إذا قرح القلب - [01] في دهاليز الذكريات

منذ 2016-02-14

إن من أشد الأوقات وطأة وقسوة على أحدنا تلك الأوقات التي تعاني فيها الشعور بأنه قد يقتلك الحنين كلما جاعت ذاكرتك لمثل: كلمة طيبة، أو نظرة محبة، أو لمسة حانية، أو بسمة مشرقة.

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

إن من أشد الأوقات وطأة وقسوة على أحدنا تلك الأوقات التي تعاني فيها الشعور بأنه قد يقتلك الحنين كلما جاعت ذاكرتك لمثل: كلمة طيبة، أو نظرة محبة، أو لمسة حانية، أو بسمة مشرقة. 

جعل الله لنا مخزوناً من الذكريات نلجأ إليه عند الحنين المتولد عن حاجة ملحة؛ لنستدعي ما نختاره من تلك الذكريات نجترها في بعض المواقف نتسلى باجترارها في مصابنا، نتعزى بإحيائها في قسوة حياتنا، 
نتنسم أريجها الفواح في قحولة وجدب صحراء أيامنا، نتقوّى بجمالها وعذوبتها على تخطي عقبات ما قُدّر لنا.

ولكن الطامة الكبرى:
عندما يشتد الحنين بنا؛ فنحاول استدعاء بعض تلك الذكريات الرائقة، فتكون المفاجأة: أنه لا مخزون لها في الذاكرة، نفتش ونفتش فلا نجد إلا جوعًا شديدًا بالذاكرة لجنس تلك الذكريات بالذات، بل ونألف ذاكرتنا وقد امتلأت بكل ما من شأنه زيادة قسوة الحياة، وجدب وقحولة الأيام؟!! 

فيا الله يـا الله كم نقسو على أنفسنا؟!... ولماذا؟!

يُتبع.

 
المقال التالي
[02] اتَّخذ من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ذكريات