هل تريد منزلة الملائكة المقربين ؟
منذ 2001-04-22
كلنا نعلم أن تحولاً هائلاً قد وقع في الكون بنزول القرآن الكريم ،
حيث سارت معه قافلة الحياة ، على هدى ونور من خالقها ومبدعها ، ونشطت
مع فجره نفوس لبت نداء ربها فأحياها وجعل لها نوراً تمشي به في الناس.
وبقي القرآن بقاء النور في الكون ، لا يتوقف مدة إلى أن يرث الله
الأرض ومن عليها. ولم نر شيئاً تفجرت به ينابيع الحكمة وامتدت منه
أنهار المعرفة في غير انقطاع كما تم للقرآن الكريم { كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر
أولوا الألباب } (ص 29 ) .
لقد شغل الناس جميعاً من آمن به وصدقه ومن أعرض عنه وكذبه. وأثر في هذا وذاك ، مطاوعة ومكابرة ، وتأييداً ومعارضة ، ونجاة وهلاكاً ، ورفعاً ووضعاً ، وحرباً وسلماً ، وهزيمة ونصراً ، وظل القرآن في جميع الأحوال وسيظل عزيزاً شامخاً أبياً ، ولو تكسرت من حوله السيوف ، أو ضعفت في الأقبال عليه النفوس { وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد } (فصلت 41) .
لقد نزل القرآن الكريم وبنزوله طويت الكتب ، وختمت الرسالات ، وحفظت للناس أسباب الحياة ، ولقد بين الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه أن الذين يداومون على تلاوته ، ويعملون بأحكامه ، ويحذرون مخالفته ، أولئك يوفيهم الله ما يستحقونه من الثواب العظيم ، ويضاعف لهم الأجر الكريم { إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانيةً يرجون تجارة لن تبور ، ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور } (فاطر : 29-30 ) ولقد صان الله كتابه عن التحريف والتبديل : { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } (الحجر: 9) .
ومضى القرآن في الحياة يعلن الرسالة : رسالة جميع الأنبياء كما جاءت من عند الله ، ويقيم الحجة على الناس جميعاً ، ويدعوهم إلى كلمة سواء .
يدعو الناس في كل زمان ، ويتلى عليهم في كل مكان ، ويهديهم في كل شأن للتي هي أقوم . وبالقرآن وبيانه نستطيع أن نزن الأمور كلها بالميزان الصحيح ، ميزان الله الذي أنزله وحفظه وأبقاه : { لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط } (الحديد : 25 ) . لقد نزل هذا الكتاب المبين في شهر رمضان الكريم ، في بلد الله الأمين على سيد ولد آدم أجمعين ، فاجتمع الشرف من جميع جوانبه ، شرف الزمان وشرف المكان وشرف الإنسان :
إن القرآن العظيم رسالة ربانية المنهج ، متكاملة المعالم والأغراض ، واضحة المعاني والأهداف ، سهلة الفهم والتطبيق ، ومع ذلك فالناس في الغالب نيام ، فإذا ماتوا انتبهوا . إن المصطفى صلى الله عليه وسلم قد بين لنا أن خير الناس وأفضلهم الذي يتعلم القرآن الكريم ويعلمه ، وذلك فيما ثبت عن عثمان رضي الله عنه تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " " رواه البخاري .
كما بين صلوات الله وسلامه عليه أنه من جوّد القرآن وأحسن قراءته ، وصار متقناً له ماهراً به عاملاً بأحكامه فإنه في مرتبة الملائكة المقربين ، وذلك فيما روته أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" " رواه البخاري .
ولقد أخبرنا عليه الصلاة والسلام بما أعده الله سبحانه وتعالى لقارئ القرآن من أجر كبير وثواب عظيم ، ومن ذلك ما رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " " رواه الترمذي ، فكيف نغفل عن هذا الأجر العظيم والثواب الجزيل ؟!
