كيف تحصل على أجر صيام وقيام مليون سنة؟
فلنحرص على حَمْل هذا الزاد؛ ليكون خيرَ أنيس في وحشة القبر، وخير جليس يوم القيامة،
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين. إن فضلَ الله تعالى عظيم، وإن كرمَ الله سبحانه لا حدود له؛ قال الله تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [يونس:107].
وفي السنة النبوية زَادٌ ثَرِي لفضائل الأعمال الصالحة، ولقد بيَّن الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الأعمال العظيمة، وحثَّ المسلمين على تتبُّع أجرها، وفي رحاب هذه الأعمال، وفي ظلال هذه الفضائل نقرأ هذا الحديث الشريف، عن أوس بن أوس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن اغتسل يومَ الجمعة، وغسَّل وبكَّر وابتكر، ودنا واستمع، وأنصت- كان له بكلِّ خطوة يخطوها أجرُ سنةٍ: صيامِها وقيامِها» (صححه الشيخ الألباني رحمه الله في (صحيح الترمذي)).
هذا حديث عظيم، ونبَأ كريم من سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم؛ لملازمة أفعال محمودة في يوم الجمعة العظيم، وهذا أجر كبير، وعمل يسير، يحرص عليه المسلم، ليتزوَّد به في الدنيا والآخرة، في يوم يكون الزادُ فيه الحسناتِ والباقيات الصالحات، والمتدبِّر في عاقبة العمل الصالح يُدرِكُ فضلَ الصنيع المطلوب، ولو وفَّى المسلم بالشروط الميسرة في الحديث الشريف، ومشى ألف خطوة، لكان له بكل خطوة أجر سنة صيامها وقيامها، ويتحصَّل بفضل الله تعالى على أجر ألف سنة صيامها وقيامها، ولو ثابر على فعل ذلك في كل جمعة في السنة لتحصل بفضل الله تعالى على ما يقارب أجر 50 ألف سنة صيامها وقيامها، ولو ثابر على ذلك عشر سنين لتحصل بفضل الله تعالى على أجر ما يقارب 500 ألف سنة صيامها وقيامها، ولو قام بالدلالة على ذلك للغير، لتحصَّل بفضل الله تعالى على ما لهم من أجور لا ينقص من أجورهم شيء؛ فعن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الدالَّ على الخير كفاعله» (رواه الترمذي، وصححه الألباني في (صحيح الترمذي)).
ويجبُ العلم أننا نطمع في كرم الله تعالى الكريم، والأرقام هي بمثابة تشجيع وتحفيز وبيانٍ لتوابع الفعل، وعواقب العمل؛ ليحرصَ عليه المسلمون، ويتنافس على تبليغ الخير المتنافسون.
أخي الكريم، فلنحرص على حَمْل هذا الزاد؛ ليكون خيرَ أنيس في وحشة القبر، وخير جليس يوم القيامة، ولنسعَ لتبليغ هذا الفضل بكل السبل المتاحة بصورة شخصية، أو باستخدام الآليات التكنولوجية؛ مثل: البريد الإلكتروني، ومواقع التواصل الاجتماعي، وغيرها، ونسأل الله تعالى من فضله، والله تعالى وليُّ ذلك والقادر عليه، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.
حسين أحمد عبد القادر
- التصنيف:
- المصدر: