أفيقي يا فتاة الإسلام

منذ 2009-12-23

أختي المسلمة: إليك هذه الكلمات التي تخرج من قلب أخ غيور مشفق عليك، يريد لك السعادة في الدنيا، والفلاح في الآخرة..


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد..

أختي المسلمة: إليك هذه الكلمات التي تخرج من قلب أخ غيور مشفق عليك، يريد لك السعادة في الدنيا، والفلاح في الآخرة.

أيتها الفتاة المسلمة: التي تؤمن بالله رباً، وبالإسلام ديناً وبمحمداً صلى الله عليه وسلم نبياً، وبالكتاب والسنة منهجاً.

يا فتاة الاسلام: يا من تعيشين في كنف ربك وتحت رحمة خالقك وتخضعين لأوامر بارئك، ويا من تجتنبين نواهيه هل سألت نفسك يوماً هذه الأسئلة؟


لماذا أتحجب؟، وطاعة لمن؟، وما معنى الحجاب؟، وما شروطه؟، أربعة أسئلة يجدر بكل مسلمة أن تطرحها على نفسها، وأن تعرف جوابها، وأن تعمل بها بعد معرفة الأدلة من الكتاب والسنة لتكون على بينة من أمرها.

أختي.. إن الفتاة المسلمة تتحجب لأنها تعلم أنه أمر من الله تعالى، والله لا يأمر إلا بالخير لها وللبشرية جميعها، وتدرك أن الحجاب عفة وشرف وكرامة لها، وحفظ لماء وجهها من الأعين الخائنة والسهام المسمومة، إذ أن المرأة غالية لها مكانتها في الإسلام وبين المسلمين، لذا وجب عليها أن تحافظ على نفسها بالحجاب والستر والعفاف.


أما المرأة عند الغرب وعملائهم من الإباحيين فهي سلعه رخيصة يستخدمونها في ملاذهم وشهواتهم، حتى وصل الحال بهم إلى أن جعلوها دعاية يسوقون بها بضائعهم، واسألي نفسك يا أخية لو رأوك غير لائقة الشكل أو كبيرة السن هل ستجدين من يضع صورتك على غلاف المجلة لأنك امرأة مثقفة؟ وهل ستجدين من يطلبك لتعملي مضيفة في طائرة بحجة خدمتك للنساء؟ وهل ستجدين من يساعدك لأنك امرأة؟

ولكن المرأة في الإسلام على العكس من ذلك تماماً، فإن لها الاحترام والتقدير، وتحترم حقوقها الشرعية التي تحفظ لها كرامتها وعزها وشرفها، فهي الأم المطاعة المقدرة، والزوجة والأخت الموقرة، وهي المدرسة الأولى للأجيال التي سترفع راية الأمة الإسلامية إن شاء الله تعالى، قال الشاعر:

الأم مدرسة إذا أعددتها *** أعددت شعباً طيب الأعراق
الأم روض إن تعهده الحيا *** بالري أورق أيما إيراق
الأم أستاذ الأساتذة الألى ***شغلت مآثرهن مدى الآفاق

 


والله خلق النساء ويعلم ما يصلحهن وما يفسدهن، فلم يتركهن سدى، بل أمرهن ونهاهن فيجب أن يسرن وفق الكتاب والسنة، والله سبحانه وتعالى قد أمرك أيتها المرأة بالحجاب الذي هو طاعة لربك وخالقك ورازقك، وأنت تعيشين في كنفه تحت سمائه وعلى أرضه فقال تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [الأحزاب: 33]. وقال جل وعلا: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ} [الأحزاب: 59].

أختي المسلمة.. إنك حين تتحجبين إنما تقومين بامتثال أمر الله الذي له ما في السماوات والأرض، وتقومين بعبادة خالقك: {ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ} [الأنعام:102]. والمرأة بالتزامها بحجابها إنما تمارس عبادة كالمصلية في محرابها.

واعلمي يا فتاة الإسلام أن الذي تنقادين لأمره سبحانه وتعالى هو الذي يتوفاك، فاستدركي نفسك قبل أن تنزل بك سكرات الموت، قال تعالى: {وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [ق:19].

فاحذري أن تكوني من حطب جهنم، واعملي بالقرآن والسنة، حتى تكوني من أهل الجنة، واعلمي أن الذي تطبقين شرعه هو الذي ستقفين بين يديه للحساب في يوم عصيب كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ، يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ } [الحج:1، 2].