وأعظم من هذا كله أن القرآن يشفع لصاحبه عند الله يوم العرض الأكبر ، فهل بعد هذا الفضل من فضل ؟!
فعن أبي أمامة الباهلي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " " رواه مسلم .
كما يوضح لنا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، أن قراءة القرآن يطيب بها المظهر والمخبر ، فيكون المؤمن القارئ للقرآن طيب الباطن والظاهر ، إن خبرت باطنه وجدته صافياً نقياً ، وإن شاهدت سلوكه وجدته حسناً طيباً ، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " " متفق عليه .
ويكفينا فخراً أن نتوج والدينا تاجين من حلي الجنة بقراءة القرآن وتدبره وحفظه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " " رواه أبوداود .
وعلاوة على ذلك ، فإن الإنسان بقدر ما يحفظ من آي القرآن وسوره بقدر ما يرتقي في درج الجنان ، وذلك فيما يرويه عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " " رواه أبو داود .
ثم إن صاحب القرآن قلبه عامر به يتدبر آيات الله ، ويتفكر في دلائل قدرته وعظمته ، وبذلك تصفو نفسه ، وتجمل أخلاقه ، وترق أحاسيسه ، والرسول صلى الله عليه وسلم يخبرنا بأن حافظ القرآن هم أصفياء الله وخاصته ، وأولياؤه وأنصاره ، وذلك فيما رواه أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " " رواه ابن ماجه .
وفقني الله وإياك إلى تلاوة كتابه حق تلاوته والعمل بأحكامه وأوامره، واجتناب نواهيه وزواجره.
لقد شغل الناس جميعاً من آمن به وصدقه ومن أعرض عنه وكذبه. وأثر في هذا وذاك ، مطاوعة ومكابرة ، وتأييداً ومعارضة ، ونجاة وهلاكاً ، ورفعاً ووضعاً ، وحرباً وسلماً ، وهزيمة ونصراً ، وظل القرآن في جميع الأحوال وسيظل عزيزاً شامخاً أبياً ، ولو تكسرت من حوله السيوف ، أو ضعفت في الأقبال عليه النفوس { وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد } (فصلت 41) .
لقد نزل القرآن الكريم وبنزوله طويت الكتب ، وختمت الرسالات ، وحفظت للناس أسباب الحياة ، ولقد بين الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه أن الذين يداومون على تلاوته ، ويعملون بأحكامه ، ويحذرون مخالفته ، أولئك يوفيهم الله ما يستحقونه من الثواب العظيم ، ويضاعف لهم الأجر الكريم { إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانيةً يرجون تجارة لن تبور ، ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور } (فاطر : 29-30 ) ولقد صان الله كتابه عن التحريف والتبديل : { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } (الحجر: 9) .
ومضى القرآن في الحياة يعلن الرسالة : رسالة جميع الأنبياء كما جاءت من عند الله ، ويقيم الحجة على الناس جميعاً ، ويدعوهم إلى كلمة سواء .
