اشهد لهم بالخير لكي يدخلوا الجنة بفضل الله تعالى

منذ 2016-01-09

أهمية الشَّهادة للناس، وأثر ذلك في دخول الجنَّة أو النَّار بأمر الله تعالى

بسم الله، والحمد لله، والصَّلاةُ والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين. عن سيدنا أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: مُرَّ بجنازةٍ فأُثني عليها خيرًا، فقال نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم: «وجَبَت، وجبَت، وجبَت»، ومُرَّ بجنازةٍ فأُثني عليها شرًّا، فقال نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم: «وجبَت، وجبَت، وجبت»، قال عمرُ: فِدًى لك أبي وأمي، مُرَّ بجنازةٍ فأُثني عليها خيرًا فقلتَ: وجبت، وجبت، وجبت، ومُرَّ بجنازةٍ فأُثني عليها شرًّا فقلتَ: وجبَت، وجبَت، وجبت؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَن أثنيتُم عليه خيرًا وجبَت له الجنةُ، ومن أثنيتُم عليه شرًّا وجبت له النارُ؛ أنتم شهداءُ الله في الأرض، أنتم شهداءُ الله في الأرض، أنتم شهداءُ الله في الأرض» (مسلم).

والحديث العظيم يرشدنا إلى أهمية الشَّهادة للناس، وأثر ذلك في دخول الجنَّة أو النَّار بأمر الله تعالى، وفيه أيضًا دلالة على حُسن الخُلق، والتواصي بالمعروف بين النَّاس؛ ابتغاءَ مرضاة الله تعالى، فالنَّاس يَشهدون على فاعل هذه الأعمال، ومَن يفعل هذه الأعمال الخيِّرة لا يفعلها رياءً أو سُمعة، وإنَّما يفعلها امتثالًا لأمر الله تعالى، وشهادة الناس إنَّما هي محصلة ونتيجة لِما اكتسب المرء مِن جرَّاء أعماله.


عاقبة الشهادة بالخير:
عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أيُّما مسلمٍ شهد له أربعةٌ قالوا خيرًا، أدخله اللهُ الجنَّة»، قلنا: أو ثلاثةٌ؟ قال: «أو ثلاثةٌ»، قلنا: أو اثنان؟ قال: «أو اثنان» ( النَّسائي، وصحَّحه الألباني).

وفي رحاب هذا الحديث الشَّريف نستكشف فضلًا كبيرًا، وخيرًا وفيرًا؛ وهو الشَّهادة بالخير لأهل الخير، وهو سبَب عظيم لدخول الجنَّة، والتمتُّع بنعيمها، ومَن منَّا مَن لَم يفعل معه معروفًا أهلُ الخير، أو يفرِّج عنه كُربةً من أهل الصَّلاح؟! فلنتذكَّرهم ونشهد لهم يوم القيامة، عسى أن يكون ذلك سببًا في دخول الجنَّة.

أَولى النَّاس بالشهادة بالخير هم الوالدان؛ فهم أصحاب المعروف علينا، والأحقُّ بصحبتنا، قال الله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [العنكبوت:8]، فلنَشهد لهم بالخير يوم القيامة، ولنشهد لإخوتنا، ومَن لَهم صِلَةُ رحِم بنا، ولنشهد لأصحاب الخَير والمعروف؛ طمعًا في كرَم الله تعالى أن يَرزقنا الشهادةَ بالخير، ويقبل الشهادة بالخير، والله جلَّ جلاله بيده الخير، وهو على كلِّ شيء قدير.

نسأل اللهَ سبحانه أن يَرزقنا الخيرَ، وأن يَجعلنا شاهدين عليه، والحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

حسين أحمد عبد القادر