أختي المسلمة.. إن معنى الحجاب عظيم أعظم مما يدل عليه واقع كثير من النساء ممن يظنن أن الحجاب إنما هو مجرد عادة من عادات المجتمع، ورثنها عن أمهاتهن أو تفرضه عليهن عادات المجتمع الذي يعيش فيه.

والحق أن الحجاب أشرف وأعلى من ذلك بكثير، إذ هو أمر من الله العليم الخبير بستر المرأة وعنوان يعبر عن انقيادها لأمر ربها التي هي الحصن الحصين الذي يحميها، ويحمي المجتمع من الافتتان بها.

إن الحجاب هو الإطار المنضبط الذي شرعه الله كي تؤدي المرأة من خلاله وظيفة صناعة الأجيال وصياغة مستقبل الأمة وبالتالي المساهمة في نصر الإسلام والتمكين له في الأرض.

يقول ربك عز وجل الذي جعل لك عينين ولساناً وشفتين وصحة في الأبدان، ونعماً لا تحصى ولا تعد، كل ذلك تفضل منه وامتنان، ويقول سبحانه: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً} [الأحزاب:36]. وقضى: أي حكم وأمر.

واعلمي يا فتاة الإسلام أن مما يرضاه الله ويحبه رسوله في حجابك أن يكون مشتملاً على شروط معينة لا يتحقق إلا بها وهي كالآتي:

أولاً: أن يكون الحجاب ساتراً لجميع البدن، بما في ذلك الوجه؛ لأنه أعظم فتنة في المرأة، ولأنه مكان جمال المرأة ومجمع محاسنها، قال تعالى: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ} [الأحزاب:59] والجلباب: هو الثوب السابغ الذي يستر البدن كله. ومعنى الإدناء: هو الإرخاء والسدل، فيكون الحجاب الشرعي: ما ستر جميع البدن.

وإن المتأمل لحال بعض النساء يجد أنهن مع كل أسف يخرجن إلى الأسواق سافرات كاشفات، يرقبن تلك اللحظة التي تخرجن فيها من المنزل ليرمين عن كاهلهن ثياب الستر والحشمة، ويكشفن عن ثوب الحياء، فيخرجن نحورهن وسواعدهن وأرجلهن، مع ما يحيط بها من أجواء ملبدة بتلك العطورات الفواحة.

فلا أدري ما الذي أبقينه من الحياء الذي هو زينة المرأة وجمالها الحقيقي؟، ثم ماذا عملت يا أخية لتلك اليد الماكرة التي امتدت إلى ثوبك لتشرحه وتقصره تدريجياً؟

قال عليه الصلاة والسلام: «صنفان من أهل النار لم أرهما» وذكر: «نساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا» [رواه مسلم].


ثانياً: ألا يكون كشيفاً غير شفاف؛ لأن الغرض من الحجاب الستر فإذا لم يكن ساتراً لا يسمى حجاباً، لأنه لا يمنع الرؤية ولا يحجب النظر.

ثالثاُ: ألا يكون زينة في نفسه، أو مبهرجاً، ذا ألوان جذابة يلفت الأنظار، لقوله تعالى: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [النور:31]. ومعنى ما ظهر منها والله أعلم: أي بدون قصد ولا تعمد مع تعاهد ستره ومنع انكشافه، فإن كان في ذاته زينة فلا يجوز ارتداؤه، ولا يسمى حجاباً لأن الحجاب هو الذي يمنع ظهور الزينة للأجانب.

رابعاً: أن يكون واسعاً غير ضيق، ولا يشف عن البدن ولا يجسمه ولا يظهر أماكن الفتنة.

يا فتاة الإسلام.. لقد امتدت أياد خبيثة إلى حجابك الشريف، وتحت ستار التقدم والحرية عملت تلك الأيادي على نزع وقار الحشمة ورمز العفاف وعنوان الإسلام، وبصورة تدريجية، فما يزال الحجاب والثوب والعباءة تنحسر تدريجياً، وتتقلص عند بعض الفتيات اللاتي وقعن ضحية التهريج الإعلامي الذي يبثه أعداؤنا، وضحية التقليد الأعمى لكل من هب ودب، ممن لم يلبسن الحجاب -حين لبسنه- تديناً واحتساباً، ولكن لبسنه مجاملة لأعراف المجتمع وعوائده، فحذار أخيتي الكريمة أن تكوني من هؤلاء.