يدعو الناس في كل زمان ، ويتلى عليهم في كل مكان ، ويهديهم في كل شأن للتي هي أقوم . وبالقرآن وبيانه نستطيع أن نزن الأمور كلها بالميزان الصحيح ، ميزان الله الذي أنزله وحفظه وأبقاه : { لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط } (الحديد : 25 ) . لقد نزل هذا الكتاب المبين في شهر رمضان الكريم ، في بلد الله الأمين على سيد ولد آدم أجمعين ، فاجتمع الشرف من جميع جوانبه ، شرف الزمان وشرف المكان وشرف الإنسان :
نور الكتاب أضاء فيمن قبلنـــا
<><> فمحى الشكوك وبدد الأوهامــا
صاغ الجنود على هدي من شرعه <><> قمماً تضئ وترتفع الأعلامــا
فتحوا البلاد ليملؤها عـــــزة <><> كسوا الوجود محبة وسلامــا
من فوق مئذنة الحضارة أذنــوا <><> للحق لحناً أيقظ النوامـــــا
الله أكبر ، رددوها للــــورى <><> فصحا الجميع وحققوا الأحلامـا
صاغ الجنود على هدي من شرعه <><> قمماً تضئ وترتفع الأعلامــا
فتحوا البلاد ليملؤها عـــــزة <><> كسوا الوجود محبة وسلامــا
من فوق مئذنة الحضارة أذنــوا <><> للحق لحناً أيقظ النوامـــــا
الله أكبر ، رددوها للــــورى <><> فصحا الجميع وحققوا الأحلامـا
إن القرآن العظيم رسالة ربانية المنهج ، متكاملة المعالم والأغراض ، واضحة المعاني والأهداف ، سهلة الفهم والتطبيق ، ومع ذلك فالناس في الغالب نيام ، فإذا ماتوا انتبهوا . إن المصطفى صلى الله عليه وسلم قد بين لنا أن خير الناس وأفضلهم الذي يتعلم القرآن الكريم ويعلمه ، وذلك فيما ثبت عن عثمان رضي الله عنه تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " " رواه البخاري .
كما بين صلوات الله وسلامه عليه أنه من جوّد القرآن وأحسن قراءته ، وصار متقناً له ماهراً به عاملاً بأحكامه فإنه في مرتبة الملائكة المقربين ، وذلك فيما روته أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" " رواه البخاري .
ولقد أخبرنا عليه الصلاة والسلام بما أعده الله سبحانه وتعالى لقارئ القرآن من أجر كبير وثواب عظيم ، ومن ذلك ما رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " " رواه الترمذي ، فكيف نغفل عن هذا الأجر العظيم والثواب الجزيل ؟!
وأعظم من هذا كله أن القرآن يشفع لصاحبه عند الله يوم العرض الأكبر ، فهل بعد هذا الفضل من فضل ؟!
فعن أبي أمامة الباهلي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " " رواه مسلم .
كما يوضح لنا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، أن قراءة القرآن يطيب بها المظهر والمخبر ، فيكون المؤمن القارئ للقرآن طيب الباطن والظاهر ، إن خبرت باطنه وجدته صافياً نقياً ، وإن شاهدت سلوكه وجدته حسناً طيباً ، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " " متفق عليه .
ويكفينا فخراً أن نتوج والدينا تاجين من حلي الجنة بقراءة القرآن وتدبره وحفظه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " " رواه أبوداود .
فيا أيها القارئ به متمسكـــاً
<><> مجلاً له في كل حال مبجلــاً
هنيئاً مريئاً والداك عليهمــــا <><> ملابس أنوار من التاج والحـلا
فما ظنكم بالنجل عند جزائه <><> أولئك أهل الله والصفوة العـلا
هنيئاً مريئاً والداك عليهمــــا <><> ملابس أنوار من التاج والحـلا
فما ظنكم بالنجل عند جزائه <><> أولئك أهل الله والصفوة العـلا
وعلاوة على ذلك ، فإن الإنسان بقدر ما يحفظ من آي القرآن وسوره بقدر ما يرتقي في درج الجنان ، وذلك فيما يرويه عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " " رواه أبو داود .
ثم إن صاحب القرآن قلبه عامر به يتدبر آيات الله ، ويتفكر في دلائل قدرته وعظمته ، وبذلك تصفو نفسه ، وتجمل أخلاقه ، وترق أحاسيسه ، والرسول صلى الله عليه وسلم يخبرنا بأن حافظ القرآن هم أصفياء الله وخاصته ، وأولياؤه وأنصاره ، وذلك فيما رواه أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " " رواه ابن ماجه .
وفقني الله وإياك إلى تلاوة كتابه حق تلاوته والعمل بأحكامه وأوامره، واجتناب نواهيه وزواجره.
المصدر: مجلة الدعوة السعودية
إبراهيم بن عثمان الفارس
أستاذ مساعد في قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة كلية أصول الدين -جامعة الإمام محمد بن سعود.
- التصنيف: