سياط الواقع تلهب ظهورهم

عبارات من نحو "العالم ينظر إلينا"، "أنجزنا كذا للعالم"، و نحوها كلها تأتي في إطار تقديم الرئيس السيسي كشف إنجازات داخلية في كل محفل دولي مهم يحضره، و كل هذا هو جزء من منظومة نظام الحكم الذي يقوده السيسي في مصر و هو الاعتماد في شرعية حكمه على رضا و مساندة النظام الدولي له، حتى أن السيسي نفسه هو و التحالف السياسي الذي سانده (و على رأسهم البرادعي) لم يقدموا على تنفيذ إنقلاب 3 يوليو 2013 إلا بعدما حصلوا على الضوء الأخضر من الولايات المتحدة و الإتحاد الأوروبي، و قبلهم حاول عمر سليمان الحصول على هذا الضوء أيام ثورة يناير ليعزل مبارك لكن الضوء تأخر، و ما يغفل عنه السيسي و مستشاروه هو أن رضى النظام الدولي عن نظامه لن يغنيه أبدا عن رضا الشعب المصري الحقيقي في الشارع و العشوائيات و أحياء و قرى مصر الفقيرة و الغنية على حد سواء و ليس في التلفزيون و الأغاني و هذا الشعب لن يرضى إلا بإنجازات يشعر بها فعلا في الحريات و الاقتصاد، أما الإنجازات الوهمية التي يرددها الإعلام فلن تغني عنه شيئا لأن الناس مش معقول يصدقوا الغناء بينما سياط الواقع تلهب ظهورهم.