وما يزال خبثهم يتتابع، وموضاتهم تتوالى، فما زلنا نرى تلك الخُمُر ذات الشريط الشفاف حول العينين، وغيرها كثير. وما زلنا نرى بعض أنواع العباءات، أو ما يسمى بـ "الكاب" وقد طرز بأنماط مختلفة من التطريز الملفت للنظر.. وما تزال أذهان مصممي هذه الأردية تتفتق كل يوم عن جديد.. والله المستعان.


وسأنبئك - أخية - أن الهُوة ستكبر مادامت فتياتنا غافلات عما يكيده لنا الأعداء. وياللأسف أن تقع فتاة الإسلام في شراك هؤلاء المفسدين، وتكون حبيسة فخاخهم، شعرت بذلك أم لم تشعر، هذه هي الحقيقة ولو كانت علقماً مراً.

فأفيقي يا فتاة الإسلام، يا حفيدة خديجة وعائشة، اعلمي أن ما يحاك لك مؤامرة مراميها عظام، وإن كانت بدايتها بطيئة، ولكن نهايتها سحيقة، والشر لا يأتي دفعة واحدة، فليست الغاية نزع الحجاب فحسب، وإنما إذا نزع الحجاب انكسر كأس الحياء، وانكفأ ماء الوجه وعندها تكون الكارثة، خسارة في النيا والآخرة فانظري لما حولنا وحينئذ تدركين الحقيقة.

خامساً: ألا يكون الثوب معطراً، فيه إثارة للرجال لقوله عليه الصلاة والسلام: «إن المرأة إذا استعطرت فمرت بالمجلس فهي كذا وكذا» يعني: زانية [رواه مسلم].

سادساً: ألا يكون الثوب فيه تشبه بالرجال، للحديث: «لعن صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال». [رواه البخاري].

سابعاً: ألا يكون اللباس أو الحجاب ملفتاً للنظر بسبب شهرته أو فخامته، لقوله صلى الله عليه وسلم: «من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة ثم ألهب فيه ناراً».

يا أخية.. اسمعي لقول أمك أم المؤمنين رضي الله عنها عندما سألت النبي صلى الله عليه وسلم: " كيف يصنع النساء بذيولهن؟" أي: أسفل الثياب قال: «يرخينه شبراً»، قالت: "إذاً تنكشف أقدامهن"، قال: «يرخينه ذراعاً ولا يزدن عليه» [حديث صحيح].

يا سبحان الله!!، أمهات المؤمنين يطلبن إطالة الثياب نساؤنا يقصرنها ولا يبالين!

يا فتاة الإسلام.. اعلمي أن هذه الشروط لا بد توفيرها حتى تكون المرأة متحجبة ولربها متعبدة، وبقدر ما تخل به من هذه الشروط بقدر ما يكون بها نسبة من التبرج. وتنبهي يا فتاة الإسلام إلى أنه لا بد أن يكون مصاحبا للحجاب اعتقاد بأن هذا العمل إنما هو امتثال لأمر الله سبحانه، وأن أمره مقدم على كل أمر وأن الله لا يأمر إلا بالخير ولا ينهي إلا عن شر وأن أي حكم يخالف أمره فهو جاهلية: قال تعالى: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة:50].

علامات على الطريق:
لهذه التي تتردد في الالتزام بشروط الحجاب، نقول لها اعلمي يا أمة الله أن هذه الشروط مما أحب الله ورسوله وأمر بها، وأبغض من خالفها، فليس لأحد مخالفتها ولا اختيار ولا رأي ولا قول بعد قضائه وحكمه سبحانه.

وتوعد سبحانه من خالف أمره بالفتنا والعذاب الأليم: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور : 63].

ولهذه الفتاة التي تقدم هوى النفس على حكم الله نقول لها: اسمعي وتدبري قول الله تعالى: {وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ} [ص : 26].

تحذير: يقول عليه الصلاة والسلام: «ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء» [متفق عليه].

إليك يا أخيتي بشرى نبيك صلى الله عليه وسلم: «إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء»، قيل: "من هم يا رسول الله؟" قال: «الذين يصلحون إذا فسد الناس» وإليكِ قول الله الحق: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى، فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات : 40، 41].

وإليك تحية الله للصابرين المؤمنين: {سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} [الرعد : 24].