهر الكريم.. إن الطريق الآخر لتحقيق تلك الغاية "التقوى" هو الترفّع عن الخطايا، والوقوع في منا هي الله تعالى ومعاصيه.. وحين يكون الإنسان مدركاً لذلك يمكن أن يكون شيئاً كبيراً في نهاية شهره.
إن من أبجديات التخطيط في هذه الفرصة أن يكتب الإنسان لنفسه أهدافاً واضحة، ويجهد في إبرازها في المكان المناسب من بيته، ويجعلها بين ناظريه في كل لحظة.. إن هذا الأمر يجعلنا مستوفزين للعمل، قادرين على المنافسة.. راغبين في كتابة التاريخ..
وهذه الأهداف التي يكتبها الإنسان لنفسه ينبغي أن تتوزّع بدراسة قبلية لقدرات الإنسان وممتلكاته فيحدد كم يريد أن يختم القرآن الكريم؟، وكم يريد أن يدفع من مرتبه في الصدقة؟، كم هم الصائمين الذين سيفطرهم؟، وكم مرة يريد أن يزور أرحامه وأقاربه؟، وكم يريد أن يعتمر أو يعمر غيره؟، وما هو البر الذي يقدمه لوالديه؟، وما هي النوافل والأوراد التي يريد أن يحافظ عليها ويلتزمها في هذا الشهر؟، ما هي البرامج الدعوة والتربوية والاجتماعية التي سيعنى بها هذا الشهر الكريم؟، إن الانشغال بهذه الأهداف، والعناية بهذا التخطيط في بداية الشهر ستوقف الإنسان بإذن الله تعالى في نهاية شهره على العجائب في تاريخه.. وهذه الدقائق التي يقتطعها الإنسان من وقته هي أربح ما يعود على نفسه بالخيرات.. فقط إذا أدركنا أننا قادرون على صناعة تاريخنا بالرؤية التي نضعها لأنفسنا.. وليست الرؤية التي يدفعنا إليها الواقع، أو تجترنا إليها الظروف والأحوال.
والله المسؤول أن يعيننا على استثمار شهرنا في الخيرات.
مشعل عبد العزيز الفلاحي
Mashal001@maktoob.com
إن رمضان شهر تتهيأ فيه النفوس للطاعة، وتزدلف إلى ربها تبارك وتعالى، وتقبل إقبال الراشد الفقيه إلى اغتنام أيامه ولياليه.. ومن المهم جداً أن يعي الإنسان أن هذه فرصة تهيأت له وقد حرمها كثيرون ما بين راحل قبل اللقاء وما بين حاضر مسلوب من العافية، مكدّر في غصص الأمراض..
إن حاجة الإنسان للتخطيط حاجة لا يدركها إلا من وقف على نهاياتها، وتحقق له آثارها من النجاح والتوفيق.. وإن الحاجة في هذا الشهر للتخطيط أكبر من أن يُتحدّث عن أهميتها.. إنها عمر الإنسان وغايته وفرصته التي لاحت ولا تفوت إلا على محروم.
تنبع الحاجة للتخطيط في رمضان من كون فُرَصِه كثيرة جداً.. وبدون التخطيط قد يفوت الإنسان منها أربحاً كبيرة.. لذا كان من الأهمية بمكان أن يدرك الإنسان وهو يشهد رمضان أنه بحاجة ماسة إلى أن يخطط لشهره تخطيطاً يجد آثاره بإذن الله تعالى في مستقبل أيامه وحياته كلها.
أول قضية ينبغي أن تثار في التخطيط هي مسـألة الأهداف التي يختطها الإنسان لحياته عبر أوقات هذا الشهر الكريم.. وينبغي للعاقل أن يسأل نفسه السؤال الكبير.. ما هي أهدافي في شهر رمضان؟، هذا التساؤل مهم في البداية حتى يستطيع العقل أن يوسّع دائرته في التفكير ليصل في النهاية إلى ما يريد..
إن الهدف الذي ينبغي أن ينشغل به الإنسان في رمضان هو "زيادة التقوى" فعلى الإنسان أن يُعنى بهذا الهدف الكبير، وأن يجهد في الطريق الموصل إلى تحقيقه على ظهر الأرض، ويمكن ذلك من خلال رسم آلية للمحافظة على صلاة الفريضة، والأوراد الثابتة من النوافل، وصلاة التراويح والقيام، وأوراد الأذكار، وقراءة القرآن، والصدقة، والبر، والمعروف، وكل ما يمكن أن يكون سبيلاً لتحقيق هذه الغاية الكبرى. وعلى الإنسان أن يجهد كثيراً في استثمار كل الفرص الممكنة في هذا الشهر حتى يسلم من الغبن، ويرتفع إلى عداد الفائزين أصحاب المعالي.. كذلك ينبغي أن يكون يقظاً جداً من الوقوع في معصية تهتك ستر التقوى العظيم في منازل هذا الشهر الكريم.. إن الطريق الآخر لتحقيق تلك الغاية "التقوى" هو الترفّع عن الخطايا، والوقوع في منا هي الله تعالى ومعاصيه.. وحين يكون الإنسان مدركاً لذلك يمكن أن يكون شيئاً كبيراً في نهاية شهره.
إن من أبجديات التخطيط في هذه الفرصة أن يكتب الإنسان لنفسه أهدافاً واضحة، ويجهد في إبرازها في المكان المناسب من بيته، ويجعلها بين ناظريه في كل لحظة.. إن هذا الأمر يجعلنا مستوفزين للعمل، قادرين على المنافسة.. راغبين في كتابة التاريخ..
وهذه الأهداف التي يكتبها الإنسان لنفسه ينبغي أن تتوزّع بدراسة قبلية لقدرات الإنسان وممتلكاته فيحدد كم يريد أن يختم القرآن الكريم؟، وكم يريد أن يدفع من مرتبه في الصدقة؟، كم هم الصائمين الذين سيفطرهم؟، وكم مرة يريد أن يزور أرحامه وأقاربه؟، وكم يريد أن يعتمر أو يعمر غيره؟، وما هو البر الذي يقدمه لوالديه؟، وما هي النوافل والأوراد التي يريد أن يحافظ عليها ويلتزمها في هذا الشهر؟، ما هي البرامج الدعوة والتربوية والاجتماعية التي سيعنى بها هذا الشهر الكريم؟، إن الانشغال بهذه الأهداف، والعناية بهذا التخطيط في بداية الشهر ستوقف الإنسان بإذن الله تعالى في نهاية شهره على العجائب في تاريخه.. وهذه الدقائق التي يقتطعها الإنسان من وقته هي أربح ما يعود على نفسه بالخيرات.. فقط إذا أدركنا أننا قادرون على صناعة تاريخنا بالرؤية التي نضعها لأنفسنا.. وليست الرؤية التي يدفعنا إليها الواقع، أو تجترنا إليها الظروف والأحوال.
والله المسؤول أن يعيننا على استثمار شهرنا في الخيرات.
مشعل عبد العزيز الفلاحي
Mashal001@maktoob.com
المصدر: صيد الفوائد
- التصنيف: